img

ترقيم صفحات البحث

img

تنسيق الأبحاث

ترقيم صفحات البحث

من العمليات التي تجري بعد الانتهاء من كامل مضمون البحث هي ترقيم صفحات البحث، حيث تشمل هذه العملية العديد من الاجراءات التي لابد من الانتباه لها.

كما أنها عملية لا غنى عن الفوائد التي تعكسها، بل إن ترقيم صفحات البحث يدخل في التحكيم النهائي للبحث، ونتعرف على حيثيات هذه العملية وكيفية تنفيذها وأمور أخرى في سياق المقال.

ماذا نعني بترقيم صفحات البحث؟

لعل المعنى المقصود مفهوم دون تعريف. إذ أن الترقيم هو وضع الرقم التسلسلي على الصفحة حسب ترتيب وقوعها في البحث.

ولكن تعريف هذه العملية يتطلب دمجها في عمليات البحث الأخرى، كما في التعريف التالي:

هي عملية تتم على معظم صفحات البحث بعد الانتهاء الكامل من كافة عناصره الأخرى باستثناء فهرس المحتويات، حيث يوضع الرقم بشكل متخصص وفقاً لترتيب كل صفحة حسب ورودها بين صفحات العدد الكلي للبحث، ويوضع الرقم وفقاً لهيكلية تنسيق خاصة وليس عبثاً، كما تخضع للعديد من الضوابط واللفتات التي لابد منها لتكون العملية قد تمت بشكل صحيح.

لاحظ عدة أمور أوردناها في التعريف السابق وهي:

  1. الترقيم يكون على أغلب الصفحات لا على كلها، فهناك صفحات يتم استثناؤها من الترقيم، وهناك صفحات أخرى فيها آراء في هل ترقم أم لا ترقم، وسنتطرق لهذه القضية في فقرة قادمة.
  2. كل عناصر البحث بلا استثناء يتم إعدادها قبل الترقيم، باستثناء عنصر واحد فقط وهو فهرس المحتويات، كونه ينبني بشكل أساسي على الرقم الخاص بكل صفحة.
  3. لفت التعريف الانتباه إلى وجود تنسيق خاصة بالترقيم، حيث لا يوضع الرقم جزافاً، بل يتبع قواعد خاصة لمكان وكيفية وضعه.
  4. التسلسل أمر ضروري ومن أساسيات العملية الموضحة لتعريفها.

على أي صفحة يوضع الرقم (1)؟

من أهم الأسئلة التي قد تثار حول عملية ترقيم صفحات البحث. ويمكن صياغته بطريقة أخرى وهي ( من أي صفحة يبدأ ترقيم البحث؟). والاجابة على هذا السؤال تتطلب الطرح في النقاط التالية:

  1. إذا بدأ الباحث بكتابة خطة البحث أو ( إجراءات الدراسة ) بعد صفحة الغلاف مباشرة، فيكون الرقم 1 مستحق لأول صفحات الخطة.
  2. أما إذا كانت سياسة الجامعة أو المؤسسة أن يبدأ البحث بالمقدمة ومن ثم الدخول في الخطة، فهنا نستثني المقدمة من الترقيم، ونبدأ بالترقيم من أول صفحات الخطة.
  3. وبعد الأحيان يتم وضع الملخص ومن ثم المقدمة قبل الخطة _ وهذه الطريقة لا نؤيدها إطلاقاً _ ولكن إن كانت وفقاً لسياسة المؤسسة فهنا تبدأ ترقيم صفحات البحث من صفحة الملخص ومن المرور المتسلسل على المقدمة وخطة البحث.

لم ننتهي بعد، فهناك جدل يثار حول ترقيم المقدمة، والذي سنتناقش فيه في الفقرة القادمة.

نقاش حول ترقيم المقدمة:

يقع بعض الباحثين في حيرة هل نرقم المقدمة أم لا؟، وجاءت الآراء حول هذا الأمر متباينة على ثلاثة آراء نعرضها ونناقشها ثم نضع رأينا:

أولاً: يرى هذا الرأي ألا يتم ترقيم المقدمة سواء كانت بعد صفحة الغلاف مباشرة أو بعد الخطة، كونها عنصر تمهيدي غير عملي في مضمون البحث.

ثانياً: الرأي الثاني يفرض وجوب ترقيم المقدمة. لأنها تساهم في التعريف بمحتوى البحث وتهيء القارئ للدخول في صلب الإطار النظري.

ثالثاً: الرأي الثالث يرى أن المقدمة لا ترقم إلا في حالة تم وضعها قبل الخطة ضمن ترتيب الصفحات في الدراسة.

أما نقاشنا بخصوص الآراء الثلاثة، فنبدأ بالرأي الأول والذي نرى قوته كونه بالفعل المقدمة مهيأة وليست أساسية، أي لا يمكن اعتماده معلوماتها كمعلومات تنبني عليها معلومات أخرى في سياق الدراسة، وهي أشبه ما يكون بصفحة مكملة للتعرف بالبحث لصفحة الغلاف، فصفحة الغلاف تعرف بالعنوان والباحث والمشرفين، والمقدمة تعرف بالنبذة العامة عن المحتوى، ونحن نميل إلى هذا الرأي بشدة.

