تعرف الدراسات السابقة بأنها أهم المضامين التي ترتبط بموضوع الدراسة الحالية والتي تتناول جزء هام من أجزاء الموضوع، ويعتمد عليها الباحث بشكل مركز في اقتباس المعلومات، وتنفذ مجموعة من العمليات على هذه الدراسات منها التعقيب على الدراسات السابقة، حيث نسلط الضوء في هذا المقال على هذه العملية بالتحديد... .
كلمة تعقيب يمكن استبدالها بكلمة التعليق. إذ أن المعنى هو إبداء الرأي والنقد البناء المبني على الفهم والمناقشة المركزة على الحيثيات التي تناولتها هذه الدراسات والتفاعل بينها وبين الدراسة الحالية.
وترتكز هذه العملية على الفهم الصحيح لمحتوى كل دراسة سابقة، وعلى قدرة الباحث بتحليل هذا المحتوى ومناقشته مناقشة نقدية بناءة يستخلص من وراءها مواطن القوة والضعف في هذه الدراسات، كما ترتكز عملية التعقيب على قدرة الباحث على صياغة أفكاره وجعلها قابلة للقراءة بأسلوب شيق ومنظم، كما أن الربط بين الدراسات نفسها وبين هذه الدراسات والدراسة الحالية يعتبر شيء أساسي في الوصول لنتائج التعقيب الكاملة.
لماذا لا يصل بعض الباحثين إلى النتائج البحثية الصحيحة والتي يكون سبب الخلل فيها هو محتوى الدراسات السابقة؟ ذلك لأن عملية الاختيار لم تكن صحيحة من البداية، ولهذا لابد من قواعد لعملية اختيار الدراسات السابقة ودمجها في محتوى الإطار النظري للبحث، ومن أهم هذه القواعد ما يلي:
تكتب الدراسات السابقة في خطة البحث وفي الإطار النظري أيضاً، وبما أن الخطة هي في الأساس خطوط عريضة وومضات سريعة، فمن المنطقي أن تكون كتابة الدراسات فيها مجرد تعريف بها فقط، فيتم كتابة عنوان الدراسة ومن ثم كتابة فقرة لا تزيد عن 150 كلمة لكل دراسة، يذكر فيها الباحث سبب اختياره لهذه الدراسة وكيف ترتبط مع الدراسة الحالية وأهم المواضيع التي تناولتها مع ذكر المناهج البحثية التي اتبعتها هذه الدراسة، ويتم ترتيب الدراسات وفقاً لعدة أساليب منها الترتيب الأبجدي والترتيب حسب الأهمية والترتيب حسب سنة صدور.
أما في الإطار النظري فيتم التعمق في الدراسات السابقة والتركيز عليها بشكل مكثف. بل إن عملية التعقيب على الدراسات السابقة تتم داخل الإطار النظري. فيتناول الباحث هذه الدراسات وأهم ما جاء فيها. ويبدأ بتحليلها ومناقشتها وعرض المقارنات وبيان جوان اللقاء والاختلاف فيما بينها. و كذلك بيان أهمية هذه الدراسات ومدى دقة معلوماتها.
ومما يثار في هذا السياق هو إفراد الدراسات السابقة في فصل كامل في الإطار النظري أم جعلها متناثرة بين الفصول، وفي هذا ذهب المختصون لثلاث آراء منهم من قال لابد لها من فصل منفرد ورأي ثاني قال بل تتناثر معلوماتها وتتداخل في الفصول الأخرى، ورأي ثالث يقول أن مضمونها يأخذ بالاقتباس والتحليل في محتوى كافة الفصول، ومن ثم يتم إفرادها في فصل بالتركيز على محتواها والمقارنة فيما بينها.
تتبع عملية التعقيب خطوات شاملة توصل لمخرجات متكاملة. إذ لابد من التعقيب على هذه الدراسات بما يضمن تسلسل الأفكار وشموليتها. حيث تبدأ عملية التعقيب بكتابة النبذة العامة عن كل دراسة. يركز فيها الباحث على محتويات الدراسة السابقة ويبدي رأيه في هذه المحتويات بشكل كامل. كما يتجه الباحث للتعليق إلى الموضوع الرئيسي الذي تناولته الدراسة السابقة. ومدى أهمية ذلك الموضوع وموقعه من الفائدة البحثية.
كما ويشمل على إبداء التعليق على المناهج المستخدمة في الدراسات السابقة ومدى صلاحية تلك المناهج لجمع وصياغة المعلومات، ويركز التعليق على العينة وأدوات الدراسة كونها من أهم مصادر جمع المعلومات، ويأخذ الباحث أهم الفرضيات والمتغيرات في الدراسات السابقة ويشرح دورها في الوصول لنتائج الدراسة، كما يشمل التعليق على بيان وجوه القوة والضعف لكل دراسة مع التعليق على سبب القوة والتعليق على سبب الضعف أيضاً.
ولابد من التركيز على المقارنات بين الدراسات السابقة نفسها والمقارنة بين الدراسات السابقة والدراسة الحالية، وذلك لأن المقارنات تنتج طرح علمي مبني على الشواهد والبراهين ويضفي نوع من الديناميكية الفكرية على البحث، ويشمل التعليق أيضاً التطرق إلى الطريقة التي توصل فيها الباحث للنتائج بما في ذلك العمليات التي أجراها مثل عملية التحليل الإحصائي للبيانات.
وفي نهاية التعقيب على الدراسات السابقة لابد للباحث أن يكتب رأيه في دقة المعلومات التي شملتها تلك الدراسات ومدى منطقية نتائجها وهل حققت تلك الدراسات أهدافها أم لا.
لابد من الالتزام بمجموعة من الضوابط التي تحكم عملية التعليق على الدراسات السابقة. وتقلل من الأخطاء في هذه العملية، ومن هذه الضوابط ما يلي:
نشير في الخاتمة إلى أهمية التعقيب على الدراسات السابقة. حيث تعكس هذه العملية فوائد عديدة منها تقوية الدراسة الحالية بمادة علمية يستخلص منها الاثباتات التي تؤكد صحة معلومات الدراسة الحالية. وإضفاء التشويق والديناميكية على المضمون بحيث يجد القارئ مضمون مبني على آراء متعددة. ونقاشات عميقة وتحليلات واضحة. كما أن هذه العملية تساعد في تعزيز أهمية الدراسة الحالية ودورها في المجال البحثي. حيث يبرز فيها الباحث ما الشيء الجديد الذي أضافته الدراسة الحالية على ما تضمنته الدراسات السابقة.
يمكنك طلب خدمة التعليق على الدراسات السابقة من فريق مؤسسة البيان للخدمات الأكاديمية من هنا.
فيديو توضيحي:
أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.