أوراق أخرى لابد من إعدادها بعد الانتهاء من الإطار النظري
يعتبر الإطار النظري للبحث هو الجزء الذي يشغل المساحة الأكبر داخل البحث، وتأتي طريقة كتابته شاملة على عنصرين هما التضمين والترتيب، فلابد للباحث أن يعرف ما هي العناصر التي تدخل في تكوين الإطار النظري، و كذلك لابد أن يعرف الباحث كيفية ترتيب تلك العناصر وإخراجها بشكلها النهائي.
ويمكن تعريف الإطار النظري بأنه محتوى يمثل جسم البحث ويشمل على الطرح المعلوماتي بما فيه من عمليات مختلفة في سبيل الوصول للنتائج الكاملة.
ما المقصود بالإطار النظري؟
الإطار النظري يوضح الظاهرة محل الدراسة والافتراضات المقابلة التي يتبناها الباحث، ويمكن أن تتخذ الأطر توجهات مختلفة. كما أن الإطار النظري لا يبرر الحاجة للدراسة، ويمكن أن يأتي الإطار النظري من مجالات مختلفة.
إلى ماذا يشير الإطار النظري؟
تلعب الأطر النظريةدوراً محورياً في البحث، حيث تعمل بمثابة حجر الأساس لأي تحقيق. حيث يقدم هذا القسم تحديثاً للعناصر والوظائف الأساسية للأطر النظرية في البحث العلمي.
يشير الإطار النظري إلى النظرية والمفاهيم والتعريفات الموجودةالتي تستخدمها لجمع البيانات ذات الصلة وتقديم نتائج تجريبية ذات مغزى. فمن خلال توفير توجه عام أو عدسة، فإنه يوجه فهمك لمشكلة البحث ويوجه نهجك فيجمع البياناتوتحليلها.
يؤثر الإطار النظري الذي تختاره بشكل مباشر على أسئلة البحث والاختيارات المنهجية الخاصة بك. فهو يحتوي على نظريات محددة أو مجموعات من الافتراضات المستمدة من التخصصات ذات الصلة. مثل علم الاجتماع أو علم النفس أو الاقتصاد، والتي تطبقها لفهم موضوع البحث العلمي. هذه النماذج والمفاهيم الموجودة هي أدوات لمساعدتك في تنظيم بياناتك وفهمها.
يلعب الإطار النظري أيضاً دوراً رئيسياً في صياغة أسئلة البحث وأهدافه. فمن خلال تحديد النظريات ذات الصلة بالبحث العلمي، يشكل الإطار النظري طبيعة دراستك واتجاهها. ومع ذلك، من الضروري ملاحظة أن دور الإطار النظري في البحث النوعي ليس التنبؤ بالنتائج. بدلاً من ذلك، فإنه يوفر هيكلاً أوسع لفهم وتفسير بياناتك، مما يتيح لك وضع نتائجك ضمن الخطاب الأكاديمي الأوسع بطريقة تجعل نتائج البحث العلمي ذات مغزى لك ولجمهور البحث العلمي.
لماذا يعتبر الإطار النظري ترجمة لخطة البحث؟
من الدقيق جداً أن يقال أن الإطار النظري هو ترجمة لخطة البحث، بل إن الباحث لا يمكنه فهم محتويات الإطار وعن ماذا يتحدث إلا إذا استوعب عناصر الخطة وأدرك مقاصدها.
فالخطة يكون هدفها التعريف بأهم العناصر التي ينبني عليها البحث العلمي وهي (المشكلة، الفرضيات، الأهداف، الأهمية، المناهج، الدراسات السابقة، مصطلحات الدراسة، العينة، أدوات الدراسة)، فهذه العناصر تذكرها الخطة ولكن الإطار النظري للبحث يقوم بتوظيفها توظيفاً كاملاً، فتنتج عن ذلك المعلومات الكثيرة واللازمة.
والجدير بالذكر أن عناصر الخطة تمثل سلسلة مترابطة تتفاعل فيما بينها للوصول إلى الحقائق التي يريدها الباحث، بل إنها تمثل الأدوات الأساسية التي لا يمكن بدونها إنجاز البحث.
