من الأمور التي تزيد من فهم مصطلح السرقة الأدبية هي الأمثلة على السرقة الأدبية، حيث تأخذ هذه الأمثلة العديد من الأشكال والأنواع، و كذلك هناك الكثير من الشواهد والحوادث التي تم تسجيلها في أزمنة مختلفة حول السرقة الأدبية، بالأمثلة على السرقة الأدبية تعتبر من الأمور التي تناولتها العديد من الكتب والمؤلفات، و كذلك فإن أي مصطلح أمثلة على السرقة الأدبية يدعنا نتوقف أمام أنواع السرقة الأدبية ووضع فرضيات حول السرقة الأدبية ما تكون موجودة ومتى لا تكون موجودة، في خلال هذا المقال سنقوم بداية بعرض أنواع السرقة الأدبية وفق معايير محددة ومن ثم نعرض أمثلة على السرة الأدبية سواء من العصر الحديث أو الماضي.
أي مادة علمية يكون لها معاني تعبر عنها مجموعة من النصوص، وبهذا يكون كل من المعنى والنص من المحددات الأساسية التي ترتبط بنوع السرقة الأدبية، فهذه السرقة لا يمكن أن تتم من غير التعرض للنص أو المعنى، و كذلك فإن التعرض للنص أو المعنى يأتي ضمن أصناف حددها العلماء تمثل أنواع السرقة الأدبية وفقاً للمعنى والنص، وفيما يلي من نقاط نعرض هذه الأنواع بالتفصيل:
من أسهل أنواع السرقة الأدبية التي يمكن للمبتدئين تميزها هي السرقة الأدبية وفقاً للمضمون، وذلك لأن كل قالب من قوالب المجال الأدبي له خصوصية في الكتابة وطريقة كتابة تميزه عن باقي القوالب الأخرى، ولربما مجرد النظر أو القراءة البسيطة للمادة يكون كافي لتحديد نوع السرقة الأدبية وفقاً لطبيعة المضمون، وفيما يلي نعرض هذه الأنواع:
في سياق الفقرات السابقة عرضنا بعض الأمثلة على السرقة الأدبية ما بين السطور، ولكن في هذه الفقرة سنقوم بحصر أهم هذه الأمثلة، مع شرح كل مثال على حدة، حيث أن علمك بالأمثلة على السرقة الأدبية سيكون لديك مدركات ويزيد من فهمك لطبيعة السرقة الأمثلة وكيفية اكتشافها، فكل مثال من هذه الأمثلة يعبر عن السرقة الأدبية بشكل واقعي، ولهذا عندما تقرأ الأمثلة على السرقة الأدبية اقرئها ونصب عينيك أن تعرف أنواعها وهيكليتها ليسهل عليك اكتشافها ولتحذر من الوقوع فيها، وهذه الأمثلة هي:
أولاً: أن يأخذ شخص بيت شعر أو عبارة من رواية أو قصة أو مسرحية ثم يقوم بتوظيفها في مضمون آخر دون توثيق. يعتبر هذا الأمر من الأمثلة على السرقة الأدبية الواضحة. ويكثر الوقوع في هذا الأمر من قبل العديد من الكتاب لاسيما الكتاب غير المتخصصين في الكتابة الأبية، على سبيل المثال نجد أن باحثاً في المجال التربوي أستشهد ببيت شعر لأحد الأدباء ولكن لم يقمّ بالتوثيق.
ثانياً: تعتبر وسائل الإعلام والأعمال الدرامية من النوافذ التي يكثر فيها بث المضامين المتعرضة للسرقة الأدبية. على سبيل المثال نجد كثيراً من الأعمال الدرامية تقوم بأخذ قصة أو مسرحية أو رواية وتعرضها على شكل مسلسل أو فيلم دون أخذ الموافقة النصية من الكاتب الأصلي، وهنا ركز على كلمة الموافقة الخطية فمثل هذه النشاطات يتطلب فيها الموافقة النصية من الناحية القانونية.
ثالثاً: من الأمثلة على السرقة الأدبية قيام أحد الكتاب بأخذ بيت شعر أو جزء من أي عمل أدبي آخر قديم، ومن ثم توظيفه في عمل حديث دون نسبته لكاتبه الأصلي، وهذه من أخطر المشكلات وأف إليها المضامين المأخوذة من الترجمة.
رابعاً: من الأمثلة التي تتطلب منا تفصيلاً موسعاً، هي قضية التوثيق. ولهذا نرى أن نفرد الفقرة القادمة كاملة للحديث عن كيف يكون عدم التوثيق مثال صريح من الأمثلة على السرقة الأدبية.
