الوصول إلى غاية إكتمال البحث العلمي يتطلب المرور بالعديد من المراحل مثله مثل تشييد قصر فخم يبدأ من القواعد ويمر بالأعمدة والأسقف ليصل للديكور والتشطيب النهائي، ومن هنا يتضح ضرورة وضع إجابة متكاملة على سؤال كيف تكتب بحثك العلمي؟، ليتمكن الطالب العزيز من تحقيق أقصى درجات الاحترافية في مخرجات بحثه.
ونمضي في هذا المقال في الطريق المتصل من بدايته إلى نهايته لكتابة البحث بكافة حيثياته، حيث نعرض تسلسل تتابعي لأهم المراحل لإعداد البحث.
سواء قلنا مقترح البحث أو بروبوزال البحث فكلها ذات معنى واحد، وهذه المرحلة تكمن أهميتها في أنها تحدد ما إذا سيقبل المشرف الأكاديمي على البحث الموضوع المقترح بحيثياته أم لا.
وفي تعريف اصطلاحي لمقترح البحث فإن هذا المقترح عبارة عن مضمون ذو عناصر محددة يتم فيه عرض الفكرة العامة للبحث التي سيتم إعدادها.
والعناصر التي تندرج في مقترح البحث هي:
أنظر حولك إلى المشاريع الضخمة ولتكن مشاريع قرى سياحية أو عمارات ضخمة، هل تعتقد أنها تمت بلا تخطيط ؟!، بالطبع لا.
إذاً نحن نتحدث عن عملية التخطيط بمثابة الركيزة الأساسية التي ينبني عليها كامل مشروع العمل بكافة حيثياته.
وصنف المختصون خطة البحث بأنها العنصر الأول الأساسي من عناصر البحث، ويأتي تعريفها الاصطلاحي بأنها مضمون يوضح الاجراءات التي سيسير عليها الباحث لتضمين كامل المعلومات في البحث، وهي بمثابة الخطوط الأساسية التي توضح طريقة جمع وتضمين المعلومات.
وتحتوي الخطة على عدة عناصر مكونة لها، لابد من كتابتها بشكل مرتب كما يلي:
أولاً: الموضوع: يحدد الباحث الموضوع الذي سيكتب عنه، ومن ثم يضع شرحاً مبسطاً لا يزيد عن 150 كلمة، يوضح في هذا الشرح ماهية الموضوع ولماذا تم اختياره، و كذلك يسمى موضوع البحث بمشكلة البحث.
ثانياً: الفرضيات: تخمينات يتم كتابتها حول الموضوع ليتم فيما بعد إثباتها أو نفيها، وهي تمثل أهم الجوانب الرئيسية المتعلقة بموضوع البحث.
ثالثاً: الأهمية: الفوائد التي تنبثق عن البحث بشكل عام ومساس هذه الفوائد على الجوانب المتعددة من المعرفة والمجتمع والباحث والقارئ وغيرها.
رابعاً: الأهداف: وهي ما يسعى الباحث لتحقيقه من وراء البحث، وتكتب على شكل نقاط، تكون كل نقطة منها متحدثة عن هدف واحد فقط.
خامساً: الدراسات السابقة: يحدد الباحث أهم الدراسات السابقة التي اعتمد عليها في أخذ المعلومات، ويكتب كل دراسة مع تعريف بأهم محتوياتها.
سادساً: مصطلحات الدراسة: وهي أهم المصطلحات الرئيسية التي تتعلق بموضوع البحث، ويتم كتابة كل مصطلح مع تعريفه الاصطلاحي الكامل والموثق.
سابعاً: المناهج العلمية: حدد المختصون العديد من المناهج أهمها ( المنهج التحليلي، والمنهج الوصفي. المنهج التفسيري، المنهج التجريبي، المنهج التاريخي). ولكل منها منهجية محددة في الاستخدام، يتم كتابة كل منهج مع سبب اختياره وكيف سيتم توظيفه داخل البحث.
ثامناً: العينة وأدوات الدراسة: وهم أفراد المجتمع الذي سيتم دراسته مع الأدوات مثل الاستبيان وغيره.
بهذا يكون الباحث قد نفذ أول مرحلة تنفيذيه بالفعل من مراحل إعداد البحث.
المكان الأدق الذي توضع فيه المقدمة هو بين الخطة والإطار النظري. ويتم تعريفها بأنها محتوى يمهد القارئ للدخول في صلب البحث، وذلك وفقاً لآلية محددة من أهم ما فيها:
وضمن الاجابة على كيف تكتب بحثك العلمي؟ تأتي خطوة كتابة المقدمة كمرحلة مؤهلة للانتقال للإطار النظري ( صلب البحث).
