img

كتابة سيمنار الماجستير

img

البحث العلمي

كتابة سيمنار الماجستير

يهتم طلبة الدراسات العليا بمعرفة طريقة كتابة سيمنار الماجستير كونه أداة لتحديد مدى جودة رسالة الماجستير التي سيتم اعتمادها وتسليمها، و كذلك نجد الجامعات تعطي سيمنار الماجستير أهمية بالغة نظراً لأنه يشمل على التوجيهات الأخيرة للطالب لما يجب تنفيذه في الرسالة قبل اعتمادها، ولعل المقبلين على دراسة الماجستير يكثرون من السؤال عن طريقة كتابة سيمنار الماجستير ومفهومه وجوانبه المختلفة. وهذا ما نعرض اجابته المفصلة في سياق هذا المقال.

ماذا يعني سيمنار الماجستير؟

كلمة سيمنار نفسها ليست كلمة عربية. بل هي كلمة معربة من اللفظ الإنجليزي (Seminar)، والذي يعني ( حلقة النقاش)، وبمعرفتنا لمدلول الكلمة الأساسية في اللغة الإنجليزية. وهي حلقة النقاش يتكون لدينا الصورة المبدئية حول التعريف الكامل للسيمنار، ويعرف سيمنار الماجستير بأنه حلقة نقاش لما قام به الباحث من اجراءات في بحثه، بحيث يكون عبارة عن مضمون شامل على مجموعة عناصر يتم تقديمه للجنة مختصة من المشرفين، وتقوم هذه اللجنة بالجلوس مع الطالب ومناقشة ما قام به في رسالة الماجستير بالتفصيل وإعطاء الملاحظات الأخيرة والتوجيهات الأساسية التي ينبغي القيام بها قيل الاعتماد النهائي للرسالة.

ويلزم الباحث القيام بتقديم السيمنار ليأخذ القبول على الاعتماد النهائي للبحث، ولاحظ أننا في التعريف ذكرنا أن هناك لجنة من المشرفين، ولكن الأمر في أغلب الجامعات لا يتعدى وجود مشرف واحد فقط أو اثنين، إلا في حالات قليلة يتم فيها وضع أكثر من اثنين، وعلى كل حال فإن المكلف بالإشراف يكون موكل له هذه المهمة من قبل عمادة الدراسات العليا في الجامعة، وللتعرف أكثر على السيمنار لابد من معرفة طريقة كتابته بالتفصيل والتي سنوردها في الفقرة القادمة من مقالنا هذا.

خطوة بخطوة لكتابة سيمنار الماجستير باحترافية:

لابد أن تكتب هذا السينمار بشكل احترافي يعتمد على أسس علمية ومنهجية، وذلك لأن السينمار هو بوابة الاعتماد للرسالة التي سوف تقدمها لنيل مرحلة الماجستير، وفيما يلي من نقاط نفصل خطوات كتابة سيمنار الماجستير من البداية إلى النهاية:

أولاً: كتابة مدخل إلى السيمنار: وهذا المدخل يكون أشبه بصفحة الغلاف، فتكتب فيه عنوان الرسالة باللغة العربية والإنجليزية واسمك الرباعي الكامل و كذلك التخصص والدرجة العلمية التي تنوي الحصول عليها من خلال تقديمك لهذه الرسالة، وأخيراً أسماء المشرفين وتاريخ الإعداد.

ثانياً: المقدمة: وهي مضمون تمهد فيه للدخول في مضمون السيمنار. ولابد أن تكتب في المقدمة حول أهمية الموضوع وشرح مبسط عنه. وعن سبب اختياره وكيف تم تناوله في الإطار النظري للرسالة. وتذكر أهم العمليات التي قمت ببتنفيذها.

ثالثاً: الاجراءات: وهي ما استخدمته في البحث من أدوات دراسة مختلفة بما في ذلك تحديدك للعينة الدراسية، و كذلك المناهج العلمية التي اتبعتها، وأهم مصطلحات الدراسة التي توصلت إليها.

