الرئيسية

  /  

المدونة

  /  

المنهج التاريخي في البحث

المنهج التاريخي في البحث

المنهج التاريخي في البحث

تتعدد المناهج العلمية المعتمدة ويعتبر المنهج التاريخي في البحث العلمي من المناهج الأساسية التي يكثر استخدامها.

ولعل اسم هذا المنهج يفصح عن الكثير من محدداته، وهذه المحددات نتناولها بالتفصيل في هذا المقال.

تعريف المنهج التاريخي في البحث العلمي:

معنى كلمة منهج يعني الطريقة المنتظمة، وكلمة التاريخي تعني التسلسل الزمني.

والمنهج التاريخي يعرف بأنه الطريقة المتبعة في الوصول إلى المعلومات وصياغتها داخل البحث، بالاعتماد على أسس التزامن، وفترات الحدوث والحقائق وغيرها، وفحص هذه المعلومات وتنقيحها بدمجها في الإطار التاريخي لتحقيق النتائج الصحيحة.

وأهم ما يجب التركيز عليه في تعريف المنهج التاريخي في البحث العلمي هو مسألة الوصول للمعلومات وصياغتها وفقاً لوقائع الحدوث حسب الفترات الزمنية.

وقبل الدخول في باقي الفقرات لابد من التنويه على أن المنهج التاريخي ليس شرطاً أن يقتصر على الدراسات التاريخية، بل يتطور مفهومه ليشمل كافة المحددات المتبعة للزمن، على سبيل المثال مقارنة بين آثار المشكلة في الوقت الحالي وقبل 5 سنوات.

مراحل تنفيذ المنهج التاريخي:

الوصول إلى النظم المعلوماتي المتكامل والمترابط في البحث وفق المنهج التاريخي في البحث لابد من اتباع عدة مراحل متتالية، نوضحها بالتفصيل في السياق التالي:

أولاً: مرحلة تحديد المشكلة وجوانبها:

لابد من تحديد المشكلة بشكل دقيق وما يرتبط بها من جوانب عدة، مع توضيح هذه المشكلة ومعرفة متطلباتها، و كذلك لابد من تحديد الحدود الزمانية والمكانية المتعلقة بهذه المشكلة.

ثانياً: عملية جمع المعلومات:

من خلال كافة مصادر جمع المعلومات الرئيسية والفرعية، لاسيما المصادر والمراجع وأدوات الدراسة التي تجمع المعلومات من العينة، يتم جمع كافة المعلومات الداخلة في مضمون البحث.

والمنهج التاريخي في البحث العلمي يهتم بالمعلومات المجمعة وفق السقوف الزمانية، وتنظيمها حسب فترات وقوعها أو دلائلها التي تشير إليها، وهذه المعلومات سينبني عليها أساسيات هامة في الإطار النظري للبحث.

ثالثاً: تفعيل المعلومات:

المقصود بتفعيل المعلومات هو إجراء العمليات المختلفة عليها مثل تحليلها وتنظيمها ومناقشتها وغير ذلك.

ويمكن تسميتها أيضاً بدمج المعلومات، كونها مرحلة يتم فيها خلط المعلومات للكشف عن طبيعة الروابط بين المتغيرات المختلفة.

و كذلك من المهم أن يتم نقد هذه المعلومات وفقاً لرؤية علمية مبنية على أسس واضحة، كأن يتأكد الباحث من صحة المعلومات ومدى مناسبتها للمشكلة التي يتناولها البحث.

رابعاً: الوصول إلى النتائج:

من خلال تفعيل المعلومات ينتج لدينا مادة متكاملة للإحاطة بأهم المعلومات الموصلة إلى النتائج، وبعد اكتمال تلك المعلومات يتم تدوين النتائج وفق منهجية كتابتها الصحيحة والتي لابد أن تتحدث عن نتائج الفرضيات والعلاقات بين المتغيرات والحلول المرتبطة بالمشكلة.

