خطة بحث دراسة القانون وخصائصها

تعرف خطة البحث بأنها مجموعة عناصر يتم التعريف بها تمهيداً لاستخدام بشكل مكثف على الإطار النظري حيث تكون هذه العناصر عبارة عن القواعد التي تنبني عليها معلومات البحث، وفي خطة بحث دراسة القانون يكون لعناصر الخطة ميزة من حيث الصفة التي تعكسها، فنتحدث في هذا المقال عن عناصر خطة البحث ونرى الصبغة الخاصة بخطة بحث دراسة القانون... .

ما هي عناصر خطة البحث:

تبدأ عناصر خطة البحث بالعنوان الرئيسي للدراسة حيث يمثل جملة قصيرة تعبر عن كامل محتويات البحث. ويمكن من خلال هذا العنوان معرفة خبايا البحث وتصنيفه في المجال الخاص به على رفوف المكتبة.

والمشكلة هي أحد أهم عناصر الخطة حيث تمثل الموضوع الرئيسي الذي يتناوله الباحث. وهي أمر أثار فضول الباحث ودفعه لتناوله في دراسة معمقة للوصول إلى حلول وتوصيات.

التساؤلات عبارة عن أسئلة يصوغها الباحث. وتكون الاجابة عليها ممثلة لأهم الجوانب المتشعبة من المشكلة الرئيسية للبحث.

الفرضيات وهي تخمينات يتم كتابتها للوصول إلى نتيجتها بالإثبات أو النفي في سياق الإطار النظري. ويمكن كتابة عدد من فرضية واحدة إلى 10 فرضيات.

الأهداف وهي الأمور التي يسعى الباحث لتحقيقها من وراء تناوله المشكلة، و كذلك يتبع الأهداف عنصر الأهمية وهي الفوائد التي يتوقع الباحث أن تعود على كل من المجال المعرفي والباحثين والقراء.

الدراسات السابقة تمثل أهم المراجع التي اقتبس منها الباحث المعلومات والتي ترتبط مع المشكلة أو أحد جوانبها بشكل قوي.

مصطلحات الدراسة عبارة عن مجموعة مصطلحات يكثر تكرارها في البحث. وترتبط بالمشكلة ويكون محتوى البحث مبني بشكل كبير على فهمها.

المناهج البحثية عبارة عن هيكليات جاهزة توصل إليها المختصون من خلال النظر في طبيعة الأبحاث ومتطلباتها. ومن أهمها المنهج التحليلي والوصفي والتاريخي والاستدلالي.

العينة هي مجموعة الأفراد اللذين تجري الدراسة عليهم ويكونوا مرتبطين بالموضوع الرئيسي للبحث، على سبيل المثال اتخاذ عينة من طلبة الصف السابع لدراسة بعنوان (أثر الألعاب الالكترونية العنيفة على سلوك طلبة الأول الاعدادي).

أدوات الدراسة هي الوسائل التي يقوم الباحث بتسليطها على أفراد العينة لجمع المعلومات منهم. ومن أشهرها الاستبيان وبطاقة الملاحظة والمقابلة الشخصية.

كتابة خطة البحث كاملة:

تحدثنا في الفقرة السابقة عن ترتيب عناصر الخطة ودلالة كل عنصر منها. وننتقل في هذه الفقرة لنرى كيفية كتابة كل عنصر من عناصر الخطة:

يكتب العنوان على شكل جملة عادية أو على شكل سؤال ويتكون العنوان من 3 إلى15 كلمة، وتكون جملة معبرة عن محتويات البحث بشكل مباشر.
المشكلة يتم ذكرها ومن ثم كتابة فقرة بما يقارب ال150 كلمة يتحدث فيها الباحث عن سبب اختياره للمشكلة وكيف سيتناولها.
تشتق الأسئلة من أهم الجوانب المرتبطة بالمشكلة وتصاغ على شكل أسئلة في نهايتها علامة استفهام.
الفرضيات تكتب على شكل تخمينات تحتمل الاثبات أو النفي، على سبيل المثال كتابة (هناك علاقة بين طول أمد التقاضي وانتشار الجريمة) فتكون الاجابة إما بالإثبات (نعم) أو النفي (لا).
الدراسات السابقة تكون من 3_ 10، ويتم ترتيبها وفقاً لعدة منهجيات منها الترتيب الهجائي أو الترتيب حسب الأهمية أو حسب المنهج المستخدم، وتكتب كل دراسة ويكتب عنها فقرة عن أهم محتوياتها وكيف ترتبط بالبحث الحالي ولماذا اختاراها الباحث والمناهج البحثية التي استخدمتها.
تكتب مصطلحات الدراسة مع تعريفاتها الاصطلاحية الكاملة. ويتم توثيق كل تعريف حسب المرجع العلمي الذي تم اقتباسه منها.
يتم كتابة المناهج العلمية مبدوءة بالمنهج العلمي الرئيسي. ويكتب سبب اختيار كل منهج وطريقة تفعيله في مضمون الإطار النظري للبحث.
تكتب خصائص العينة وسبب اختيارها وحجمها ونوعها. وعلاقتها المباشرة بالمشكلة البحثية التي يتم تناولها.
يتم كتابة أدوات الدراسة مع تعليل سبب اختيارها وكيف سيتم توجيهها إلى أفراد العينة.