رابعاً: التفصيل: وهذه الخطوة من أدق الخطوات في السيمنار حيث تتطلب أن تشرح آلية استخدام اجراءات الدراسة وتوظيفها في الإطار النظري، وتذكر أهم النقاط المعلوماتية الواردة في الإطار النظري وكيف تمت المحاورات والمناقشات والتحليلات داخل الإطار النظري، و كذلك لابد من التطرق للحديث عن الفرضيات والمتغيرات وكيف تناولتها وما هو أثرها على باقي المعلومات، ويذكر في الخطوة أيضاً أهم الدراسات السابقة التي اعتمدت عليها.

خامساً: الملخص: وهو مضمون بسيط لا يتعدى ال700 كلمة. تقوم فيه بإيجاز أهم المعلومات في الرسالة. وتعطي نبذة سريعة حول آلية الوصول للمعلومات. وصياغتها مع التركيز على النتائج والتوصيات وكيف تم التوصل إليها بأسلوب منطقي وعلمي.

نصائح لتقديم السيمنار :

أن يقف الطالب أم المشرفين وليتم مناقشته في آخر ما توصل إليه في إعداد رسالة الماجستير، ليس بالأمر السهل فهذا يتطلب ضبط للنفس وثقة بالمادة التي قدمتها، وهذه المادة هي السيمنار، ولهذا نضع بعض النصائح لتقديم السيمنار بكفاءة:

  1. لابد من كتابة سيمنار الماجستير مكتمل العناصر وملتتزم بالترتيب والتنظيم المعلوماتي لتلك العناصر. وهذه العناصر أوجزناها في الفقرة السابقة بدقة.
  2. من الأفضل أن يتبع الباحث في السيمنار أسلوب الجمل الموضحة لا الفقرات الكاملة، وذلك بوضع رؤوس الأقلام وأهم المعلومات فقط، و كذلك أن يكتب أهم الاجراءات التي قام بتنفيذها في الوصول إلى المخرج النهائي للرسالة التي سيقدمها.
  3. ننصح الطالب بتوقع الأسئلة التي من الممكن أن يطرحها عليه أحد المشرفين في مناقشة السيمنار، وذلك من خلال تعرفه عن قرب على طبيعة اهتمامات كل مشرف بالنسبة للجانب العلمي، و كذلك أن يقرأ السيمنار مراراً وتكراراً ويحدد التوقعات وفقاً لأهم المعلومات أو الفنيات التي تحتمل طرح الأسئلة.
  4. من الضروري أن تتم عملية التوثيق لكل المعلومات المقتبسة الداخلة في السيمنار، حتى وإن السيمنار عبارة عن ملحق غير رئيسي في الرسالة، ولكن لجنة الإشراف يهمها كثيراً أن تجد التوثيق الكامل والصحيح للمراجع.
  5. لابد أن يهيئ الباحث نفسه من الناحية النفسية، وذلك بالثقة بنفسه والابتعاد عن الخجل والتوتر وأن يتحكم بانفعالاته على أكبر قدر من الالتزام، وأن يجعل المناقشة تسير وكأنها يوم عادي، وأن يحضر العديد من الردود والأجوبة التي تثبت كفاءته في إعداد الرسالة.
  6. أمر آخر مهم لا تعتقد أن عرض السيمنار ومناقشته سيكون وفق ظنك بأن المشرفين لن يقدموا أي انتقاد، بل يقوم المشرفين بتدقيق أدق التفاصيل وحتى انتقاد نقاط القوة لجعلها أكثر قوة.
  7. اقرأ واحضر العديد من السيمنارات السابقة لتأخذ فكرة كاملة عن طبيعة الإعداد وعن يوم المناقشة، ولتكسر حاجز الخوف.
  8. ناقش بصوت واضح ودافع عن فكرتك بأسلوب علمي مبني على البراهين والأساسيات العلمية. التي تجعل كل من يسمعها يؤمن بأهمية فكرتك وبالجهد الذي بذلته.