أهم المعلومات الداخلة في المنهج التاريخي:

النظم المتكامل لأي بحث لابد أن يشمل على عدة أنواع من المعلومات،.والمنهج التاريخي في البحث العلمي يحتوي على أنواع متعددة من هذه المعلومات، نضع الرئيسية منها في النقاط التالية:

  1. المعلومات الاجتهادية: والتي تكون نتيجة أفكار الباحث وجهده في الوصول إلى المعلومات وصياغتها. وآرائه وطريقة فهمه للموضوع.
  2. الاقتباسات: وهي المعلومات المأخوذة من المصادر والمراجع، والتي يلزمها التوثيق في البحث، و كذلك تنحكم بنسبة تحددها الجامعة.
  3. الحقائق والأحداث: وهي معلومات تاريخية بحتة، على سبيل المثال المعلومات التي تتحدث عن الحروب التاريخية.
  4. الفرضيات: وهي التخمينات التي تتطلب اثبات أو نفي، والتي ترتبط بالمشكلة، ويتم تناولها بكثافة في الإطار النظري.
  5. المتغيرات: من أهم أنواعها المتغيرات التابعة والمتغيرات المستقلة، والتي تمثل الجوانب الأساسية للمعلومات المتفاعلة التي تتطلب الكشف عن العلاقة بينها، على سبيل المثال الكشف عن العلاقة بين التطور التكنولوجيا والتحصيل الدراسي للطلاب الجامعيين.

صفات خاصة بالمنهج التاريخي:

هذه الصفات تجعل القارئ يحكم مباشرة على أن الباحث استخدم المنهج التاريخي في البحث. حيث تكون هذه الصفات بمثابة الطابع الرئيسي للمنهج التاريخي، وفيما يلي نورد هذه الصفات:

  1. التسلسل الزمني من أكثر الصفات التي تعبر بالفعل عن المنهج التاريخي.
  2. وجود انتقالات وتطورات سريعة للأحداث خلال السرد للمعلومات.
  3. تضمين الأزمنة والأماكن كثيراً في سياق البحث.
  4. التطرق كثيراً للمقارنات التي توضح الفروقات بين الماضي والحاضر.
  5. تعتبر الصيغة التنبؤية التي تتحدث عن المستقبل من صفات هذا المنهج.

ضوابط استخدام المنهج التاريخي:

ينحكم المنهج التاريخي في البحث العلمي بالعديد من الضوابط التي تضبط كفاءته وتضمن إلى حد كبير استخدامه بشكل صحيح، وأهم هذه الضوابط ما يلي:

  1. يجب التأكد من طبيعة مشكلة البحث وهل فعلاً المنهج التاريخي مناسب لها أم لا.
  2. التحديد الدقيقي للتسلسل الزمني للمعلومات في سياق البحث ركيزة أساسية من ركائز استخدام المنهج التاريخي.
  3. لابد أن يتم عرض المعلومات الأساسية المتعلقة بالفرضيات البحثية التي تتطلب نتيجتها استخدام المنهج التاريخي.
  4. من الضوابط أن يندمج المنهج التاريخي مع باقي المناهج المستخدمة في البحث إذا تم استخدام أكثر من منهج.
  5. لابد أن تعكس طريقة صياغة المعلومات في المنهج التاريخي بعض الأهداف الأساسية التي يسعى الباحث لتحقيقها من خلال بحثه.
  6. يجب تحديد المعلومات المندرجة تحت هذا المنهج بشكل مسبق قبل الصياغة، وذلك لحصرها ومعرفة الطريقة الصحيحة لتقديمها للقارئ.
  7. ليس هناك عملية محددة يتم فيها استخدام المنهج التاريخي، ولكن العملية الأكثر استخداماً هي المقارنة، ولهذا لابد من تحديد العناصر المقارن بينها في الإطار الزمني بشكل دقيق.