وسيتضح لنا في سياق الفقرة القادمة أهم العمليات التي يقوم الإطار من خلالها بتوظيف عناصر الخطة.
مكونات الإطار النظري للبحث :
يكون هذا الإطار عبارة عن مجموعة من العمليات التي يتم فيها عرض الأسس المذكورة في خطة البحث، ويقترن مع تلك العمليات اجراءات عديدة مثل التحليل والنقاش والمقارنات وغيرها، وفيما يلي توضيح لهذا الأمر:
العناوين الرئيسية والعناوين الفرعية التي تشمل الفصول الدراسية داخل البحث، تعتبر من أهم مكونات الإطار النظري.
التعريف بالمشكلة وحيثياتها بالتفصيل من خلال سرد المعلومات وتحليلها وتفسيرها.
يركز هذا الإطار على الفرضيات والوصول إلى حلها بالإثبات أو النفي من خلال شروحات وترابط بين المتغيرات بشكل كثيف.
الاقتباسات المأخوذة من المراجع والدراسات السابقة تشكل نسبة هامة من محتوى الإطار النظري.
التوثيقات الداخلية تعتبر من مكونات هذا الإطار، ولكن قائمة المراجع الأخيرة في نهاية البحث تعتبر مستقلة بذاتها.
العمليات العلمية المحددة مثل عملية التحليل الإحصائي بما في ذلك من عرض خلفيتها ونتائج دوالها.
استخدام المناهج العلمية في صياغة المعلومات وتنظيمها، بحيث تكون الصبغة الأكثر في الإطار.
العرض الوافي لمصطلحات الدراسة واستخدامها في أماكنها المناسبة داخل البحث.
الآراء الشخصية للباحث تظهر بشكل واضح في محتوى هذا الإطار، و كذلك المقارنات بين الآراء المختلفة.
كيف يتم ترتيب مكونات الإطار النظري ؟
لا قاعدة موحدة بالنسبة لترتيب مكونات الإطار، ولكن هناك معايير منطقية لابد وأن يلتزم بها الباحث، والتي من أهمها:
التقسيم الصحيح للفصول بعناوينها الرئيسية وما يندرج تحت كل عنوان رئيسي من عناوين فرعية أخرى، فهذا من أهم ما يجعل ترتيب المعلومات داخل الإطار يتقبله القارئ.
بعض المعلومات تنبني على معلومات سابقة لها، فلابد من البدء بالمعلومات السابقة ثم المعلومات اللاحقة، على سبيل المثال ليس من المنطقي الحديث عن الأسباب والآثار قبل التعريف بالمشكلة وتحليلها.
في الترتيب الاحترافي يقوم الباحث بإفراد فصل واحد فقط لعملية التحليل الإحصائي يجمل فيه كامل حيثيات ونتائج التحليل الإحصائي.
يفضل البدء بالمعلومات السهلة داخل الفصل الواحد ومن ثم التدرج للأصعب فالأصعب.
التعليقات والآراء الشخصية تأتي بعد العرض الكامل للمحتوى.
الفكر الخاص بالباحث ورؤيته العلمية في كيفية توصيل الإطار يعتبر العامل الأساسي في الترتيب الصحيح.
أسس كتابة الإطار النظري:
ينضبط الإطار النظري للبحث بمجموعة من القواعد التي تضمن الجودة وتحقيق الأهداف المنشودة من المحتوى، وأهم هذه القواعد ما يلي:
الالتزام بكامل المعلومات التي جاءت في الخطة، على سبيل المثال الالتزام بالفرضيات وعدم حذف أو اضافة أو تبديل أي منها.
الابتعاد عن الاختصار المخل والاسهاب الممل، وهنا لابد من التأكد من اكتمال المعلومة وعدم بترها، وإن كان ولابد فالأفضل هو الاسهاب والابتعاد نهائياً عن الاختصار المخل، والأفضل هو التوسط.
مراعاة القواعد اللغوية الصحيحة من الناحية النحوية والبلاغية والإملائية، و كذلك استخدام لغة مخاطبة سهلة وفيها كلمات جمالية.