وبالنسبة للآراء الأخرى فوجود ترقيم المقدمة يعني أنها عنصر لا يمكن الاستغناء في البحث، بمعنى أنها أساسية، ولكن هذا منافي للمنطق والهيكلية التنظيمية، والرأي الثالث ضعيف جداً كون المقدمة إذا جاءت قبل الخطة فهي أقرب ما تكون للغلاف المكملة له كما أسلفنا في النقطة السابقة، ولكن نستثني من هذا إذا جاءت المقدمة بين الملخص والخطة فهنا نرى الأفضل ترقيمها.

إجمال العناصر التي ترقم والتي لا ترقم:

تحدثنا في التعريف أن ثمة عناصر يتم ترقيمها وعناصر أخرى لا يتم ترقيمها، وعرضنا في الفقرة السابقة قضية ترقيم المقدمة، وفي هذه الفقرة نوجز بشكل أساسي كل ما يتم ترقيمه وما لا يتم ترقيمه، و كذلك نعرض ما فيه جدل:

أولاً: الصفحات التي يجب ترقيمها:

  1. الصفحات المكونة لخطة البحث من أولها إلى آخرها بلا استثناء.
  2. صفحات الإطار النظري الممثلة للفصول الدراسية.
  3. صفحات النتائج بكل أنواع المعلومات التي تحتويها مثل نتائج التحليل الإحصائي وغيرها
  4. الملخص كاملاً و كذلك الاستنتاجات والاستخلاصات.

ثانياً: الصفحات التي لا يجب ترقيمها:

  1. صفحة الغلاف.
  2. مرايا الفصول الدراسية والمقصود بها الصفحة التي تسبق عرض كل فصل دراسي في الإطار النظري. بحيث يكتب في مراية كل فصل العنوان الرئيسي للفصل وأسفله العناوين الفرعية.
  3. صفحات فهرس المحتويات.
  4. الفهارس الأخرى إن وجدت، على سبيل المثال فهرس الجداول وفهرس الأشكال.
  5. الملاحق لا ترقم.

ثالثاً: صفحات عليها جدل في هل ترقم أم لا:

  1. المقدمة والتي عرضنا فقرة نقاشية حولها.
  2. قائمة المراجع والمصادر والتي يرى البعض وجوب ترقيمها والبعض الآخر يرى خلاف ذلك، ونحن ننصح بعدم ترقيمها كونها خارجة عن إطار الخطة والإطار النظري.

لماذا يتم إعداد فهرس المحتويات بعد ترقيم صفحات البحث ؟

الأساسيين اللذين ينبني عليهما فهرس المحتويات هما توزيعة الفصول الدراسية بما تحتويه من عناوين رئيسية وأخرى فرعية، و كذلك ترقيم الصفحات.

فكل عنوان رئيسي أو فرعي في فهرس المحتويات لابد من الإشارة إلى رقم الصفحة الخاصة بتواجده، وهذه هي الفكرة الأساسية لفهرس المحتويات.

حيث يخبر فهرس المحتويات عن محتويات البحث كاملة. وكأنه يقول هذا العنوان تجده في الصفحة رقم كذا.

كما لابد من الإشارة إلى أن رقم الصفحة الذي يتم وضعه في الفهرس يشير إلى بدأ الحديث عن ذلك العنوان، وقد يأخذ العنوان الواحد العديد من الصفحات للوصول إلى نهايته، و بالتالي رقم الصفحة للعنوان في الفهرس يكون هو رقم بداية الحديث عن ذلك العنوان، أما نهاية الحديث فيمكن معرفته من خلال رقم صفحة العنوان الذي يليه مباشرة.

وليس شرطاً أن تكون الصفحة الواحدة مقتصرة على عنوان واحد فقط، بل يمكن أن تحتمل الصفحة وجود أكثر من عنوان، و بالتالي ليس غريباً أن يكون هناك تشابه في أرقام صفحات بعض العناوين في فهرس المحتويات.

كما أن فهرس المحتويات ليس مقتصراً فقط على العناوين الرئيسية والفرعية للفصول. وإن كانت هي  مع الترقيم تشكل المحتوى الأساسي للفهرس. ولكن هناك بعض العناصر الأخرى غير العناوين على سبيل المثال قائمة النتائج والملخص.

ويشترط عند تضمين رقم الصفحة في فهرس المحتويات. أن تكون هذه الصفحة قد اشتملت بالفعل على بداية ذلك العنوان. حتى ولو بدأت بسطر واحد فقط من ذلك العنوان.

