img

تصميم بطاقة الملاحظة

img

التحليل الإحصائي

تصميم بطاقة الملاحظة

تنتمي بطاقة الملاحظة إلى أدوات الدراسة الرئيسية وطريقة تصميم بطاقة الملاحظة لا تتطلب خطوات وعناصر مركزة مثل تلك الخطوات الموجودة في الاستبيان، وهذا يعود لأن الملاحظة نفسها ليست مشتملة على عناصر في الأساس، بل تكون لها طريقة في الضبط فقط، ولعل تصميم بطاقة الملاحظة لا يزال مبهماً حتى الآن، ولكن في قراءتك لباقي الفقرات ستجد طرحاً مكثفاً حولها وتفهمها بشكل متكامل.

ماذا نعني بتصميم بطاقة الملاحظة؟

الملاحظة هي أداة من أدوات الدراسة. وإذا قال شخص لشخص آخر ( لاحظ ذلك الطائر كيف يطير ). فإنه بذلك يقصد كلمة شاهد بتركيز كيف يطير ذلك الطائر. وهذا المقصد هو المطلوب بالضبط ليطلق على الملاحظة كأداة دراسة، أما تصميم بطاقة الملاحظة فهي عملية متكاملة يقصد بها الإعداد المباشر لتسجيل كافة المشاهدات التي يشاهدها الباحث في الظاهرة أو العينة المدروسة وذلك وفقاً لمنهجية علمية صحيحة، وأهم ما تشمله هذه العملية هو تجهيز المحددات الأساسية للمعلومات التي يتوقع الباحث أنها ستلزمه أثناء المشاهدة، على سبيل المثال كتابة ( العمر، الحالة الاجتماعية، وبعض التوقعات التي يسعى الباحث لاثبات مشاهدتها).

ولا نريدك أن تذهب بذهنك بعيداً لمجرد أن قرأت كلمة ( تصميم )، فالتصميم هنا لا يقصد به دمج العناصر كما في التصميم الجرافيكي وغيره، بل يقصد به الإعداد المنظم، وفي تعريف طريقة إعداد بطاقة الملاحظة نركز كثيراً على كلمة ( مشاهدة ). حيث أن المشاهدة هي المحرك الأساسي لهذه العملية.

ما يجب فعله قبل تنفيذ الملاحظة:

لا يعقل أن يذهب الباحث جزافاً ليشاهد ويسجل المشاهدات دون وجود العديد من الأمور التي ينبغي أن يحضرها بشكل مسبق، وأهم هذه الأمور ما يلي:

  1. يشهد أن يحدد الباحث طبيعة الشيء الذي سيشاهده، هل هو عينة أم ظاهرة. و كذلك لابد من التحديد الدقيق مثل عدد أفراد العينة وخصائصهم.
  2. تنفيذ الملاحظة الاحترافية يتطلب تحديد الوقت والمكان المناسبين. على سبيل المثال في ملاحظة ظاهرة التغير المناخي وأثره على التربة لابد من تحديد الملاحظة في فترة نمو المزروعات في مناطق متعرضة للتغير المناخي بشكل ملحوظ.
  3. التنسيق وأخذ الموعد المسبق أمر مهم جداً يغفل عنه الكثير من الباحثين. وهذا التنسيق يكون بإخبار الجهات المعنية بأنك باحث وستجري ملاحظة في الوقت والمكان بالتحديد. وذلك لتقي نفسك كباحث من الكثير من المشكلات، على سبيل المثال أردت تسجيل ملاحظات حول تفاعل عينة من طلاب الجامعة مع تكنولوجيا الاتصال عن بعد. فلا يعقل أن تتلصص وتسترق النظر مما يدفع أمن الجامعة لمسائلتك بل يجب التنسيق المسبق.
  4. حضر بعض الأدوات، على سبيل المثال بعض الملاحظات تتطلب آلات تسجيل مثل كاميرا الفيديو.
  5. وسائل الاتصال مهمة إذا كانت العينة متنقلة، لأنك ستحتاج التنقل مع العينة لتكمل المشاهدات.
  6. حدد المعلومات التي تريد الوصول إليها بالضبط، وادفع عن نفسك التشتت أثناء تنفيذ الملاحظة.
  7. بعض الملاحظات تتطلب اجراءات سلامة، على سبيل المثال ملاحظة تطور مرض معدي في إحدى المجتمعات.