من الجيد استخدام الأساليب الجمالية التي تجعل القارئ يشارك بذهنه في توقع النتائج، ولكن مع مراعاة عدم الخروج عن النص.
الترتيب الصحيح لمكونات الإطار كما ذكرنا في إحدى الفقرات السابقة من هذا المقال.
عدم الإكثار من الجمل القصير بشكل لافت للانتباه. فالإطار يفضل فيه استخدام نظام الجمل الكامل التي تكون من 3 إلى 10 سطور.
لابد من التأكد أن كل اقتباس تم تضمينه في الإطار. تمت عملية توثيقه في نفس الصفحة التي ذكر فيها.
الالتزام بنسبة الاقتباس التي تحددها الجامعة، على سبيل المثال أكثر الجامعات تضع الحد الأدنى للاقتباس بأنه 5% والحد الأقصى هو 20%.
لابد أن يبدو الإطار وكأنه طريق تمهد للوصول إلى قائمة النتائج النهاية للبحث.
من الضروري الاعتماد على البراهين والأدلة في تقوية المضمون. وعدم جعل كامل العرض مجرد انشاء وآراء.
ما يتم بعد كتابة الإطار النظري للبحث العلمي:
الانتهاء من كتابة الإطار النظري بكامل مكوناته. يلزمه القيام بعمليات أخرى تجري لضمان قدر أكبر من الكفاءة. وأهم تلك العمليات ما يلي:
عملية التدقيق اللغوي: حيث لابد من المراجعة اللغوية وتصحيح أي أخطاء نحوية أو املائية أو بلاغية، وننصح هنا بالابتعاد عن البرامج الالكترونية للتدقيق اللغوي فهي غير دقيقة 100%.
عملية التنسيق: الشكل الخارجي لمضمون الإطار يلزمه التنظيم والترتيب ليبدو مريحاً للقارئ. فيتم تنسيق الخطوط والهوامش والجداول والأشكال وغيرها. وفقاً لأسس علمية تكون الجامعة قد حددتها مسبقاً.
الترقيم وفهرس المحتويات: يتم ترقيم محتوى الإطار من الصفحة الأولى إلى آخر صفحة. مع عدم ترقيم بعض الصفحات مثل المقدمة. وبعدها يتم إنشاء الفهرس بحيث يوضح العنوان الرئيسي لكل فصل. وما يندرج تحته من عناوين فرعية مع وضع رقم الصفحة التي يوجد فيها العنوان.
أوراق أخرى لابد من إعدادها بعد الانتهاء من الإطار :
بعد إكمال محتوى الإطار النظري للبحث، لابد من إتمام مجموعة أوراق وعناصر أخرى تكون كتكملة للبحث، وأهمها:
قائمة النتائج: يذكر فيها الباحث ما توصل إليه من خلال ما قدمه في الإطار النظري. ولابد أن يشمل نتائج الفرضيات وحيثيات المشكلة وحلولها.
قائمة المراجع: يتم تجميع كافة المراجع التي تم الاقتباس منها في قائمة واحدة، ويتم ترتيب المراجع داخل تلك القائمة أبجدياً أو بالاعتماد على نوع المرجع مثل البدء بالكتب ومن ثم الرسائل وبعدها المضامين المترجمة وبعدها مواقع الانترنت.
صفحة الغلاف: تبدأ بوضع شعار الجامعة أو المركز البحثي في أعلى الصفحة، ومن ثم كتابة عنوان البحث، وبعدها اسم الباحث، وبعدها أسماء المشرفين على ذلك البحث، وأخيراً السنة الهجرية والميلادية التي تم فيها اصدار هذه الدراسة.
الملاحق: بعض الأبحاث يكون لها ملاحق يضعها الباحث لمن أراد الاستزادة من التحقق والمعلومات، على سبيل المثال وضع ملاحق عبارة عن تقارير صادرة عن الجهات الحكومية تجاه إحصاء معين.
لا تتردد في طلب خدمة كتابة الإطار النظري من فريق مؤسسة البيان للخدمات الأكاديمية من هنا .