تنسيق البحث العلمي

تنسيق البحث العلمي

يكثر التساؤل حول كيفية تنسيق البحث العلمي لاسيما مع بدء اقتراب نهاية الفصول الدراسية في الجامعات، حيث يكون وقت تسليم الأبحاث قد شارف على الانتهاء وترفض الجامعة استلام أي بحث غير منسق بشكل جيد، وبداية سنتفق على أن عملية تنسيق البحث العلمي ليس لها قاعدة ثابتة، حيث أن كل جامعة لها سياسة خاصة بها في تنسيق الأبحاث، ولكن هناك أمور عديدة يغلب عليها التشارك بين الجامعات وهي ما سنتطرق له في هذا المقال.

ماذا نعني بتنسيق البحث العلمي؟

نسق فلان الزهور، تأتي بمعنى نظمها ورتبها وجعلها تبدو بأجمل شكل. وهذا المقصد هو ما ينطبق تماماً على تنسيق البحث العلمي.

إذاً يأتي تعريف عملية تنسيق الأبحاث بأنها عملية يتم فيها تنظيم وترتيب العناصر والمكونات داخل البحث. وفقاً لهيكليات وضوابط علمية صحيحة لإخراجها بأرتب وأجمل شكل يريح القارئ.

أمور أساسية تدخل في تنسيق البحث العلمي:

يوجد العديد من المحددات التي لا تتم عملية تنسيق البحث العلمي إلا بتنفيذها، أو بالأحرى هناك عناصر داخل البحث هي من تركز عليه عملية تنسيق البحث العلمي، وهذه العناصر هي:

1. العناوين: ففي داخل البحث يوجد أنواع عديدة من العناوين منها العنوان الرئيسي للبحث. وعناوين الفصول والعناوين الفرعية وغيرها.
2. الجمل والفقرات: محددات عديدة يتم ضبطها في تنسيق الجمل. والجمل هي المكون الأساسي للفقرات الكاملة.
3. الحواشي السفلية: وهي ما يكتب فيها المراجع والملاحظات في التوثيق الداخلي للبحص.
4. صفحة الغلاف: بما أنها الوجه الأول من الدراسة، فإن عملية تنسيقها تكون خاصة نوعاً ما، بإتمام تنسيق كل عنصر من عناصرها وفقاً لوظيفته ومكانه في الصفحة.
5. القوائم والجداول: تدخل العديد من القوائم والجداول في بعض الأبحاث، على سبيل المثال قائمة النتائج، أو جدول يمثل سيناريو شامل على المشاهد والصوت واتجاه الكاميرا وغيره.
6. علامات الترقيم: لكل علامة مكان صحيح توضع فيه داخل البحث.
7. الأشكال: مثل المربعات والدوائر وضبط النصوص التي من الممكن أن تضاف داخلها.

أهم العمليات التي تدخل في تنسيق البحث العلمي:

تحدثت الفقرة السابقة عن العناصر التي يتم اجراء التنسيق عليها، وفي هذه الفقرة سنتحدث عن أهم ما يتم تغيره كإجراء عملياتي على تلك العناصر:

1. أنواع الخطوط وأحجماها: حيث يختلف نوع الخط من مكون لآخر وكذلك الأمر بالنسبة للأحجام لاسيما في تمييز العناوين.
2. التباعد بين الجمل: وهي المسافة بين الجملة والجملة التي تليها.
3. ضبط الكشيدة: وهي المقصود بها نقطة بداية وانتهاء كل فقرة.
4. ضبط الهوامش: وذلك وفقاً لطبيعة بداية الكلام من اليسار لليمين أو العكس.
5. الألوان: غير مستخدمة بكثرة في الأبحاث ولكن عند استخدامها هناك ضوابط لتنسيقها.

عملية تنسيق البحث العلمي خطوة بخطوة:

ركز الآن واقرأ هذه الفقرة بتمعن واهتمام شديد، حيث سنبدأ بطرح خطوات تنسيق البحث العلمي من البداية إلى النهاية، وهذه الخطوات هي:

أولاً: يتم التأكد من سلامة ترتيب المعلومات داخل البحث والتأكد من صحتها وضمان عدم تغييرها.

ثانياً: نبدأ بتنسيق الهوامش حيث يتم ترك مسافة 3.5 من جهة اليمين ومسافة 2.5 من جهة اليسار في الأبحاث المكتوبة بالعربية، والعكس صحيح بالنسبة للأبحاث بالإنجليزية، وذلك لأن العربية تبدأ كتابتها من اليمين لليسار، أما الإنجليزية فمن اليسار لليمين.

ثالثاً: يتم تحديد التباعد بين الجمل وذلك وفقاً لسياسة الجامعة ولكن الغالب يطلب تحديده ب1.15.

