الأخطاء الشائعة عند كتابة خطة البحث

تعرف خطة البحث بأنها المادة التي توضح العناصر الأساسية التي سيسير عليها الباحث في إعداد بحثه والوصول للنتائج، وهي أول عنصر رئيسي من عناصر البحث، وتعتبر المادة الأساسية المكونة لهيكلية الإطار النظري في البحث، وفي هذا المقال نرصد مجموعة من أهم أخطاء خطة البحث التي يقع فيها كثير من الباحثين... .

عدم انتظام وتتابع العناصر: 

لابد من كتابة كافة عناصر خطة البحث بشكل منتظم وبالترتيب من العنصر الأول إلى العنصر الأخير. مع إتمام كامل متطلبات كل عنصر وكيفية كتابته، والترتيب الصحيح لعناصر خطة البحث هو:

1. العنوان الرئيسي/ وهو العبارة التي تعبر عن كامل مضمون البحث وتوضع على صفحة الغلاف. ويتم تصنيف وأرشفة البحث وفقاً لهذا العنوان.
2. المشكلة/ الموضوع الرئيسي الذي يتناوله الباحث، ولابد أن يكتب مع بيان سبب اختياره.
3. التساؤلات/ مجموعة من الأسئلة التي تطرح حول المشكلة. ويقوم الباحث بالإجابة عنها في سياق الإطار النظري.
4. الفرضيات/ تخمينات يشتقها الباحث من المشكلة، وتكون محتملة للنفي أو الإثبات. ويظهر من خلالها تفاعلات عديدة للمتغيرات المختلفة.
5. الأهمية/ هي الفوائد التي من المفترض أن تعود من وراء إعداد البحث.
6. الأهداف/ ما يسعى الباحث للحصول عليه وتحقيقه من خلال ما يقوم به في البحث.
7. مصطلحات الدراسة/ أهم المصطلحات التي تعتمد عليها الدراسة. وفي خطة البحث يقوم الباحث بكتابتها مع تعريفها الاصطلاحي الكامل، وتكون من 3 إلى 10 مصطلحات.
8. الدراسات السابقة/ أهم الدراسات التي ترتبط بالبحث الحالي. ويقوم الباحث بتعيينها والاقتباس منها واجراء المقارنات وغيرها بينها وبين الدراسة الحالية.
9. المناهج البحثية/ هي طرق علمية توصل إليها الباحثون وفقاً لطبيعة المعلومات والمستلزمات البحثية. بحيث تساعد في جمع وكتابة المعلومات.
10. العينة وأدوات الدراسة/ العينة هم الأشخاص الذين يتم دراستهم ويكونون على علاقة قوية مع مشكلة البحث. والأدوات هي الوسائل التي توجه للعينة مثل الاستبيانات.
11. الحدود الزمانية والمكانية/ الأوقات والأزمنة التي تشملها الدراسة، على سبيل المثال شهر حزيران مدارس العاصمة الرياض.

نقصان بعض المعلومات لعناصر خطة البحث: 

الترتيب للعناصر أمر مطلوب، و كذلك كمالية المعلومات في كل عنصر من عناصر الخطة، حيث تعبر العناصر عن دلالات رئيسية يتم تفعيلها بشكل مكثف في الإطار النظري، ومن أخطاء خطة البحث في هذا السياق أن يتم كتابة المشكلة دون وضع شرح وافي ومباشر لها.

و كذلك من الخطأ ألا تكون التساؤلات والفرضيات مرتبطات بأهم الجوانب التي تعكسها المشكلة المتناولة في البحث، ومن الخطأ أن تكتب الأهمية السردية العادية دون اللفتة الخاصة، على سبيل المثال كثير من الباحثين يكتبون أهمية (دعم محتوى المكتبات بمادة علمية قوية)، وهذه الأهمية توصف بالسردية مقارنة بالأهمية الخاصة مثل (تناول مشكلة الاكتئاب المزمن في ظل التشريعات السماوية).

وأيضاً لابد وأن تكون الأهداف منطقية التحقيق. ويجب عدم وضع الأهداف مستحيلة التحقيق أو التي تكون خارج إطار السقف المعقول للمادة البحثية. فكل هدف يكتب في الخطة لابد من تحقيقه في نهاية البحث. وكما يخطئ الباحثون في عدم اكتمال التعريفات الاصطلاحية لمصطلحات الدراسية. فنجدهم يستخدمون أسلوب الاختصار وهذا خطأ. إذ يجب كتابة التعريف الكامل والمفصل.

ومن الأخطاء أيضاً عدم الالتزام بالآلية الصحيحة لكتابة الدراسات السابقة. إذ يجب كتابة عنوان كل دراسة وبيان المناهج المستخدمة فيها وعلاقتها بموضوع الدراسة الحالية، و كذلك من الخطأ عدم تفسير سبب اختيار المناهج البحثية وكيف سيتم استخدامها في مضمون الدراسة الحالية.