خطوات تصميم بطاقة الملاحظة:

طريقة إعداد الملاحظة تمر بالعديد من المراحل المتتابعة، ومنها مرحلة التصميم. ولكل مرحلة متطلباتها التي تتم في إطارها، والطرح التالي موضح لهذه الخطوات:

أولاً: تحديد المطلوب: ويقصد بها الأهداف التي يريد الباحث تحقيقها من وراء الملاحظة. ولابد أن تتضمن الأهداف على نتيجة رئيسية يسعى الباحث للوصول إليها. على سبيل المثال يلاحظ الباحث سلوك الأطفال أمام بعض الرسوم الكرتونية. فلابد هنا من نتيجة أساسية وهي أثر الرسوم الكرتونية على أولئك الأطفال.

ثانياً: اختيار العينة: يختار الباحث شاملة على الحجم والخصائص والصفات بكامل تفاصيلها. ولابد في العينة أن تكون مشتقة من موضوع الدراسة ومتطلباته. ويجب التحديد للعينة بدقة شاملة على إيضاح تفاصيل تفاصيلها.

ثالثاً: خطوة التصميم: وهي كتابة المحددات الرئيسية التي يتوقعها الباحث من جراء المشاهدة. على سبيل المثال كان الباحث يلاحظ سلوك أفراد عينة في مجتمع متعدد الأديان. فلابد في التصميم من كتابة ( الديانة، العمر، السلوك). وهكذا حتى يتسنى للباحث التطبيق الفعلي للملاحظة وتسجيل مشاهداته.

رابعاً: تجهيز الاجراءات: وهي إعداد كافة المتطلبات الفكرية والمالية، على سبيل المثال تجهيز التنسيق مع الجهات المعنية و كذلك توفير وسيلة المواصلات وأدوات التسجيل إذا لزم الأمر، وأهم ما تشمله هذه المرحلة هو تحديد الوقت والمكان بالضبط.

خامساً: التنفيذ: وهي مرحلة التطبيق الفعلي للملاحظة، حيث يتجهز الباحث ويبدأ بمشاهدة أفراد العينة أو الظاهرة وتسجيل كل ما يشاهده أمامه فيما يخص موضوع البحث، ولابد من التركيز في تسجيل المشاهدات للوصول إلى أكبر قدر من المعلومات الصحيحة والهامة.

تصنيفات عديدة لبطاقة الملاحظة:

تندرج العديد من الأنواع الخاصة بالملاحظة في تصنيفات محددة، وكل تصنيف منها يكون له دلالة خاصة على عملية تصميم بطاقة الملاحظة، وفيما يلي نورد هذه التصنيفات وما يندرج تحتها من أنواع بالتفصيل:

أولاً: تصنيف وفق الإعداد المسبق: ويقصد به أداء الإعداد المسبق للملاحظة هل هو موجود أم لا، ولها نوعين هما:

  1. الملاحظة البسيطة: وهي المشاهدات العادية والطبيعية التي لا تتطلب أي تجهيزات مسبقة من قبل الباحث، على سبيل المثال مشاهدة ظاهرة طبيعية، أو دراسة سلوك بشكل مباشر.
  2. والملاحظة المجهزة: وهي التي تتطلب بعض التجهيزات المسبقة من الباحث، على سبيل المثال تجهيز أدوات تسجيل مثل الكاميرات أو المسجلات الصوتية، و كذلك يدخل فيها تهيئة الباحث لبعض الظروف كأن يضع مجموعة من الطلاب في غرفة الحاسوب أمام تقنيات جديدة.