أسئلة لابد أن تطرحها على نفسك قبل تسليم السيمنار كونها تتكرر في مناقشات السيمنارات:

من خلال حضور العديد من حلقات مناقشة السيمنار لمسنا تكرار لجنة المشرفين إلى العديد من الأسئلة على الطلبة. وهذه الأسئلة نوثقها هنا لتأخذها بعين الاعتبار. وتهتم بتحضير الاجابة الكاملة والقوية عنها، وهذه الأسئلة هي:

  1. ما سبب اختيارك لهذا العنوان؟ وهل تعتقد أن العنوان عبر بشكل مباشر عن مشكلة الدراسة ومحتويات الرسالة؟، والاجابة هنا لابد أن تذكرها مبرهنة بربطها بالعناوين الرئيسية للفصول الدراسية في الإطار النظري.
  2. كيف توصلت إلى مشكلة الدراسة؟ وهل هذه المشكلة جديدة أم أنها مستهلكة؟
  3. كيف ستتناول مشكلة الدراسة بالتفصيل؟ وهل هناك جديد أضافته رسالتك على الحلول المعروفة لمشكلة الدراسة؟، لابد من الاجابة على هذه التساؤلات بالحديث عن اجراءات الدراسة المتمثلة بالخطة و كذلك الحديث عن النتائج.
  4. هل حققت الدراسة أهدافها؟ وإذا كانت الدراسة حققت بعض الأهداف فكيف حققتها والسبب وراء عدم تحقيقها الأهداف الأخرى؟، التزم هنا بالمنطقية في الإجابة واحذر أن تظهر نفسك ضعيف أو أن الدراسة لم تكن كافية لتحقق الأهداف، بل اجعل ذلك كلها موافقاً للمنطق ولما توصلت اليه الدراسة.
  5. ما هي أهم المراجع التي اقتبست المعلومات منها وكيف حصلت عليها؟
  6. هل قمت بتوثيق كامل المراجع في الرسالة؟
  7. عرفنا على عينة الدراسة وكيف قمت بدراستها باستخدام أدوات الدراسة؟
  8. تحدث عن المناهج العلمية التي استخدمتها في صياغة الرسالة؟
  9. ما هي اجراءات التحليل الإحصائي؟ و كذلك كيف كانت مدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها؟
  10. كيف توصلت إلى فرضيات الدراسة؟ و كذلك كيف قمت بإثباتها ونفيها في سياق الرسالة؟
  11. ماذا عن المتغيرات وأنواعها وكيف وظفتها لتتوصل إلى الروابط التي تربطها بعضها ببعض؟
  12. هل كان اختيارك لكل من العينة وأدوات الدراسة والفرضيات والمتغيرات والمناهج هو الأفضل من بين كل البدائل المقترحة لكل عنصر من العناصر السابقة؟
  13. هل استخدمت أي من برامج التحليل الإحصائي؟. وإذا استخدمت ما هو البرنامج الذي استخدمته وكيف قمت باستخدامه؟
  14. وتطرح اللجنة أسئلة متعلقة بتنسيق الرسالة.

وهناك أسئلة أإنشائية أخرى مثل هل واجهت صعوبات في إعداد الرسالة…الخ.