نبدأ هذه الفقرة بعبارة (أي اقتباس ليس له توثيق، أو كانت معلومات التوثيق خاطئة هو سرقة أدبية)، حيث أقرت العديد من الجمعيات العلمية وعلى رأسها المكتبة المركزية العالمية أن أي اقتباس لم يتم توثيقه بل لم يتم توثيقه بشكل صحيح سيعتبر نوع من أنواع الانتحال، ومن ثم تأتي التفاصيل الأخرى الخاصة بهل السرقة الأدبية متعمدة أم غير متعمدة، ولعل سائل يسئل عن سبب اعتماد أن عدم التوثيق أو التوثيق الخاطئ يعتبر من الأمثلة على السرقة الأدبية، والنقاط التالية تجيب على هذا التساؤل:
تحدثنا في مقدمة هذا المقال أن الأمثلة على السرقة الأدبية تعتبر من الأمور الحاصلة في الماضي والحاضر. وهناك العديد من الوقائع التاريخية الخاصة بالسرقة الأدبية لاسميا بين الشعراء. وفي خلال النقاط التالية نعرض مجموعة من هذه الأمثلة الهامة على المستوى التاريخي مع بيان بعض المعلومات عن كل مثال:
أولاً: ضمن السرقة الأدبية يأتي مصطلح الاغارة وهو أن يقوم شاعر قوي بأخذ بيت شعر من شاعر ضعيف ويحوره وينسبه لنفسه، ومن الأمثلة على ذلك عندما سمع الشاعر الفرزدق الشاعر جميل ينشد بيت شعر قائلاً: (تَرى الناسَ ما سِرْنا يَسِيْرُوْنَ خلفنا وإنْ نحنُ أوْبَأْنا إلى الناس وَقَّفُوا). فقال الفرزدق إنما أنا في مضر وأن شاعرها، ونسب البيت إلى نفسه.
ثانياً: ومن وقائع الانتحال الشهيرة ما أورده العديد من العلماء بانتحال الشاعر جرير لبيت شعر من الشاعر المعوط. وهما (إن الذين غدوا بلبك غادورا وشلا بعينك لا يزال معينا).
ثالثاً: وأيضاً من الوقائع الهامة ولكن التي تعبر عن المرادفة الوجاهية. بمعنى أن الانتحال بين شاعرين في تحدٍ للموهبة بينهما، وهو ما حدث بين جرير وابن الرمة. حيث غلب جرير ابن الرمة في هذه الواقعة وكان يأتي بمرادف كل بيت يقوله ابن الرمة.
لا تزال السرقة الأدبية موجودة في عصرنا الحالي. ومن حسن الحظ أن هناك أنظمة وقوانين قضائية ومحاكم تندرج تحتها قوانين خاصة بمحاربة السرقة الأدبية. وهناك العديد من القضايا التي تختص بالبث في السرقة الأدبية. ومنها ما حدث بين شاعرين مصريين أحدهما شاعر مشهور عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا. حيث تقدم الشاعر الأصلي بشكوى ضد الشاعر المشهور بأنه قام بانتحال إحدى المواد الأدبية الخاصة به. وفي النهاية وبعد مرور سنتين حكم المحكمة بناءاً على توصيات رابطة الأدباء في مصر بالغرامة المادية على الشاعر المنتحل (المشهور). وهناك قضية أخرى مشابهة حدثت في الأردن. وتم البث فيها بعد مضي ستة شهور فقط وقضت بالحكم على المنتحل بدفع غرامة إضافة إلى كتابة تعهد لصالح الكاتب الأصلي.
وفي قضية أخرى مشهورة في مصر قام أحد الكتاب بتقديم شكوى ضد أحد القنوات الإعلامية بتهمة انتحال إحدى مواده الأدبية، وجاء الحكم بالقضية بعد مرور ستة سنوات لصالح المشتكي. وتم تغريم القناة الفضائية مبلغاً مالياً كبيراً، و كذلك ما تم في إحدى المحاكم الأمريكية حول قضية انتحال رواية أدبية وتحويلها لمسرحية دون علم الكاتب الأصلي لها، مما نتج عنه عقوبات شديدة على المنتحلين ودفع تعويض مالي ضخم لصاحب الرواية، و كذلك حدثت العديد من القضايا المشابهة في كل من روسيا وتركيا وبلجيكا و كذلك فلسطين والجزائر، ولكن الملاحظ في هذه القضايا أنها تأخذ مدة تقاضي طويلة غالباً ما تتجاوز السنتين، ولهذا لبد من التأكيد على ضرورة تفعيل كافة القوانين التي تحارب السرقة الأدبية.
أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.