كتابة ملخص البحث
كل محتوى البحث بعناصره يتم اختصاره في عملية كتابة ملخص البحث، وهذا الملخص يتطلب آلية علمية في كتابته.
فمن الخطأ الاعتقاد أن كتابة ملخص البحث تعتمد على الاختصار فقط، بل الاختصار نفسه ينضبط بالعديد من المعايير، ولا تستغرب إذا وجدت الملخص ذو عدد كلمات يقارب عدد كلمات بعض الفصول في الإطار النظري.
( لخص الطالب الكتاب ). هذه الجملة تفيد بأن الطالب قام باختصار كل ما احتواه الكتاب في عدد من الكلمات عبر عن كامل المحتوى.
وهذا المقصد ينطبق تماماً على كتابة ملخص البحث. والتي يمكن تضمينها في التعريف الاصطلاحي التالي:
هو مضمون يجمع أهم ما جاء في مضمون البحث من معلومات وعمليات. ويقوم بصياغتها باتباع أسلوب الاختصار والتركيز على مجموعة عناصر تأتي ضمن منهجية كتابة ملخص البحث.
وهو أيضاً ومضة مختصرة عن محتويات البحث. يتم إعداده بهدف إيصال المعاني المطلوبة للقارئ بشكل مباشر وسريع. بالاعتماد على الصياغة المختصرة والتوجيه المباشر للمعلومات المكثفة.
قولاً واحداً، فإن كتابة ملخص البحث هي آخر عملية تتم في إعداد البحث، ولابد أن يكون البحث جاهز بشكل كامل قبل البدء بالملخص، وذلك لأن الملخص يرتبط بكامل عناصر البحث الجاهزة ويقوم باختصارها.
فمما يلزم قبل البدء بالملخص هو إتمام العناصر الأساسية لاسيما خطة البحث والإطار النظري، بكامل محدداتهما والعمليات المندمجة فيهما.
و كذلك لابد أن تكون قائمة النتائج قد اكتملت عن آخرها وتم تدقيقها واعتمادها النهائي، حيث يكون الملخص وسيلة للعرض المباشر لهذه النتائج مع بيان أهم المعلومات التي أوصلت الباحث لما وصل إليه من نتائج.
ومن الأفضل أيضاً أن يتم التعريج على أهم المصادر والمراجع التي تم الاقتباس منها لتدعيم محتوى البحث.
ويلخص الباحث المحددات الأساسية التي تنبني عليها كل الفرضيات والمتغيرات التي تم طرحها في الخطة والإطار النظري.
كما يلزم الباحث معرفة السياسة التحريرية للمؤسسة المشرفة على البحث، حيث أنه المؤسسات تضع شروط خاصة بها للملخص مثل عدد الكلمات وطبيعة الصياغة وغير ذلك.
لتصل إلى ملخص بحث مكتمل الأركان، لابد من اتباع خطوات منهجية. وتمثل هذه الخطوات أهم العناصر التي تندرج في الملخص. وكيفية التعامل مع كل عنصر منها وهذا ما سيتضح في النقاط التالية:
10.لا بأس في أن يختم الباحث ملخص البحث بوضع توقعات لمسار البحث في المستقبل، والتأكيد على أهميته وارتباطه بحل مشكلة قائمة.
كل الخطوات السابقة أوردت كيفية كتابة ملخص البحث من ناحية مضمونه، ولو دققنا في تلك الخطوات لوجدناها تعكس مجموعة من المعلومات التي تتمحور حولها، ومن أهم هذه المعلومات ما يلي:
دائماً تكون المضامين المختصرة بشكل جيد ذات وقع كبير في فائدتها وتأثيرها. وهذا ما نقتبسه من أهمية كتابة ملخص البحث، حيث تعكس هذه الأهمية الأمور التالية:
يوجد أربعة أنواع أساسية للمخلصات يمكن اختيار أحدها في كتابة ملخص البحث، وذلك وفقاً لمعطيات البحث الذي ستقوم بتلخيصه، وهذه الأنواع نفصلها كما يلي:
تقوم فكرة هذا النوع على التعليق من قبل الباحث على المعلومات التي تم عرضها في البحث، فإلى جانب اختصار المعلومات الأساسية يتم التعليق عليها وإثبات صحتها.