كيف يكتب المنهج التاريخي في الخطة؟

كتابة المناهج العلمية المستخدمة في البحث يأتي كعنصر أساسي من عناصر الخطة. حيث أن عناصر الخطة هي: (المشكلة، الفرضيات، الأهمية، الأهداف، الدراسات السابقة. مصطلحات الدراسة، المناهج العلمية، العينة والأدوات).

فنجد أن الحديث عن المناهج العلمي في الخطة يقع ضمن العنصر الثامن من عناصرها. ولا يمكن الاستغناء عن هذا العنصر في الخطة بأي حال من الأحوال.

وكما نعرف أن الخطة يكون هدفها تعريفي وتوضيحي بالخطوط التي سيسير عليها الباحث في كتابة بحثه. ولهذا يكون تناول المناهج في الخطة يتم بالتعريف بها فقط.

فيتم كتابة المنهج ومن ثم فقرة صغيرة عن المنهج تحتوي ما يلي:

  1. لماذا تم اختيار هذا المنهج في البحث الحالي.
  2. كيف سيفيد هذا المنهج مضمون البحث.
  3. علاقة المنهج بالمناهج الأخرى المستخدمة في نفس البحث.

كما لابد من ترتيب المناهج في البحث وفقاً لعدة طرق، من أهمها طريقة المناهج المسيطرة، فيتم البدء بأكثر المناهج استخداماً في هذا البحث ومن ثم التدرج للأقل فالأقل.

والطريقة الأخرى تقوم على أساس ترتيب المناهج وفقاً لأهميتها التي يحددها الباحث.

وأما الطريقة التي نشجعها فهي أن يتم ترتيب المناهج وفقاً للمناهج التي تنبني على بعضها، على سبيل المثال المنهج التاريخي يلزمه الوصف في أغلب الأبحاث، فنبدأ بالتعريف بالتاريخي ومن خلفه مباشرة التعريف بالمنهج الوصفي.

بعض الاستخدامات الخاصة للمنهج التاريخي:

يستخدم المنهج التاريخي في البحث العلمي في أغلب العمليات التي تتم على المعلومات، ولكن يظل هناك بعض الاستخدامات الخاصة التي نوجزها فيما يلي من نقاط:

  1. سرد المعلومات في إطار التسلسل الزمني المنطقي لحدوثها أو لحدوث آثارها وما يرتبط بها من محددات أخرى.
  2. الإحاطة بالمشكلة التي يتناولها البحث من جوانبها المختلفة بجمع المعلومات عنها وفق الإطار التاريخي، ومن ثم تنظيم هذه المعلومات وصياغتها في الإطار النظري.
  3. يتم التعرف على الأحداث والوقائع التاريخية، إضافة إلى التطورات الحاصلة عبر الزمن، و كذلك التعرف على الوثائق والحقائق التي تشملها السجلات والمعارف التاريخية.
  4. المقارنة بين المعلومات وفق أساسيات تطورها الزماني، أو اثبات صحة أو خطأ المعلومات في الدراسات السابقة.
  5. دمج الدراسة الحالية مع مضامين الدراسات السابقة في طابع من الصياغة التاريخية.
  6. تفعيل التحليلات المعتمدة على الوصف التاريخي، على سبيل المثال تحليل أسباب انتشار مرض الكوليرا وربطه بزيادة الاعتماد السكاني على المياه المأخوذة من الآبار الجوفية بعد انتشار بناء السدود على مجاري الأنهار.