لا يمكن إتقان كتابة الإطار النظري إلا بالتمعن المستفيض في خطة البحث وعناصرها. حيث ينبني الإطار النظري على الخطة ويقوم بتنفيذها. ويسمى الإطار النظري ب(صلب البحث) كونه يمثل الحقل الواسع الذي يجمع الطرح المعلوماتي المكثف. ومن الخطوات الرئيسية لكتابة الإطار النظري ما يلي:
تعرف النتائج بأنها الحصيلة التي توصل إليها الباحث من خلال ما طرحه من معلومات ونفذه من عمليات. وتعتبر إجابات للأسئلة المطروحة.
و كذلك تتوافق الحلول مع مفهوم النتائج، إلا أن الحلول تكون خاصة ومركزة على المشكلة التي تم تناولها وتعتبر أمور منطقية يمكن من خلالها التخلص من المشكلة على أرض الواقع أو الحد من آثارها.
وتشمل قائمة النتائج على عدة أمور أهمها:
صحيح أنها ليست عنصر رئيسي من عناصر البحث، ولكن يظل لها أهمية مؤكدة، حيث تأتي بمثابة القفلة التي تضع اللمسات الأخيرة على البحث.
ويتم كتابة الخاتمة في البحث العلمي بناءاً على هذه المعايير:
وتعتبر الخاتمة هي آخر العناصر الضمنية التي تشملها الإجابة على كيف تكتب بحثك العلمي؟ ويتبقى عندنا عمليات لاحقة نوردها في الفقرات القادمة.
المقترح، ومن ثم الخطة، وبعدها المقدمة والإطار النظري والنتائج والخاتمة، يظل هناك العديد من العناصر الأخرى التي تكتب بعد انتهاء كافة العناصر السابقة، وهذه العناصر هي:
أولاً: صفحة الغلاف: تكتب بوضع شعار الجامعة في أعلى منتصف أو يمين أو يسار الصفحة، والأفضل أو يوضع أعلى يسار الصفحة، وبعدها يكتب عنوان البحث تارة بالعربية ومرة أخرى تحته مباشرة بالإنجليزية، ومن ثم اسمك وبعدها أسماء المشرفين وأخيراً سنة الصدور الميلادية والهجرية.
ثانياً: فهرس المحتويات: يتكون من العناوين الرئيسية والفرعية التي تمثلها الفصول داخل الإطار النظري. و كذلك يتم كتابة كل عنوان مع رقم الصفحة التي يتواجد فيها.
ثالثاً: الملخص: وهو مضمون يقوم بإيجاز كافة ما تم إيراده في مضمون البحث من البداية إلى النهاية، ولكن يقتصر على التركيز على النقاط الهامة والرئيسية فقط، ولا يتجاوز عدد كلماته ال1000 كلمة فقط.
رابعاً: مرايا الفصول: وهي صفحة توضع قبل بدء كل فصل ويكتب فيها العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية المندرجة تحته.
وتبقى عندنا عملية أخيرة وهامة وهي عملية تنسيق البحث لتكون الاجابة على كيف تكتب بحثك العلمي؟ قد اكتملت.
وهي عملية تنظيم وترتيب وتهذيب الشكل العام للبحث وفقاً لقواعد خاصة بالمحددات المكونة للبحث، وفي الطرح التالي نضع أهم ما يتم في عملية التنسيق:
أولاً: الخطوط: وهي أكثر العناصر الموجه عليها التنفيذ في عملية التنسيق، إذ لابد من اختيار نوع الخط، على سبيل المثال (Simplified Arabic، أو Arial) وغيرها، و كذلك اختيار أحجام الخطوط وفقاً لطبيعة المضمون، فالعناوين الرئيسية تكتب بحجم خط 16 والفرعية تكتب بحجم 14 ومضمون صلب البحث يكتب ب14 أو 12.
ثانياً: الهوامش: المقصود بالهوامش هي الفراغات الموجودة على الجهات الأربعة لصفحات البحث. وأما الهوامش العليا فتنسيقها يكون بشكل تلقائي على برنامج الوورد. و كذلك الهوامش السفلية تنسق بحيث تتسع لكتابة التوثيقات الداخلية وتكون المعلومات فيها واضحة. وبالنسبة للهوامش الجانبية فتبدأ باللغة العربية بترك مسافة 2.5 ملم من اليمين و3.5 ملم من اليسار. والعكس صحيح بالنسبة للغة الإنجليزية.
ثالثاً: الجداول والأشكال: يلزمها ضبط الحجم وتنظيم النصوص المكتوبة داخلها.
رابعاً: علامات الترقيم: لابد من وضعها في مكانها الصحيح حسب سياق الكلام. ولها عدة قواعد مثل أن تلتصق الفاصلة بالكلمة التي قبلها ومن ثم ترك مقدار مسافة واحدة وكتابة الكلمة التي تليها. و كذلك تلتصق أداة الاستفهام والتعجب في الكلمة التي قبلها.
تفضل بزيارة مدونتنا لقراءة المزيد.
أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.