اجلس الآن أنا كاتب المقال وأمامي ما يقارب العشرة رسائل لماجستير اللغة العربية، وبالتمعن في الخطة الأكاديمية ومخرجات ماجستير اللغة العربية في أغلب الجامعات نجد أن لهذا الاختصاص صبغة خاصة ومميزات تجعله محط اهتمام النقاد والمختصين، وبنظرة متمعنة توصلنا لماهية عامة حول هذا الاختصاص نوجزها في سياق الفقرات القادمة... .
السؤال الأهم في هذه الفقرة هو هل ينبغي أن تكون شهادة البكالوريوس في اللغة العربية أيضاً؟، والجواب من خلال التفحص للعديد من رسائل الماستر والكشف عن هوية أصحابها توصلنا إلى عدم الاشتراط في أن تكون دراسة البكالوريوس في تخصص اللغة العربية لمن يرغب في تقديم رسالة ماجستير في اللغة العربية، ولكن الرابط الأهم هو علاقة تخصص البكالوريوس بماجستير اللغة العربية حيث لاحظنا وجود ترابط بين التخصصات وهذا ما تنتهجه الجامعات لمن أراد الالتحاق بتخصص الماستر في اللغة العربية، على سبيل المثال نجد كثير من رسائل الماستر في اللغة العربية لأشخاص يحملون شهادة بكالوريوس في الصحافة، فالصحافة مبنية في الأساس على اللغة.
ولكن لاشك أن رسائل الماجستير القوية يكون لها الحظ لدى الأشخاص الذين قدموا البكالوريوس في اللغة العربية، وذلك لأن مرحلة البكالوريوس عمدت على تأسيس الطالب في اللغة وتدريجه في مراتب الاتقان ليشمل كافة أقسام اللغة.
لا تختلف متطلبات الحصول على ماجستير في اللغة العربية عن المتطلبات العامة لأي اختصاص، فنجد الجامعة تطلب الأوراق الشخصية وشهادة البكالوريوس وحسن السير والسلوك واللياقة الصحية وغيرها من الأوراق العادية، ولكن اللافت أن أغلب الجامعات تطلب شهادة اتقان اللغة الانجليزية التوفل أو الايلتس أو الستيب، والسؤال المثال هنا (لماذا؟)، بالفعل نتحدث عن اللغة العربية فما دخل اللغة الإنجليزية كمتطلب للحصول على الماجستير؟!!.
تحليلنا أن شهادة اتقان اللغة الانجليزية تأتي من منطلق أنها اللغة الأكثر انتشاراً في العالم وأن الحامل للماجستير لابد أن يكون على قدر من الثقافة والقدرة على التعايش في المجتمع العالمي ولهذا يلزمه تلك الشهادة، كما أن المؤتمرات العلمية الانجليزية لابد ينبغي على المشارك فيها اتقان اللغة الانجليزية ويقاس على ذلك عدة أمور أخرى على هذا النحو.
ومن زاوية أخرى فالحاصل على ماجستير اللغة العربية يكون ومتقن لكافة لجوانب اللغة العربية. ولهذا تكون فرصته أوسع في التمكن من الترجمة للعربية. ولهذا علمه بالإنجليزية يعني القدرة على النقل من الانجليزية إلى العربية، ولكن ما نراه حقاً أن على الجامعات التخفيف في هذا المتطلب فالأصل أن اللغة العربية كيان منفرد يحتاج إلى تركيز للفهم والاتقان.
من المميزات الهامة التي استخلصناها من رسائل الماستر في اللغة العربية هي اعتمادها على مبدأ اختصاص الاختصاص.
حيث يعرف مبدأ اختصاص الاختصاص بأنه حصر التوجه العلمي في دائرة ضيقة في المجال العام الذي يتناوله الباحث، على سبيل المثال في تخصص الاعلام يكون مجال الاعلام هو المجال العام وبداخله اختصاصات عديدة مثل الاعلام التربوي والاعلام الرياضي والاعلام الدعوي والتعليق الصوتي والتصوير التلفزيوني وغيره، وفي ماجستير اللغة العربية تكون أهم الاختصاصات ما يلي:
في هذه الفقرة نجمل مجموعة من الملاحظات والارشادات التي بدى لنا وجود جوانب نقص فيها وعلى جمهور الباحثين الانتباه لها في الدراسات القادمة:
تحتوي الخطة الأكاديمية لماجستير اللغة العربية على مساقات ينبغي دراستها وتقديم اختبارات كاملة لكل مساق، وأيضاً يوجد من بين المساقات مساقات خاصة بالبحث فقط، سواء كانت مساقات تتطلب إعداد بحوث أو مساقات تعرف الباحث بالكيفية الصحيحة لإعداد البحوث، وتختلف عدد ساعات الخطة الأكاديمية من جامعة لجامعة أخرى ولكن بشكل عام تكون من 70 إلى 100 ساعة باستثناء إعداد الرسالة، ولهذا قد تستغرق مدة لا تقل عن سنتين، وأما عن الرسالة فهي إما أن تكون بحثية للكشف عن مشكلة ما وعلاجها أو أن تكون إقرار تتناول موضوع بشكل معمق يخص اللغة العربية.
لا تستعجب إذا قلنا لك أننا لاحظنا وجود أخطاء لغوية فظيعة في رسائل ماستر خاصة باللغة العربية، ولهذا ننصحك بشدة أن تدقق الرسالة لغوياً وبعناية قبل تسليمها.
لطلب الخدمات الأكاديمية المتنوعة يمكنك التواصل مع فريق مؤسسة البيان المختص من هنا.
فيديو توضيحي:
أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.