الرئيسية

  /  

المدونة

  /  

المقابلة في البحث العلمي

المقابلة في البحث العلمي

المقابلة في البحث العلمي

أداة من أدوات الدراسة التي تعتمد بشكل أساسي على المحاورة والنقاش بين الباحث وأفراد العينة هذا هو المطلوب معرفته في تقديمنا لمفهوم المقابلة في البحث العلمي.

ورغم أنها أداة لا تستخدم كثيراً مقارنة بالاستبيان والملاحظة، إلا أنها تصنف ضمن الأدوات الرئيسية في البحث.

وسنتطرق للحديث عن المقابلة في البحث العلمي من عدة جوانب تبسط مفهومها وتبين طريقة إجراءها.

المقصود بالمقابلة في البحث العلمي:

المقابلة لغوياً تعني اللقاء أو بمفهوم آخر ( وجهاً لوجه )، ومن هنا ينطلق التعريف الاصطلاحي الخاص بالمقابلة كأداة من أدوات الدراسة.

حيث تعرف بأنها أداة دراسة تقوم على أساس محاورة الباحث لأفراد العينة بشكل شخصي سواء من خلال اللقاء المباشر أو عن طريق وسيلة اتصال، ويقوم الباحث بطرح الأسئلة على أفراد العينة وجمع الاجابات والمعلومات منهم بشكل مباشر.

وللتعريج على هذا التعريف نضع الملاحظات التالية:

  1. ذكرنا أنا الباحث هو من يقوم بإجراء المقابلة، و بالتالي من أساسيات المقابلة في البحث العلمي هي تنفيذها بشكل مباشر من قبل الباحث.
  2. يكون أفراد العينة محددين بشكل دقيق ويكون الباحث مخاطب لهم على وجه الخصوص.
  3. يمكن اجراء المقابلة من خلال وسائل الاتصال وهذا نوع من أنواع المقابلة.
  4. المخاطبة تكون شاملة على عنصرين أساسيين هما المحاورة و كذلك طرح الأسئلة المباشرة على أفراد العينة وتسجيل الاجابات.
  5. يمكن للباحث إدارة الحوار وفقاً لما يراه مناسب لمصلحة البحث.

خطوات إجراء المقابلة البحثية بالتفصيل:

لتقوم بتنفيذ المقابلة في البحث العلمي لابد أن تتبع مجموعة خطوات. لتكون بذلك مطبقاً للمقابلة وفق آلياتها الصحيحة، وهذه الخطوات هي:

  1. مما يسبق اجراء المقابلة هو تحديد أفراد العينة بدقة. ويشكل هذا التحديد تعيين خصائص العينة وحجمها وأماكن تواجدها وكيفية التواصل معها.
  2. لابد أن تعرف بالضبط متى وأين تجري هذه المقابلة، على سبيل المثال ليس منطقياً أن تجري المقابلة مع موظفين داخل أحد البنوك في ذروة صرف رواتب الموظفين أول الشهر، ما لم تكن الدراسة متطلبة لهذه الحالة.
  3. بعد إتمام عملية تعيين العينة والتنسيق معها في الوقت والمكان المناسب لإجراء المقابلة، لابد من الانطلاق مصطحباً معك أدوات التسجيل الخاصة، وفي أيامنا المعاصرة أصبح الجوال أداة تسجيل فعالة كونه شامل على تطبيقات تسجيل الصوت بجودة ممتازة.
  4. تبدأ بإجراء المقابلة من خلال التعريف بنفسك وبمهمتك كباحث. وتعطي نبذة عن طبيعة البحث الذي تقوم بإعداده.
  5. تبدأ بطرح الأسئلة الخفيفة أولاً، ثم تتدرج في صعوبة الأسئلة.
  6. مطلوب منك إدارة المقابلة بذكاء وذلك لتأخذ المعلومات التي تحتاجها بكل أريحية، ولكي تكسب تفاعل أفراد العينة وتقبلهم لهذه المقابلة.
  7. فور الانتهاء من أي مقابلة تأكد أنه تم تسجيلها بشكل صحيح و كذلك تأكد أنك استوفيت كل المعلومات المطلوبة.

في حالة كان عدد أفراد العينة كبير ولا يمكن دراستهم كلهم دفعة واحدة فلا بأس من تجزئتهم على أيام، ولكن بشرط توافر نفس أجواء الدراسة بين كافة أفراد العينة.

و كذلك إذا استخدم وسيلة اتصال لإجراء المقابلة فلابد أن تكون وسيلة فعالة تتيح لك التسجيل الصوتي.

وعند الانتهاء الكامل والعودة من المقابلة ستقوم بتفريغ المعلومات التي قمت بجمعها. وذلك بكتابتها على الورق، وهذا يتطلب مجموعة اجراءات نرى أن نفردها في الفقرة القادمة.