و كذلك يتبع الأسلوب النقدي بمقارنة معلومات البحث الحالي بأبحاث أخرى ليصل إلى صياغة تفاعلية نقدية تبرز مواطن القوة، ويمكن أن يصل عدد كلمات هذا النوع إلى 1000 كلمة، نظراً لأنه يتطلب بعض الصياغة الزائدة التي تستلزمها عملية التعليق والتفسير.
الوصف هو بيان الشيء على ما هو في الواقع، وهذا ما يعتمده هذا النوع من أنواع الملخصات، حيث يقوم بوصف المعلومات والعمليات التي تمت في البحث، دون أي تفسير أو تعليق عليها.
ويركز هذا النوع على وصف موضوع الدراسة وجوانبه وكيف تم تناوله في إطار الدراسة.
و كذلك يعتبر من أقل أنواع الملخصات عدداً للكلمات حيث تقدر كلماته ب500 كلمة كحد أقصى.
الإخبار يتطلب القليل من الغوص في خلفيات الأحداث، ويمكن اعتبار هذا النوع استكمالاً للنوع الوصفي، فالباحث يقدم الوصف مع تفسير بسيط للمعلومات التي يقوم بوصفها، فيتطرق إلى الأسباب والأثار والطرق والأهداف، و كذلك يعرض الاستنتاجات وكيفية الوصول إليها، وتعتبر عدد كلماته أكثر بقليل من النوع الوصفي حيث تقدر ب600 كلمة.
لا يتم استخدامه كثيراً من قبل الباحثين، وهذا لأنه لا يعتمد الهدف المعلوماتي بشكل أساسي بل يكون هدفه جذب القارئ لاستكمال قراءة البحث.
ولهذا نجد هذا النوع غير منضبط في العرض المعلوماتي المكثف للعناصر الأساسية، بل يستخدم الطرح التشويقي، على سبيل المثال يكتب الباحث ( وهذه الفرضية جعلتنا ندور في أفلاك كثيرة للوصول إلى نتيجة إثباتها والتي نعتقد أنك لو قرأت تفصيلها لأخذت المعلومات تتوارد إلى ذهنك تباعاً بلا توقف).
فنرى أن يستخدم الأساليب الأدبية والتأثير بالكلمات المنمقة ليجذب القارئ، وهذا النوع ترفضه الكثير من الجامعات.
خيارين لا ثالث لهما، هذه هي احتمالات الأماكن التي يمكن أن يوضع فيها الملخص داخل البحث. والتي نوضحها في النقاط التالية:
أولاً: يوضع الملخص في بداية البحث قبل الخطة، أو بين الخطة والمقدمة الرئيسية للإطار النظري، وهذا المكان يفيد في أن القارئ أول ما يبدأ فبقراءة الملخص، ولكن لا نشجع عليه كون القارئ سيفقد التدرج في المعلومات والتي نرى أن يبدأ أولاً بالتعرف على الخطة وما فيها من اجراءات الدراسة قبل أي شيء آخر.
ثانياً: في نهاية البحث بعد قائمة النتائج والتوصيات مباشرة، وهذه الطريق الأكثر انتشاراً وفاعلية، حيث يكون الملخص عبارة عن إلمام كامل بالمعلومات بعد الأطروحات الكثيرة التي تمت خلال الدراسة، و كذلك بعض القراء لا يرغبون في قراءة الملخص مباشرة بل يتوجهون لإلقاء نظرة على البحث وبعدها قراءة الملخص، ولهذا يكون مكانه في آخر البحث مناسب لهم.
من أهم ضوابط الملخص أن يكتب بأسلوب صياغي مميز، وهذا الأسلوب يلزمه المنهجية علمية نوجزها فيما يلي:
وفي ختام هذا المقال نؤكد أن كتابة ملخص البحث تتطلب مهارة عرض ( زبدة القول ) بشكل مباشر، فالقارئ اليوم يريد أن يعرف ما سيقرأه قبل أن يبدأ في الصفحة الأولى من البحث، ولهذا يجب اتقان الملخص لتجذب الباحث لاستكمال القراءة.
ويمكنك طلب خدمة كتابة ملخص البحث من طاقمنا المختص من هنا.
أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.