رابعاً: يتم كتابة العناوين الرئيسية بخط حجم 16 بولد، والعناوين الفرعية بخط حجم 14، مع الحفاظ على نفس نوع الخط في كامل مضمون الإطار النظري.

خامساً: يتم تحديد كافة الملف ومن ثم من خلال برنامج الوورد ضمن الصفحة الرئيسية ستجد أربع علامات خاصة بتنظيم الفقرات، وستقوم بالضغط على آخر علامة ومن ثم اختيار إما (ضبط) أو ( كشيدة صغيرة).

سادساً: تنسيق الجداول يكون بتنظيمها بحيث يوضع عنوان الجدول إما فوق الجدول أو أسفل منه مباشرة، ويكون الصف الأول والعمود الأول بخط حجم 16 وباقي معلومات الجدول 14.

سابعاً: بالنسبة للحواشي السفلية فالأفضل أن تتركها بالتنسيق التلقائي عبر برنامج الوورد، حيث أن التلاعب في اعداداتها سيؤدي إلى سوء منظر الصفحة.

سابعاً: الألوان إذا تم استخدامها فلابد من التفريق بين لون الكتابة وبين تضليل الكتابة 

فالخانة الأولى لتضليل الإطار والثانية للتضليل الكامل والثالثة للون الخط نفسه، ولابد في التنسيق الاهتمام بأن اللون المستخدم يتم استخدامه وفقاً للمعنى كالإشارة إلى شيء مهم.

ثامناً: بعد الانتهاء من تنسيق كامل مضمون البحث نأتي لتنسيق صفحة الغلاف، وهي بتوسيط كامل العناصر وسط الصفحة، ومن ثم وضع الشعار أعلى يمين أو يسار الصفحة، وبعده في الوسط العنوان بخط حجم لا يقل عن 18 وبعد اسم الطالب حجم 16 وأسماء المشرفين 16 والتاريخ في النهاية بحجم 14.

خطوات اضافية في عملية تنسيق الأبحاث:

إضافة إلى ما ذكرناه سابقاً. فتظل هناك بعض العمليات التكميلية التي يتم اجراؤها في تنسيق الأبحاث، وهذه العمليات هي:

1. تنسيق علامات الترقيم وأهم شيء فيها أن علامة الترقيم توضع ملاصقة للكلمة التي قبلها ومن ثم تبتعد مسافة واحدة عن الكلمة التي بعدها.
2. ترقيم الصفحات من أول صفحة بعد المقدمة. وهذا ترقيم تسلسلي تلقائي يتم تنفيذه عبر برنامج الوورد بسهولة.
3. تنسيق قائمة المحتويات بإبراز العناوين الرئيسية وما يندرج تحتها من عناوين فرعية.
4. الاشارات واللفتات مثلاً تغميق جملة في منتصف الكلام نظراً لأهميتها.
5. تنسيق قائمة المراجع بفصل القوالب بنبدأ بالكتب ثم الرسائل وثم المواقع.

أهمية تنسيق البحث العلمي:

الحديث عن عملية التنسيق يعني الحديث عن المنظر والترتيب. و بالتالي فلابد أن تعكس هذه العملية العديد من جوانب الأهمية التي تؤثر على فهم المضمون وتقبله من القارئ. وأهم هذه الفوائد ما يلي:

1. إعطاء البحث شكل خارجي مميز ومريح للقراءة.
2. يعطي صبغة خاصة للأبحاث، فبمجرد الإمساك بالبحث تعرف مباشرة أن الذي بين يديك عبارة عن بحث وليس كتاباً أو تقريراً أو غيره.
3. من الضروري أن تكون المعلومات مرتبة ليسهل فهمها. و كذلك عدم التنسيق يؤدي لتداخل المعلومات وبالتالي صعوبة الفهم ولربما أدى لضياع المعنى.
4. يدخل التنسيق في عملية التحكيم، وتعطي الجامعة عليه درجات.
5. تنسيق البحث العلمي تساعد أمناء المكاتب في ترتيبها وتنظيمها على رفوف المكتبة.
6. تعطي انطباعاً عن الباحث بأنه مهتم بالبحث ومراعي للخصائص التكوينية له.
7. تميز عناصر البحث بعضها عن بعض، على سبيل المثال نعرف من خلال التنسيق أن هذا عنوان رئيسي وذلك عنوان فرعي.
8. هناك لفتة أخرى تتميز بها بعض الجامعات بإعطاء أساسيات تنسيق تميزها عن باقي الجامعات. فتعرف أن هذا البحث صادر عن الجامعة الفلانية. وتشتهر جامعة كامبردج بهذا الأمر.

لابد من ذكر أن هناك فائدة اقتصادية لعملية تنسيق الأبحاث، فهناك مختصون يعملون في هذا المجال سواء بالتطبيق أو بإعطاء دورات تدريبية وورش عمل حول هذه العملية.