هكذا ستقوم بتفريغ المعلومات المجمعة من خلال المقابلة:

تحدثنا في الفقرة السابقة على خطوات إجراء المقابلة في البحث العلمي بالتفصيل. والخطوة المستكملة لتلك الخطوات هي تفريغ المعلومات، وهذا يتطلب مهارة خاصة نوجزها في النقاط التالية:

  1. يتم حصر كافة التسجيلات التي تم تسجيلها في المقابلة. وذلك وفقاً لوقت وتاريخ إجراء كل تسجيل، على سبيل المثال ( التسجيل رقم 1 يوم الثلاثاء 20/6/2022م الساعة 10 صباحاً / التسجيل رقم 2 يوم الثلاثاء 20/6/2022م الساعة 10 والنصف صباحاً) وهكذا.
  2. من الأفضل كتابة مدة كل تسجيل، على سبيل المثال التسجيل رقم 1 المدة الزمنية 20 دقيقة، التسجيل رقم 2 المدة الزمنية 25 دقيقة.
  3. تبدأ بالتفريغ من التسجيل الأقدم إلى التسجيل الأحدث.
  4. يفضل التفريغ المباشر للمعلومات على الورق أولاً ثم نقلها على جهاز الكمبيوتر.
  5. كل معلومة يتم ذكرها في التسجيل لابد أن تكتب كما هي بالضبط على الورق.
  6. اتباع أسلوب الفصل الزمني هو الأكثر كفاءة، ويقصد به التفريغ لفترات زمنية بحفظ ما قد قيل ومن ثم ايقافه وكتابة المعلومات ومتابعة السماع مرة أخرى لباقي التسجيل، على سبيل المثال السماع لما هو مسجل في كل دقيقتين ومن ثم ايقاف التسجيل وكتابة ما تم سماعه والعودة لاستكمال التسجيل من بعد الدقيقتين… وهكذا.
  7. عند الانتهاء من تفريغ كامل التسجيلات، ستقوم بتحديد المتغيرات التابعة والمتغيرات المستقلة، وتضعها في جدول خاص تمهيداً لإجراء عملية التحليل الإحصائي، ومن ثم تنقل المعلومات التي فرغتها إلى هذا الجدول كل معلومة حسب الخانة الخاصة بها، على سبيل المثال قمت بطرح 5 أسئلة في كل مقابلة مع كل فرد، فعادة ما تكون هذه الأسئلة شاملة على المتغيرات المستقلة وتكون الاجابات هي المتغيرات التابعة لتلك الأسئلة.

أنواع المقابلات التي يمكن اجراؤها في البحث العلمي:

يتم تصنيف المقابلة في البحث العلمي وفق العديد من التصنيفات التي ترتبط بعدة جوانب من حيث آلية التنفيذ و كذلك أفراد العينة، وهذه التصنيفات نوضحها بالتفصيل فيما يلي:

أولاً: التصنيف حسب طريقة إجراء المقابلة:
  1. المقابلة المباشرة: وهي التي تكون بنزول الباحث بنفسه إلى البيئة التي يتواجد فيها أفراد العينة. ويقوم بإجراء المقابلة والمحاورة وطرح الأسئلة وتسجيل الاجابات وجهاً لوجه. وهذا النوع هو الأفضل والأقوى.
  2. إجراء المقابلة بوسائل الاتصال: على سبيل المثال كأن يقوم الباحث بالاتصال الهاتفي على أفراد العينة وإجراء المقابلات هاتفياً معهم، وهذا النوع يتميز بالقدرة على دراسة الحالات الكثيرة و كذلك دراسة أفراد العينة في الأماكن البعيدة عن مكان سكن الباحث، مثل الأبحاث التي يكون فيها أفراد العينة من عدة دول، ويدخل في هذا النوع كافة وسائل الاتصال القديمة والحديثة، حتى شبكة الانترنت وما تحتويه من تقنية بريد إلكتروني ووسائل تواصل إجتماعي وغير ذلك من الأمور.
ثانياً: التصيف حسب أعداد الأفراد الذين سيتم مقابلتهم:
  1. المقابلة الفردية: والتي قابل فيها الباحث كل فرد من أفراد العينة على حدة، وهذا النوع يعطي معلومات دقيقة وكثيرة، ولكنه يتطلب عينة دراسة صغيرة، أو وقت طويل ليتمكن الباحث من مقابلة كل أفراد العينة.
  2. مقابلة المجموعة: يقسم فيها الباحث أفراد العينة كلهم إلى مجموعات، ويقوم بمقابلة كل مجموعة حسب ما هو مخطط له، وهذا النوع كثير الاستخدام كونه يمكن الباحث من أخذ معلومات صحيحة وإدارة المقابلة بكفاءة، و كذلك يمكن من خلاله دراسة العينة كبيرة الحجم بسهولة.
  3. المقابلة العامة: وفيها يضع الباحث كل أفراد العينة في مقابلة واحدة، وهذا النوع يعطي معلومات سريعة وكثيرة، ولكنه يتطلب تركيز وحسن إدارة كبير، على سبيل المثال مقابلة الباحث لمجموعة من الطلاب يزيد عددهم عن 50 طالب نفس الوقت.
ثالثاً:  التصنيف حسب الفترات الزمنية:
  1. نفس الفترة: وهي مقابلة كافة أفراد العينة في نفس التاريخ. وهنا نؤكد على نفس التاريخ بمعنى نفس اليوم وليس شرطاً نفس الساعة.
  2. الفترات المتقاربة: تجزئة أفراد العينة لمقابلتهم على أيام متواصلة أو متقاربة. على سبيل المثال مقابلة كل أفراد العينة خلال أسبوع واحد فقط.
  3. الفترات المتباعدة: وهي مقابلة أفراد العينة في أيام متباعدة. وهذا النوع لا يحبذ تنفيذه كونه لا يضع كل أفراد العينة في نفس ظروف المقابلة.
رابعاً: التصنيف وفقاً لمتطلبات الدراسة:
  1. المقابلة المنضبطة: وهي التي تكون فيها المقابلة في وقت واحد أو متقارب ومكان واحد، وفقاً لمتطلبات الدراسة، على سبيل المثال مقابلة مجموعة أطباء أثناء فترات المناوبة الليلة.
  2. المقابلة المتشعبة: تكون فيها الدراسة متطلبة لمقابلة نفس أفراد العينة ولكن في أوقات وأماكن مختلفة، على سبيل المثال مقابلة أفراد العينة ثلاث مرات كل على مدار ستة شهور لدراسة السلوك الاجتماعي للأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية في أماكن العمل وفي المنزل.
خامساً: التصنيف حسب العينات الداخلة:
  1. العينة الواحدة: وهم مجموعة أفراد يتم مقابلتهم بحيث يكون لهم نفس الخصائص والصفات.
  2. العينات المتعددة: تكون الدراسة الواحدة متطلبة لوجد أكثر من عينة في المقابلة. على سبيل المثال مقابلة الأخصائيين الاجتماعيين و كذلك عينة أخرى من المساجين، في دراسة بعنوان ( أثر التوجيه الاجتماعي السليم في تقويم سلوك المحكومين بأحكام قضائية بالسجن المركزي ).

