الحصول على المعلومات من أفراد العينة البحثية يتطلب وجود أدوات دراسة ملائمة ووفق قياسات علمية صحيحة فعملية اختيار أدوات الدراسة تعتبر مكمل لاختيار العينة، فلا فائدة من العينة إذا كانت أدوات الدراسة غير قادرة على تحصيل المعلومات منها بطريقة صحيحة، وفي هذا المقال نضع الأساسيات التي تؤهل الباحث لاختيار أدوات الدراسة باحترافية.... .
تعرف هذه الأدوات بأنها وسائل تساعد الباحث في إيجاد نتائج بحثه من خلال جمع المعلومات باستخدامها لاسيما تسليطها على أفراد العينة.
وترتبط هذه الأدوات بشكل أساسي بالعينة البحثية، كونها موجهة إلى العينة، في حين يرى البعض أنها أدوات تستخدم لجمع المعلومات من العينة ومن المصادر الأخرى، ولكن هذا الرأي ضعيف لا يعتمد كون الأدوات ذات خصائص اتصالية مع العينة والظواهر.
ومن أهم أدوات الدراسة ما يلي:
يعرف الاستبيان بأنه مجموعة أسئلة توجه إلى العينة لتقوم بالإجابة عليها ومن ثم تفريغها، ويكتب الاستبيان بثلاث طرق وهي أسئلة الاختيار من المتعدد أو الأسئلة المقالية أو الجمع بين أسئلة الاختيار من المتعدد والأسئلة المقالية، و كذلك لابد من كتابة مقدمة للاستبيان ومن ثم الأسئلة ومن ثم خاتمة.
ويمكن أن يكون الاستبيان ورقي يتم توزيعه وجمعه باليد أو إلكتروني يتم تنفيذه عبر شبكة الانترنت، ولكل من هذين النوعين مزايا خاصة به، فالورقي يعطي الباحث فرصة التقرب من العينة والوصول لملاحظات جديدة، والالكتروني يوفر على الباحث الوقت والجهد ويمكنه الوصول لأفراد العينة في أي بقعة من العالم.
ولابد من كتابة أسئلة الاستبيان بما يتوافق مع خصائص العينة والقدرة الاستيعابية والعلمية لديهم، ويرى مختصون أن يكون الاستبيان عبارة عن مخاطبة غير مباشرة بين الباحث والعينة من خلال الأسئلة وذلك باستخدام لغة سهلة الفهم.
الملاحظة يعبر عنها باسم المشاهدة، حيث أنها أداة تقوم على تسجيل المشاهدات التي يراها الباحث ويراقبها، وتكون هذه المشاهدات شاملة على التفاعلات وردات الفعل والعوامل الظاهرية الخاصة بأفراد العينة أو ظاهرة معينة يتم دراستها.
ومن مميزات الملاحظة أنها توفر للباحث فرصة الرؤية المباشرة وفهم المعلومات كما هي أرض الواقع، كما أن الملاحظة تعتبر من الأدوات الأكثر دقة ومصداقية، لاسيما وأنها تطبق دون اشعار مسبق لأفراد العينة، وتتميز أيضاً بأن تكلفة تنفيذها منخفضة مقارنة بالاستبيان، ولكن يؤخذ عليها أنها مرهقة وتتطلب التركيز.
تعرف المقابلة الشخصية بأنها لقاء بين الباحث وأفراد العينة يتم خلاله المناقشة وطرحة الأسئلة وتسجيل الاجابات من العينة وإلى الباحث فوراً.
ويمكن اجراء المقابلة الشخصية بشكل وجاهي أي وجهاً لوجه، أو عن طريق استخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة مثل شبكة الانترنت، وتتميز المقابلة بأنها توفر فرصة اندماج الباحث مع أفراد العينة والاختلاط بهم وفهم خصائصهم وردود أفعالهم عن قرب، مما يجعل لدى الباحث تصور قريب وواسع حول الأمر الذي يقوم بدراسته.
الحديث عن اختيار أدوات الدراسة يدفعنا للحديث أولاً عن اختيار العينة كون العينة هي المتحكم الرئيسي في اختيار الأدوات، ولابد من شروط في اختيار العينة من أهمها معرفة متطلبات الدراسة أولاً والتركيز على جوانب الموضوع الذي يتناوله الباحث، ومن ثم النظر في المجتمع الكلي للعينة ومعرفة خصائص العينة المطلوبة ومن ثم اختيارها.