كيف يمكنك تعلم تنسيق الأبحاث؟

تتعدد الوسائط التي يمكن من خلالها تعلم هذه العملية. وتتراوح جودتها من وسيط إلى وسيط آخر، وفيما يلي نحصر أهم هذه الوسائط:

1. المساقات الجامعية: حيث يوجد العديد من المساقات التي تدرس للطلاب شاملة على الكيفية الصحيحة لإتمام عملية تنسيق الأبحاث، على سبيل المثال مساق (أسس البحث العلمي).
2. الدورات التدريبية: بما أن الطلب على معرفة حيثيات هذه العملية أصبح متزايداً، فتتجه مركز التدريب لعقد دورات متخصصة حول هذه العملية.
3. الانترنت: سواء عن طريق اليوتيوب أو من خلال مقالات منشورة كهذا المقال الذي تقرأه الآن، أو قوالب أخرى يتم عرضها عبر شبكة الانترنت.
4. المراجع الخاصة: بعض الكتب والرسائل الجامعية والأبحاث العلمية. تناولت هذه العملية بشكل مفصل. وينصح بالتعلم منها كونها محكمة.
5. الدليل الجامعي: بعض الجامعات تقوم بتوزيع دليل ارشادي للطلاب حول عملية تنسيق الأبحاث، لاسيما وأنها تبرز ما المطلوب بالضبط من الطالب تنفيذه في هذه العملية حسب رؤية الجامعة.

معايير لابد من الانتباه لها في عملية تنسيق الأبحاث:

بعض الأمور تتطلب الانتباه أثناء تنفيذ هذه العملية. حيث تعتبر معايير ضابطة للجودة. وتساهم في تحسين المخرجات النهائية لهذا التنسيق، ومن أهمها ما يلي:

1. اعرف سياسة الجامعة وشروطها قبل تنفيذ العملية، فكثير من الأبحاث تم رفضها كونها غير مطابقة في التنسيق لسياسة الجامعة مع أن تنسيقها صحيح من الناحية العلمية.
2. حدد العناوين الرئيسية والفرعية قبل أن تبدأ بتنفيذ العملية.
3. تأكد من اكتمال الفقرات ومن التسلسل الصحيح للمعلومات فيها.
4. راعي إلى أكبر حد مسألة التدقيق اللغوي، حيث أن الأخطاء اللغوية تغيير في صورة التنسيق، على سبيل المثال حذف كلمة أو كتابتها بشكل خاطئ يؤثر على شكل الجملة.
5. تأكد بنفسك من التسلسل الرقمي في ترقيم الصفحات.
6. اقرأ أكثر حول هذه العملية وطبق عملياً كنوع من التدريب للوصول للاحترافية.
7. من المعايير المهمة عدم إجراء العملية وفقاً للرؤية الشخصية أو (الذوق) بل التزم بالقواعد العلمية.
8. كلما كان محتوى المضمون أكبر بعدد الصفحات. كلما لزم تقسيمه وتنسيقه ليسهل قراءته.
9. ننصح بعدم اجراء العملية إلا على برنامج الوورد فقط. فهو البرنامج الأقدر على تنفيذ هذه العملية.

هل يختلف تنسيق الكتب عن تنسيق الأبحاث؟

يوجد اختلاف بين عملية التنسيق الخاصة بالكتب والخاصة بالرسائل والأبحاث العلمية، وذلك لأن كلا القالبين له هيكليته الخاصة به، وأبرز نقاط الاختلاف هي:

1. صفحة الغلاف في الكتاب مختلفة عنها في البحث. فلا يوجد اسماء مشرفين في الكتاب ولا العنوان باللغة الإنجليزية أسفل العنوان باللغة العربية.
2. غالباً ما يستخدم خط حجم 16 في الكتب لكتابة الفقرات. أما في الأبحاث فيستخدم خط حجم 14.
3. يكثر تنسيق الجداول في الأبحاث أكثر من الكتب، وذلك لأن الأبحاث فيه عمليات خاصة مثل التحليل الإحصائي.
4. الشواهد تكون كثيرة في الكتب ويتم تنسيقها بتكبير حجم خطها أو تغميقه مثل الآيات القرآنية.
5. يتضح الفرق في طبيعة العناصر المكونة فالكتاب يبدأ مباشرة بالمقدمة والسرد أما البحث فيه خطة ثم إطار نظري.

وفي ختام هذا المقال نود التنبيه وتكرار أن التنسيق يختلف من جامعة لأخرى حسب سياستها الخاصة، ولهذا لابد من معرفة هذه السياسة والمتابعة أولاً بأول مع المشرف على البحث، ثم لإتقان التنسيق يلزمك أخذ دورة مبتدئة في استخدام برنامج الوورد، وحافظ على بحثك منسقاً ليعكس صورتك الحسنة في نفوس القراء.