ثانياً: التصنيف وفق للاندماج: يتعلق بالباحث نفسه وانخراطه مع المجتمع المشتق منه عينة الدراسة، وأنواعه هي:

  1. الملاحظة بالاندماج: وهي التي يكون الباحث منخرط فيها مع عينة الدراسة، وسواء كان ذلك بالانخراط التلقائي بأن يكون هو في الأساس ضمن العينة، أو من خلال الانخراط المؤقت أو الاندساس بين أفراد العينة، على سبيل المثال أن يكون الباحث طبيباً يجري دراسة على مجموعة من المرضى، أو أن يدخل الباحث وسط المسافرين لدراسة سلوكهم تحت تأثيرات معينة، ولابد في هذا النوع أن يتوخى الباحث الحذر ومن الأفضل أن يعرف بنفسه كباحث لدى الجهات المختصة.
  2. تنفيذ الملاحظة بغير اندماج: وفيها يقف الباحث بعيداً ويسجل الملاحظات التي يشاهدها، وهذه الطريقة تتطلب تصميم بطاقة الملاحظة بشكل أكبر من السابقة لها، وذلك كون الباحث تكون لديه توقعات أكبر ويصعب عليه إثباتها أو نفيها في بداية الأمر.

ثالثاً: التصنيف حسب طريقة الاتصال بالعينة:

الاتصال بالعينة أمر يتطلب احتمالين إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، وهذين الاحتمالين هما النوعين المندرجين تحت التصنيف حسب طريقة الاتصال بالعينة كما يلي:

  1. الاتصال المباشر: وهي المشاهدة المباشرة من الباحث إلى أفراد العينة سواء كانت عن قرب أم عن بعد.
  2. والاتصال غير المباشر: معقدة بعض الشيء، حيث تتطلب وجود وسيط لتحقيق الاتصال بين الباحث وأفراد العينة، على سبيل المثال إطلاع الباحث على التقارير اليومية للعمال في أحد المصانع، وينصح بعدم اتباع هذه الطريقة إلا في حالة الاستزادة من المعلومات فقط.

لفتات على طريق الاحترافية في استخدام الملاحظة:

الملاحظة كأداة من أدوات الدراسة تساعد في جمع المعلومات من أفراد العينة أو الظاهرة المدروسة. ولكن هناك لفتات تجعل هذه العملية أكثر احترافية وهذه اللفتات هي:

  1. كلما كان تحديد العينة بشكل صحيح ودقيق. كلما كانت المعلومات المجمعة بواسطة الملاحظة دقيقة وصحيحة.
  2. اختيار الوقت والمكان المناسبين أمر احترافي في تصميم بطاقة الملاحظة، على سبيل المثال لا يعقل أن يلاحظ الباحث عينة من الطلاب أثناء خروجهم من الدراسة وكان موضوع البحث يتحدث عن مناهج التدريس داخل الفصل.
  3. لا ينبغي عليك كباحث أن تسجل كل المشاهدات التي تراها. وفقط سجل تلك المشاهدات التي تخدم موضوع بحثك وتساعدك في الوصول للمعلومات المطلوبة.
  4. اعرف ما تريد مشاهدته قبل أن تشاهد أي شيء.
  5. دائماً اجعل معك بديل الطوارئ، على سبيل المثال كانت الدراسة من النوع ( الملاحظة المجهزة ) التي عرفناها سابقاً، وهذا النوع يتطلب بعض التجهيزات مثل آلات التصوير. ولهذا اصطحب معك آلة تصوير احتياطية غير الآلة الرئيسية.
  6. معرفة مفاتيح الدخول إلى أفراد العينة ليتسنى لك دراستهم، على سبيل المثال اصطحب معك بعض الوورد ووزعها على كبار السن في مؤسسة خاصة برعايتهم لتتمكن من كسب ودهم والجلوس معهم وتسجيل ملاحظاتك حول ما تشاهده.
  7. تدوين كل ملاحظة مرفقة بالساعة والدقيقة. والتاريخ الذي تمت فيه فهذا أمر ضروري قد يلزمك لاحقاً كمادة توثيقية.