أهمية المقابلة في البحث العلمي:

  1. مقابلة الباحث لأفراد العينة والحديث معهم يجعل الفرصة محققة أكبر لتحصيل معلومات دقيقة ومفيدة للبحث.
  2. تهيئ المقابلة في البحث العلمي الفرصة ليتفطن الباحث لعدة أمور أثناء اجراء المقابلة ويقوم بالسؤال عنها وأخذ اجابتها من أفراد العينة، على سبيل المثال كان الباحث يجري مقابلة حول موضوع ( الهجرة الغير شرعية ) وذلك مع مجموعة أفراد ممن كان لهم تجربة في هذا الأمر، فقال أحد الأشخاص معلومة ( وجود طريق سري للهجرة الغير شرعية )، و بالتالي يتفطن الباحث ليسأل عن هذا الطريق بالتأثير في أفراد العينة.
  3. تعتبرها المعلومات التي يتم جمعها من أفراد العينة دقيقة وكثيرة في نفس الوقت.
  4. مناسبة لدراسة العينات المتعددة، والعينات الغير متواجدة في نفس الدولة.
  5. تعطي الباحث فكرة واسعة خصائص العينة والبيئة التي يعيشون فيها. لاسيما في المقابلة الشخصية التي تتم وجهاً لوجه.
  6. من خلال المقابلة قد تنشأ علاقة اجتماعية بين الباحث وأفراد العينة. و بالتالي زيادة فرصة قراءة البحث من قِبل أفراد العينة كونهم ضمن الجمهور المستهدف.
  7. مهمة في فهم المتغيرات على أرض الواقع، و بالتالي زيادة دقة وصفها في مضمون البحث.

ضوابط لابد منها في إجراء المقابلة:

يجب الالتزام بالعديد من الضوابط في اجراء المقابلة في البحث العلمي، وهذه الضوابط مرتبطة بكافة مراحل إجراء المقابلة كما سيتضح في النقاط التالية:

  1. من المهم أخذ الموافقة على إجراء المقابلة من الجهات الرسمية، لتحمي نفسك تحت إطار القانون.
  2. النقل الصادق والموضوعي للمعلومات التي يتم جمعها في المقابلة.
  3. احترام أفراد العينة وعدم توجيه أي احراجات لأي فرد منهم أثناء المقابلة. على سبيل المثال يتم وقف التعامل مع العديد من الباحثين بسبب طرحهم لسؤال يمس القيم والأعراف في بعض المجتمعات.
  4. يشترط تحديد الوقت والمكان بشكل دقيق ومسبق.
  5. لا تجعل المقابلة إلا في إطار المعلومات الهامة والمفيدة التي تحتاجها فعلاً لبحثك.
  6. احذر أن تؤثر على مصالح أفراد العينة. على سبيل المثال لا تجري مقابلات مع طلاب الجامعة قبل اجراء الامتحان بنصف ساعة، كونهم يستعدون للدخول في الامتحان.
  7. مهارة الإدارة للحوار والتأثير في أفراد العينة لأخذ ما تريده، أمر ضروري.

لا تتردد في طلب خدمة اجراء المقابلة أو تفريغها من فريقنا (اطلب الخدمة الآن).

 

 

إرسال رسالة
البيان للاستشارات الأكاديمية
00970597715615
[email protected]
فلسطين