خطوة بخطوة لإتمام عملية ترقيم صفحات البحث:

ليس الأمر بهذه الصعوبة إذا ما استخدمت برنامج الوورد لإتمام ترقيم صفحات البحث. حيث يعتبر الوورد أقوى البرامج المؤهلة لتنفيذ هذه العملية بكفاءة واحترافية. وذلك وفقاً للخطوات التالية:

  1. تضع مؤشر الوورد في الصفحة التي ستبدأ منها الترقيم ( راجع الفقرات السابقة ستجد أننا تطرقنا لقضية من أين تبدأ الترقيم ).
  2. بعد ذلك تذهب إلى قائمة إدراج الموجودة في الشريط العلوي لبرنامج الوورد .
  3. ومن قائمة إدراج تختار بند ( رقم الصفحة ).
  4. وستجد أن بند رقم الصفحة كان بجانبه سهل صغير جداً يشير إلى وجود العديد من الخيارات بداخله.
  5.  وبمجرد ضغطك على هذا البند ستظهر لك قائمة فيها العديد من الخيارات التي ستظهر أمامك.
  6. لاحظ أن الخيارات اشتملت على أماكن وضع رقم الصفحة ( أسفل، أعلى، هامش)، وفي كل خيار ستجد خيارات أخرى، على سبيل المثال إذا ضغطت على خيار ( أسفل الصفحة ) ستظهر لك نماذج الرقم على اليسار أو اليمين أو المنتصف، أو كتابة ( صفحة ) قبل الرقم والعديد من النماذج الأخرى التي ستختار واحدة منها وفق سياسة المؤسسة أو رؤيتك الشخصية، وننصح أن تضه الرقم منتصف أسفل الصفحة.

بهذا ستجد أن برنامج الوورد قام بعمل ترقيم تسلسلي بشكل إلكتروني ومباشر ووضع رقم خاص لكل صفحة وفقاً للخيار الذي قمت بتحديده.

كما ستلاحظ أن التسلسل في كامل الأرقام أخذ نفس النمط الذي قمت باختياره دون أي تغيير.

ملاحظات حول خطوات الترقيم:

هناك بعض الأمور التي لابد أن نلفت الانتباه لها ضمن خطوات ترقيم صفحات البحث. وهذه الملاحظات هي:

  1. إذا أردت أن تخصص شكل معين للرقم كأن يظهر بين قوسين على سبيل المثال، فستقوم بالضغط على آخر خيار في بند ( رقم الصفحة ) وهو ( تنسيق أرقام الصفحات) وترسم فيها الشكل الذي تريده للأرقام.
  2. في حالة أردت أن تتجاوز إحدى الصفحات من غير ترقيم، كالحال في صفحات المرايا، فستقوم بتحديد كل الصفحات السابقة المراد ترقيمها ومن ثم القيام بالخطوات التي أوضحناها في الفقرة السابقة، وبعد ذلك تحدد باقي الصفحات من بعد الصفحة التي تريد تجاوزها وتركها بلا ترقيم، وتقوم بنفس الخطوات مع تخصيص رقم البداية التي انتهت فيها الصفحات السابقة، على سبيل المثال وصلت لصفحة مرايا الفصل الأول وكان الترقيم قد وصل إلى 20، فمن خلال قائمة رقم الصفحة وبند تنسيق الترقيم أيضاً ستقوم بكتابة رقم البداية 21 في الخانة المخصصة لذلك.

أهمية عملية الترقيم:

  1. لو لم يوجد الترقيم لا وجد الفهرس بشكله المعتاد عليه. ولأصبح القارئ حائر في أين يجد العنوان الذي يريد قراءته من بين صفحات البحث.
  2. الترقيم عملية تنظيمية وجمالية في نفس الوقت، فتنظم الصفحات باعطاءها الأرقام، و كذلك تجملها من حيث الشكل الظاهر.
  3. يعرف القارئ إلى أين وصل في القراءة لعدد صفحات البحث. وهذا يفيده في كثير من الأمور منها معرفة رقم الصفحة التي انتهى عندها من القراءة. ليعود في وقت لاحق ويستكمل باقي القراءة، و كذلك ليعرف العدد الاجمالي لعدد صفحات البحث.
  4. عملية التحكيم تأخذ الترقيم ضمن ايديولوجياتها وتنظر في مدى صحته.
  5. يبرز الترقيم جانب من جوانب الجهد الذي بذله الباحث في إعداد بحثه.
  6. كما تعكس عملية الترقيم بدأ وانتهاء العناصر في محتوى البحث مثل بداية خطة الدراسة وبداية الإطار النظري.

وفي ختام هذا المقال ننوه إلى ضرورة مراعاة مراجعة الترقيم. لما ينبني على ذلك من أمور تمس جودة البحث. فكثيراً ما يقع الباحثين في خطأ عدم دقة وتسلسل الأرقام. و بالتالي يكون الفهرس لديهم غير منظم وغير معبر عن الأماكن الحقيقية لتواجد العناوين داخل البحث.

 

مقالات متعلقة

إشترك فى القائمة البريدية

أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.