مميزات خاصة بالمنهاج التاريخي:

يتميز المنهج التاريخي في البحث بعدة ميزات تجعله محط اهتمام الباحثين. وتجعله الأكثر مناسبة للعديد من الدراسات، وفيما يلي نورد أهم هذه المميزات:

  1. يتميز هذا المنهج ببحثه فيما وراء المعلومة. بحيث يرجع إلى تاريخ نشوء المعلومة وينظر في كيفية تطورها. ويضع كل ذلك في إطار من الصياغة النقاشية لإيصال المعنى الكامل للقارئ.
  2. يتميز بإمكانية ربط الماضي والحاضر والمستقبل. مما يجعل لدى الباحث رؤية متعددة الزوايا للموضوع. يتمكن على إثرها من استخلاص نتائج وحلول منطقية للمشكلة التي يتناولها في بحثه.
  3. يتمكن المنهج التاريخي من معرفة أسباب المشكلة بالدرجة الأولى، ومن ثم يساعد في التعرف على آثار هذه المشكلة.
  4. يتميز بتفاعله واندماجه مع كافة المناهج العلمية الأخرى. فالطرح التاريخي يكون مداد للوصف ويكون بحاجة إلى التحليل في كثير من الدراسات.
  5. يغلب على المعلومات الداخلة في الإطار التاريخي أنها مأخوذة من مصادر موثوقة مثل المخطوطات أو المصادر الحكومية.
  6. يتميز المنهج التاريخي بأنه يعطي حيوية للانتقال ما بين المعلومات في البحث العلمي.
  7. يتم تناول الفرضيات في إطار تطورها وبيان ثغراتها للوصول المنطقي إلى إثباتها أو نفيها.
  8. التنبؤ يعتبر من مميزات المنهج التاريخي، حيث يضع المعلومات في الماضي بتفاعل مع المعلومات في الحاضر للوصول إلى توقعات على محمل كبير من الصحة لما ستكون عليه الحالة في المستقبل.

ما يؤخذ على المنهاج التاريخي:

إلى جانب العديد من المميزات التي يتمتع بها المنهج التاريخي في البحث، يوجد بعض المآخذ عليه وهي:

  1. صحيح أن من مميزات المنهج التاريخي أن معلوماته من المفترض أن تكون موثوقة، ولكن هذا عندما تؤخذ من مصادرها الرسمية كالمخطوطات والوثائق الحكومية، ولكن للأسف قد يتم أخذها من مراجع شاملة على مغالطات تاريخية كثيرة كالتدليس وتزوير التاريخ، وهذا يعني عدم صحة هذه المعلومات، ولهذا وجب تحري المصدر قبل الأخذ منه.
  2. يوجد قصور في اعتماد هذا المنهج لاختبار المعلومات، وذلك لأن المنهج التاريخي يعتمد على أساس السرد والصياغة فقط للأحداث، ويتطلب مساندة من بعض المناهج الأخرى كالتحليل والوصف ليتم الإلمام بالمعلومات واختبارها.
  3. تعميم النتائج في المنهج التاريخي يكون من الصعب القيام به، وذلك لأن الأحداث تتغير من فترة زمنية لأخرى، والمنهج التاريخي يعتمد بشكل أساسي على التسلسل الزمني.
  4. يؤخذ على هذا المنهج أنه يقيد بعض الفرضيات في الإطار التاريخي فقط، في حين قد تحتاج هذه الفرضيات للاختبار أو التجربة.

أهم المناهج التي يتم دمجها مع المنهاج التاريخي:

في أغلب الدراسات التي تستخدم المنهج التاريخي. لابد من استخدام مناهج بحثية أخرى تساند هذا المنهج.

فالمنهج التاريخي في البحث يعتبر قاصر بعض الشيء في الإحاطة بالموضوع بشكل منفرد. ولهذا من أكثر المناهج التي تستخدم مع المنهج التاريخي هي:

أولاً: المنهج الوصفي: والذي يرتبط بالمنهج التاريخي في البحث من خلال وصف الأحداث التاريخية كما جرت على أرض الواقع.

ثانياً: المنهج التحليلي: يأخذ المعلومات التاريخية ويقوم بالتعليق عليها بشكل مفصل لبيان حيثياتها الخفية.

يمكنك طلب خدمة تحديد المناهج البحثية من هنا

 

إرسال رسالة
البيان للاستشارات الأكاديمية
00970597715615
[email protected]
فلسطين