المخرج الأساسي من مخرجات البحث هي نتائج الدراسة، حيث تعتبر محطة الوصول إلى الفهم الكامل للمشكلة وما يرتبط فيها من حلول، ويتم كتابة النتائج كعنصر له طريقة في الأداء ومحتويات لابد أن يشملها.
كما ويتم تعريف نتائج البحث بأنها عملية حصر لما توصل إليه الباحث من الطرح المعلوماتي وتفعيل الفرضيات والمتغيرات والنقاشات والتحليلات والسير على المناهج العلمية والعمليات الأخرى، وذلك ضمن قالب عرض وتفسير مختصر.
وفي هذا المقال سنقوم بشرح طريقة كتابة النتائج ونتعرف على محتوياتها عن قرب وعلى أهم العمليات المتعلقة فيها.
متى وأين يتم كتابة نتائج الدراسة؟
النتائج تكون بحاجة إلى كامل العمليات البحثية الأساسية ليتم الوصول إليها، بمعنى أنها لا تكون موجودة إلا بعد الانتهاء من البحث.
ومن الخطأ أن يتم كتابة أي نتيجة من النتائج قبل الانتهاء الكامل من كافة العمليات في البحث، على سبيل المثال لو توصل الباحث لنتيجة أسباب المشكلة، ثم قام بتنفيذ عملية التحليل الإحصائي واكتشف إحصائيات أخرى تنفي بعض الأسباب التي توصل إليها، فهنا سيضطر إلى التعديل والتبديل.
إذاً، الوقت الذي تكتب فيه نتائج البحث هو بعد الانتهاء الكامل من كافة عناصر البحث الرئيسية وهي ( الخطة، الإطار النظري، التحليل الإحصائي، الدراسات السابقة، الطرح المعلوماتي).
أما عن مكان كتابة النتائج في البحث، فتأتي بإحدى الطرق التالية:
إفرادها في فصل دراسي كامل في نهاية الفهرس
كتابتها كقائمة في نهاية البحث.
وهناك توجه يرى أن يتم كتابة النتائج بشكل متجزأ حسب كل جزء في البحث، ومن ثم حصرها في قائمة، أي أن كل فصل دراسي يتم اختتامه بقائمة النتائج الخاصة به.
أهم ما يجب أن تحتويه نتائج البحث:
محتويات نتائج الدراسة تكون عبارة عن الحلول لكامل الاستفسارات التي تم طرحها في البحث. ونفصل في هذه الفقرة أهم المحتويات التي لابد من اشتمالها:
الاجابات الكاملة على تساؤلات الدراسة التي تم وضعها في خطة البحث.
الرأي الشخصي النهائي وترسيخ الموقف من الآراء الأخرى حول مشكلة البحث.
اجابات الفرضيات بالإجابة عن التخمين بالإثبات أو النفي.
أهم المكتشفات التي تم التوصل إليها.
محاور المشكلة الكاملة التي تم تناولها.
النظرة المستقبلية للموضوع الذي تم طرحه.
طريقة كتابة نتائج الدراسة:
تحدثنا في الفقرة السابقة عن أهم محتويات نتائج البحث. وأعطينا لمحات أساسية عما يجب أن تكون عليه تلك المحتويات. والآن سنفصل طريقة الكتابة الكاملة بتفصيل أكثر:
الطريقة المعتمدة هي اعتماد الفقرات، أي لا تكون نتائج البحث مكتوبة على شكل نقاط البحتة. بل الفقرات ومن الممكن أن تشمل بعض الفقرات على جمل بالتعداد الرقمي.
الفقرة الأولى تتحدث عن متعلقات المشكلة الأساسية وهي التعريف والأسباب و كذلك الآثار.
تنتقل بعدها لفقرة الإجابة على التساؤلات مع بيان إجابة كل سؤال و كذلك الطريقة التي تم التوصل فيها إلى هذه الإجابة، مع برهنة الإجابة بأنها صحيحة.
الفرضيات يتم تناول كل فرضية على حدة وشرحها أولاً بشكل مبسط ثم عرض طريقة تناولها في البحث، وأخيراً يتم إثباتها أو نفيها حسب ما تم التوصل إليه في الإطار النظري.
الحديث عن العمليات التكميلية مثل عملية التحليل الإحصائي. مع بيان أسباب التوصل لمخرجات مثل هذه العمليات.
عرض الرأي الشخصي مدعماً بالبراهين التي تم التوصل إليها. وبيان الآراء الموافقة مع ذكر براهينهم أيضاً، و كذلك ذكر الرد بشكل مختصر على الآراء المخالفة.
النظرة المستقبلية لمشكلة البحث يتم ذكرها من وجهة نظر الباحث. مع بيان أسباب الوصول لتلك التوقعات المستقبلية.
أهم ما يوصل إلى نتائج البحث:
الوصول إلى نتائج الدراسة يتطلب اتباع عدة أساليب للكشف عن خبايا المعلومات، وبعضها تكون أساليب من فكر الباحث وبعضها يتطلب مدخلات خارجية، ولكن حتى في المدخلات الخارجية لابد وأن يضع الباحث بصمته ليثبت صحة ما يعرضه من معلومات، وفي النقاط التالية نوجز أهم هذه الأساليب:
العمليات الفكرية المعروفة: وهي المناقشات والتحليلات والتفسيرات وغيرها. حيث تعتبر داعم أساسي للوصول للنتائج.