أهمية سيمنار الماجستير:

ترتبط أهمية كتابة سيمنار الماجستير في كونها مؤهلة لمرحلة الاعتماد، و كذلك في أنها تجمع مجهود الباحث وتقدمه للمشرفين في قالب بسيط، وفي النقاط التالية نوضح أكثر أهم وجوه فائدة للسيمنار:

  1. فضلاً عن أن السيمنار مؤهل لاعتماد الرسالة. فإنه فرصة للحصول على المزيد من التوجيهات الاشرافية لتقوية مضمون الرسالة.
  2. يمكن اعتباره تدريب أو (بروفا) لمرحلة لاحقة مهمة وهي مرحلة (مناقشة رسالة الماجستير). التي يتم على إثرها وضع العلامة النهائية على الرسالة، كما تكون محفل يحضره المشرفون والأصدقاء والأقرباء.
  3. يأخذ الباحث فرصة لمراجعة مضمون الرسالة بالكامل، مما يجعله يتدارك جوانب الضعف ويعالجها.
  4. تزيد ثقة الباحث من نفسه عندما يناقش السيمنار ويثبت كفاءته.
  5. يتم التأكيد على جودة الرسالة وأهميتها ومجهود الباحث الذي بذله للوصول إلى أفضل طرح للمعلومات.
  6. يفيد السيمنار في تقديم فكرة عامة وملخصة عن محتوى الرسالة، مما يجعله مناسب للتوثيق.
  7. يمكن أن يستفيد الباحثين الآخرين من السيمنار في معرفة حيثيات الرسالة وأهم تفاصيلها قبل قراءاتها.

احذر هذه الأمور في إعداد السيمنار:

نلفت انتباهك إلى وجوب الحذر من بعض الأخطاء التي تقع في أثناء كتابة سيمنار الماجستير. وهذه الأخطاء تكون متداخلة في مضمون السيمنار نفسه وفي طريقة عرضه ومناقشته أمام اللجنة. والنقاط التالية موضحة لهذا الأمر:

  1. عدم الالتزام بعناصر السيمنار وترتيبها. وننصحك بمعاودة قراءة فقرة خطوات كتابة السيمنار وتلتزم بكل الخطوات.
  2. عدم تحديد ما هي المعلومات الأهم. فلابد أن يشمل السيمنار على أهم المعلومات فقط. و كذلك ألا يستفيض الباحث في كتابة المعلومات ذات الأهمية القليلة لكي لا تأخذ حيز من مساحة السيمنار.
  3. يقع البعض في خطأ عدم توثيق المراجع، وهذا من أكثر الملاحظات. التي تعلق عليها لجنات الاشراف على السيمنار، وهذا ما أفاد به العديد من هؤلاء المشرفين الأكاديميين.
  4. يختلف السيمنار عن خطة البحث في أنه يعرض الاجراءات بمدجها بشكل مباشر مع الإطار النظري، أما الخطة فتجعل هذه الاجراءات مقسمة إلى عناصر. ومن الخطأ عدم التميز بين الخطة والسيمنار وجعل السيمنار قريب من الخطة.
  5. لابد من التطابق الكامل بين المعلومات الموجودة في السيمنار وتلك الموجودة في النسخة الأصلية للرسالة التي سيتم تسليمها.
  6. الارتباك و كذلك عدم الثقة بالنفس وبالمادة التي ستقدمها يعتبر من أكثر الأخطاء التي تضيع فرص الحصول على درجات متقدمة في مناقشة السيمنار.

هل يمكن رفض الرسالة بعد مناقشة السيمنار؟

يتخوف البعض أن الجهد المبذول في رسالة الماجستير قد يضيع بسبب عدم إجادة المناقشة للسيمنار، ولكن المعهود على الجامعات حول العالم أنها توكل مشرف لطالب الماجستير منذ بداية تقديمه لمقترح الرسالة أي قبل أن يبدأ بالفعل بتنفيذ الرسالة.

ولهذا احتمال أن يتم رفض الرسالة بعد السيمنار هو احتمال غير موجود، وما هو موجود إما إعطاء القبول الفوري لتسليم الرسالة واعتمادها، أو طلب اجراء بعض التعديلات على الرسالة.

ونحن بدورنا نساعدك في كتابة سيمنار الماجستير بشكل قوي واحترافي ويمكنك طلب الخدمة من هنا.

 

مقالات متعلقة

إشترك فى القائمة البريدية

أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.