ولا يكفي اختيار العينة فقط بل لابد من اختيارها وتحديد نوعها وحجمها، حيث يوجد العديد من أنواع العينات مثل:
والأحجام تعين إما بالرقم مثل 100 فرد، 300فرد، أو تعين بالتقدير مثل قليلة، متوسطة، كبيرة ضخمة. ولابد عند تحديد العينة معرفة التوقعات للمعلومات التي سيتم جمعها من العينة. على سبيل المثال لن تكون عينة لطلاب المرحلة الاعدادية ذات معلومات صعبة الفهم أو كثيرة في محتواها بعكس عينة لطلاب المرحلة الجامعية.
ومن شروط تحديد العينة أن تكون العينة قابلة للدراسة. و كذلك أن تكون العينة تعكس احتمالات عالية من الاجابات الصادقة على سبيل المثال لا يمكن تقديم استبيانات لمرضى الشوزوفرينيا في مراحله المتقدم حيث تكثر التوهمات والخيالات الغير واقعية.
تنبني عملية تحديد أدوات الدراسة الأكثر مناسبة على مبدأ المفاضلة بين هذه الأدوات فقد تجد أكثر من أداة مناسبة للدراسة ولكن يوجد فرق في جودة المعلومات المجمعة، ومن أهم الأسس في عملية الاختيار هذه ما يلي:
توفر أدوات الدراسة معلومات حصرية للباحث. حيث يقوم الباحث بتسخيرها في جلب المعلومات من العينة كشيء ريادي. وهذا بخلاف الأخذ والاقتباس من المصادر والمراجع. و كذلك تعتبر هذه الأدوات المزود الأساسي لعملية التحليل الإحصائي بالبيانات المطلوبة. كما تتضع أغلب المتغيرات والعلاقات والروابط بينها من خلال أدوات الدراسة.
وتظل العينة جامدة غير داخلة في مضمون الدراسة إلى حين تفعيل الأدوات وجمع المعلومات منها، كما تظهر هذه الأدوات طريقة استخدام الباحث للمناهج البحثية في جمع كم كبير من المعلومات وصياغتها صياغة منطقية.
ومن فوائد أدوات الدراسة أنها تزيد من مدركات الباحث حول الموضوع الذي يتناوله، على سبيل المثال في أداة الملاحظة عندما يقوم الباحث بتوثيق المشاهدات والاقتراب أكثر فأكثر من الظاهرة التي يدرسها يصبح لديه خلفية فكرية قوية وتتولد لديه أفكار وعصف ذهني جديد.
وتنبني الكثير من نتائج البحث على معلومات أدوات الدراسة. فكما تحدثنا أنها المزود الرئيسي لعمليات بحثية قوية مثل التحليل الإحصائي.
لكل أداة دراسة أخطاء شائعة كثيراً ما نراها. على سبيل المثال في الاستبيانات تكثر الأخطاء الخاصة بطبيعة الأسئلة. وعدم مناسبتها لأفراد العينة فمثلاً نجد أسئلة صعبة الفهم وتتطلب الشرح موجهة لطلاب في المرحلة الابتدائية. و كذلك في الملاحظة من الخطأ تجاوز بعض المشاهدات دون توثيقها. والمقابلة الشخصية أيضاً تكثر فيها أخطاء سوء إدارة المقابلة فنجد الباحث لا يتصرف بمنطق الحكمة عند بعض ردود الأفعال. أو أن يكون غير قادر على استمالة الأفراد لإخراج الإجابة الصحيحة منهم.
و كذلك من الأخطاء الشائعة في استخدام أدوات الدراسة اختيار ووقت ومكان غير مناسب لظروف العينة ولظروف الدراسة. على سبيل المثال من الخطأ توزيع استبيانات على طلاب المدارس في أوقات الاختبارات.
تعتبر عملية اختيار أدوات الدراسة من العمليات التي تتطلب فهم مسبق للعينة. ولكيفية اختيارها وتعيينها وفقاً لخصائصها ومتطلبات الدراسة. ومن ثم المفاضلة بين كافة أدوات الدراسة لاختيار الأفضل منها.
يمكنك طلب خدمة تعيين أدوات الدراسة لبحثك من فريق مؤسسة البيان من هنا.
فيديو توضيحي:
المراجع:
أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.