وبالنسبة للعينة وأدوات الدراسة فمن الخطأ كتابة العينة بتحديدها فقط دون بيان خصائصها ونوعها وحجمها، و كذلك ينبغي أن يقوم الباحث بتفسير سبب اختيار أدوات الدراسة وكيف سيتم من خلالها جمع المعلومات من أفراد العينة.

أما الحدود الزمانية والمكانية فلابد أن تكون صادقة تماماً ومطابقة لما هو موجود على أرض الواقع. 

أخطاء خطة الدراسة المؤثرة في الإطار النظري: 

بما أن خطة البحث تعتبر الخطوط العريضة للمعلومات التي يتضمنها الإطار النظري، فإنه من الوارد أن تؤثر أخطاء خطة البحث في مضمون الإطار النظري، والنقاط التالية توجز هذا المقصد:

1. أي خطأ في تعيين عناصر خطة البحث سيكون خطأ في الإطار النظري، على سبيل المثال لو تم تعيين المناهج البحثية بشكل خاطئ فإن الباحث سيسير في جمع المعلومات وطرحها وصياغتها داخل الإطار النظري بشكل خاطئ.
2. تعتبر الخطة أداة تسهل على الباحث إتمام الإطار النظري، مثل تعيين الدراسات السابقة، و بالتالي الخطأ في هذا التعيين سينقلب لصعوبة في الطرح داخل الإطار النظري لأنها ستظهر لدى الباحث معلومات غير منطقية وغير مترابطة.
3. الإطار النظري يسعى لإيجاد حلول التساؤلات والفرضيات، و بالتالي تحديد التساؤلات والفرضيات بشكل خاطئ في خطة البحث، يعني أن الباحث سيبذل جهد بلا فائدة داخل الإطار النظري وسيصل لنتائج غير صحيحة أو نتائج غير موصلة لحلول المشكلة.
4. تسهل الخطة فهم البحث من قبل القارئ، على سبيل المثال مصطلحات الدراسة وتعريفها قبل الدخول في الإطار النظري، ولكن إذا تم هذا بشكل خاطئ فإنه سيؤثر على فهم القارئ للإطار النظري.
5. عملية التحليل الإحصائي التي تعتبر من أهم مكونات الإطار النظري نجدها تنبني بشكل أساسي على عنصرين من عناصر الخطة وهما العينة وأدوات الدراسة، و بالتالي أي خطأ فيهما يعني خطأ في مخرجات التحليل الإحصائي.

أخطاء أخرى شائعة في الخطة : 

إلى جانب ما أوردناه في سياق الفقرات السابقة من أخطاء متنوعة في خطة البحث. بقي لدينا مجموعة أخرى نوجزها في النقاط التالية:

1. عدم شمولية العنوان وعدم تعبيره بشكل أساسي عن كامل مضمون الدراسة.
2. اختيار المشكلة بشكل متشعب وعدم ضبط جوانبها باستخدام التساؤلات والفرضيات.
3. عدم إمكانية تطبيق كل ما جاء في الخطة داخل الإطار النظري. على سبيل المثال تم تحديد عينة مستحيلة الدراسة لأسباب أمنية، فبهذا لن يتم دراستها.
4. الخروج عن السياق الأساسي لكل عنصر من ناحية التحرير. على سبيل المثال تكتب الأهداف على شكل نقاط متتالية، لكن من الخطأ أن نجدها مكتوبة على شكل فقرات.
5. تحدثنا عن ترتيب عناصر بشكل صحيح في أول فقرة من هذا المقال، ولكن لابد أيضاً من التأكد من سياسة الجامعة ومعرفة رأي المشرف، فبعض الجامعات يكون لها نظرة خاصة بها بالنسبة لترتيب تلك العناصر كأن يتم تقديم المناهج على الدراسات السابقة والمصطلحات.

خاتمة: 

في الختام نقدم مجموعة من النصائح لتفادي هذه الأخطاء، فننصح أن يتم كتابة عنوان البحث بعد الانتهاء من كافة الدراسة. و كذلك أخذ رأي المشرف لكل خطوة قبل تنفيذها. و كذلك ضرورة معرفة جوانب القوة والضعف في مقترح البحث الذي يقدم قبل الخطة والعمل على أساس التعليقات والتوجيهات على ذلك المقترح من قبل المشرفين، وننصح أيضاً بمراجعة الخطة لغوياً والتأكد من خلوها من الأخطاء الاملائية والنحوية والبلاغية، وننصح باستخدام اللغة المباشرة سهلة الفهم والابتعاد عن اللغة المعقدة أو التي تتطلب شروحات مثل اللغة الأدبية،  كما لابد من النظر في نماذج جاهزة ومعتمدة لخطط البحث.

يمكنك طلب خدمة إعداد الخطة البحثية بالكامل من أكاديمي مؤسسة البيان من هنا.

فيديو توضيحي: 

المراجع/ 

_ أساليب البحث العلمي

_ أصول البحث العلمي

_ دليل الطالب لإعداد الأبحاث