مميزات استخدام بطاقة الملاحظة:

  1. تصميم بطاقة الملاحظة يجعل دراسة العينة أكثر تركيزاً.
  2. الملاحظة نفسه تسجل معلومات مشاهدة حقيقية وصادقة.
  3. يتم التعمق في دراسة الظواهر والعينات بشكل أكبر في الملاحظة. وذلك لأن الباحث قد يكون جزء منخرط في الظواهر والعينات.
  4. حل مناسب للعديد من الدراسات التي يستحيل فيها استخدام الاستبيانات والمقابلات. على سبيل المثال ملاحظة ظاهرة سلوكية لأشخاص عدائيين وخطرين.
  5. تعتبر وسيلة مناسبة لجمع معلومات كثيرة يمكن الانتقاء منها. ومعارضتها بعضها ببعض لكشف ما هو الأنسب ليتم الحاقه في البحث.
  6. كل بطاقة ملاحظة يمكن اعتبارها مادة توثيقية مسجلة. يسمح بالرجوع إليها في أي وقت لاحق للاستفادة منها.

بعض المآخذ على بطاقة الملاحظة:

  1. يتطلب تحديد دقيق جداً جداً للعينة، حيث أن المشاهدات تكون مقتصرة على شيء ضيق لا يمكن الخروج إطلاقاً، على سبيل المثال ملاحظة سلوك طلاب من الصف الثالث الابتدائي أثناء تأديتهم تمارين الصباح، فهنا دخول أي دخيل مثل طالب من الصف السادس يعطي خلل في نتائج الملاحظة.
  2. تتطلب وقت طويل وجهد كبير من الباحث، وذلك لأن الوصول إلى الحقيقية يتطلب المشاهدات الطويلة ولربما المشاهدات المتكررة أيضاً.
  3. بعض الملاحظات تحتاج إلى تكاليف مالية ليست بسيطة. على سبيل المثال قد يضطر الباحث لاستئجار معدات تسجيل صوتي ليتمكن من تسجيل الملاحظات.
  4. تتطلب تعريف بالباحث من الجهات المختصة، وهذا يستغرق وقت أولاً ثم أنه قد يقيد نشاط الباحث كأن تشترط تلك الجهة ارسال مرافق مع الباحث من جهتها.
  5. بعض الحالات يتم رفض إعطاء موافقة الملاحظة للباحث، وهذا نجده كثيراً لاسيما في الدراسات التي تتطلب إذن حكومي.
  6. تحتمل التعرض للطوارئ مما يجعل المشاهدات غير مكتملة. على سبيل المثال زيارة مفاجئة للمفتش التربوي أثناء تنفيذ الملاحظة على مجموعة طلاب.
  7. بعض التوقعات الأساسية قد لا تحدث. ونقصد هنا بالتوقعات الأساسية تلك التوقعات التي يبني عليها الباحث العديد من التصورات الأخرى. على سبيل المثال توقع الرئيسي أن يجد تفاعل مع أنشطة التعليم باللعب لدى طلاب الصف الأول الابتدائي ولكن تفاجئ بعدم وجود هذا التفاعل.
  8. إذا تسرب خبر أن هناك باحث يجري ملاحظات ويسجلها. فقد تتصرف عينة البحث بشكل غير عادتها لتعطي انطباعاً حسناً عند ذلك الباحث. وهذا يعني الحصول على معلومات غير دقيقة.

لتصميم بطاقة الملاحظة وفقاً لمتطلبات بحضك نقدم لك هذه الخدمة.

 

 

مقالات متعلقة

إشترك فى القائمة البريدية

أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.