التوقعات: عندما يضع الباحث توقعاته تجاه النتائج ويبدأ بتفسير صحتها أو عدم صحتها، ينتج لديه طرح معلوماتي مميز يشمل على الأدلة المقنعة.
الأسئلة والفرضيات: تمثل رؤوس أقلام للكثير من النتائج المراد الوصول إليها. فالأسئلة والفرضيات هي في الأساس مشتقة من أهم الجوانب المرتبطة بمشكلة البحث.
الاستنتاجات: وهي الوصول إلى المعلومة الجديدة جراء البحث عن أمر معين، على سبيل المثال في العلاقة بين المتغيرات المختلفة، بعد تفعيل دورها وإدخالها في الدراسة، يتم استنتاج نوعية العلاقة أهي طردية أم عكسية.
التحليل الإحصائي: وهي من أهم العمليات الموصلة للنتائج. حيث تأتي عملية التحليل الإحصائي بإحصائيات. ونسب تمكن الباحث من اكتشاف النتائج وتصديق صحتها.
الاقتباسات من المراجع والدراسات السابقة: وهي المعلومات التي ينبني عليها الآراء المتعددة، و كذلك الكشف عن جوانب مختلفة من الموضوع.
ما الذي يؤكد صحة نتائج البحث؟
التوصل للنتائج يلزمه تحقق من صحة هذه النتائج. وذلك لإقناع القارئ بأنها نتائج مضمونة غير مخالفة للواقع. ويوجد عدة طرق للكشف عن صحة نتائج الدراسة وهي:
البحث نفسه، حيث أن البحث وما يحتويه من معلومات وأساليب وغيره. يعتبر المقنع الأقوى للقارئ بأن ما تم التوصل إليه كان دقيقاً.
معاملات الصدق والثبات، وهي نظريات يتم من خلالها التحقق من صحة النتائج، حيث ينبغي أن تكون صادقة وألا تتغير التغير بشكل غير منطقي، على سبيل المثال يتم تغير بعض القيم بشكل مضبوط وتوقع التغير الذي سيحصل على النتائج و بالتالي التأكد من الثبات في النتائج.
البراهين والأدلة العلمية، مثل القواعد في الرياضيات. هذه هي الفكرة فهناك قواعد علمية في الكثير من المجالات يتم فحص صحة النتائج وفقاً لتلك القواعد.
منطقية التوافق والاختلاف في الرأي، لابد أن تكون النتائج مفسرة في إطار الدفاع بالبراهين المنطقية عن الآراء الموافقة للرأي الذي توصل إليه الباحث، و كذلك تفنيد صحة الآراء المخالفة بالبراهين أيضاً.
أهم قواعد نتائج الدراسة:
لابد أن يلتزم الباحث بقواعد خاصة بعملية الوصول وكتابة نتائج الدراسة، وأهم هذه القواعد ما يلي:
الاختصار في مضمون النتائج ولكن بالشكل الذي يضمن وصول الفكرة كاملة لكل نتيجة.
عدم التشتت عما ورد في عناصر البحث، على سبيل المثال عدم الحديث بالنسبة للفرضيات إلا عن تلك التي تم تحديدها في الخطة.
الترتيب في عرض المعلومات في قائمة النتائج. وقد أشرنا إلى الترتيب في طريقة الكتابة، حيث يعتبر ذلك ترتيب تسلسلي يخاطب العقل.
عدم التأويل أو التهويل، بمعنى عدم فرض نتائج غير مبنية على الأدلة والبراهين، و كذلك عدم تضخيم النتائج وإعطائها تعميمات واسعة.
ننصح أن تستخدم أسلوب الفعل المضارع لا الماضي. وذلك لأنه يعطي القارئ شعور بالاستمرارية.
من أكثر الأمور التي تتم ملاحظتها في تحكيم نتائج الدراسة هي تمسك الباحث بآرائه وتوقعاته، وتسخير المادة العلمية لتوافقها تماماً، مما يجعل الخطأ في النتائج وعدم دقتها واضحاً، فهنا ننصح بعدم التعنت للآراء والتوقعات وترك الأمور تسير بسلاسة إلى أن تظهر النتائج الصحيحة.
يمكنك طلب خدمة كتابة النتائج أو التعليق عليها أو أي خدمة أكاديمية من فريق مؤسسة البيانمن هنا .
عندما يعلن أحد الباحثين نتائج الدراسة العلمية، فإنه يخبر العالم بأهم النتائج في دراسته. فعندما يذكر هذه النتائج، غالبًا ما يتجاهل النتائج غير المهمة لدراسته لصالح البيانات الكامنة وراء الاستنتاجات الأكثر أهمية.
في قسم خاتمة الدراسة العلمية، حدد أهم نتيجة لعملك؛ فلا تلخص ببساطة النقاط التي تم طرحها بالفعل في الجسم. بدلاً من ذلك، فسِّر نتائجك على مستوى أعلى من التجريد.