خصائص خطة بحث دراسة القانون:

لا تختلف خطة بحث دراسة القانون إطلاقاً عن العناصر وطريقة الكتابة التي ذكرناها في الفقرات السابقة، ولكن من خصائص خطة بحث دراسة القانون أنها عادة ما تكون المشكلة فيها مرتبطة بمحوريين مثل (التشريعات والجريمة/ المحاماة والأساليب الحديثة/ المحاكم والتطور التكنولوجي)، كما أن الفرضيات تكون بحد ذاتها ارتباطات متشعبة واسعة يمكن أن تحتمل كل فرضية منها بحث مختصر للوصول لنتيجتها.

وتكثر المصطلحات الدراسية في أبحاث دراسة القانون، فقليلاً ما نجد أقل من 5 مصطلحات دراسية في خطة بحث دراسة القانون، وذلك لأن المجال نفسه مليء بالمصطلحات، كما أن الدراسات السابقة تكون كثيرة أيضاً لا تقل عن 5 دراسات، ومن أكثر المناهج استخداماً في أبحاث دراسة القانون هو المنهج التحليلي، وذلك لأن المجال يحتاج للنقاشات والتفسير والايضاح المستفيض، وإلى جانب المنهج التحليلي يمكن أن يسانده مناهج أخرى مثل المنهج الوصفي والمنهج التاريخي.

وبالنسبة لأدوات الدراسة فكثير من أبحاث القانون تعتمد على بطاقة الملاحظة كأداة رئيسية. كون الدراسات تتطلب تسجيل مشاهدات لضمان عدم تغيير الحقائق.

هل تعتبر قائمة المراجع ضمن خطة البحث؟

من الأسئلة الجدلية التي تثار في إعداد البحث، فالبعض يرى أن قائمة المراجع هي جزء من خطة البحث، كونها تحدد أماكن أخذ الاقتباسات التي دعمت محتوى البحث، والبعض يرى أنها منفردة وغير متربطة لا بالخطة ولا بالإطار النظري.

وهنا يرجع الأمر إلى السياسة التي تتبعها الجامعة أو الجهة المشرفة على البحث، فالباحث مطالب بتنفيذ ما تطلبه الجهة المشرفة وذلك لأزنه ملزم بالسياسة التحريرية لها، ولكن المنطق الأقرب للصواب هو أن قائمة المراجع منفردة بحد ذاتها، وذلك لأنها لا تكتمل إلا بعد انتهاء كامل البحث، فمن الصعب أن يقوم الباحث بتحديد كافة المراجع التي سيقتبس منها معلوماته قبل إتمام الإطار النظري.

مكان كتابة خطة بحث دراسة القانون:

تكتب خطة بحث دراسة القانون في بداية البحث قبل المقدمة، وهذا ما تتبعه أغلب كليات القانون حول العالم، وذلك لأن هذا التخصص يتطلب الاخبار بالطريقة التي توصل إليها الباحث للمعلومات وكيفية صياغة المعلومات قبل أن يقرأ البحث.

ولهذا فيكون الترتيب الصحيح لعناصر بحث القانون يبدأ بكتابة خطة بحث دراسة القانون ثم المقدمة ثم الإطار النظري ثم قائمة النتائج وأخيراً قائمة المراجع وبعدها الفهرس.

ونلفت الانتباه إلى أن المقدمة لا تعتبر عنصر من عناصر خطة بحث دراسة القانون بل تعتبر عنصر منفصل أو مقدمة لداية الإطار النظري للبحث.

أخطاء شائعة في كتابة خطة البحث دراسة القانون:

يقع الكثير من الباحثين في مجموعة أخطاء شائعة عند إعداد خطة البحث، ومن أهمها:

خطأ في ترتيب عناصر خطة البحث، وهنا لا يمكن الجزم بصحة الترتيب إلا بالنظر في سياسة الجامعة وما تفرضه من كيفية ترتيب العناصر، وبشكل عام فلا يوجد فرق كبير في الترتيب للعناصر الأولى في الخطة فتبدأ بالعنوان ثم المشكلة ثم التساؤلات ثم الفرضيات ثم الأهداف ثم الأهمية. ولكن اختلاف الترتيب يأتي لكل من المصطلحات والمناهج والدراسات السابقة والأدوات والعينة.
أخطاء لغوية، إذ لابد من تدقيق الخطة لغوياً من الجوانب الاملائية والبلاغية والنحوية.
عدم اتباع الطريقة الصحيحة في التوفيق بين الجمل والفقرات. فكل عناصر البحث تكتب على شكل فقرات كاملة باستثناء التساؤلات والفرضيات والأهداف والأهمية تكتب على شكل جمل متتالية.