تعرف مناهج البحث العلمي بأنها أنظمة حددها المختصون لجمع المعلومات وصياغتها في البحث حسب المتطلبات وأنواع المعلومات وطريقة الآداء، ويوجد أنواع عدة للمناهج مثل المنهج التحليلي والتاريخي والتجريبي والاستقرائي، وفي هذا المقال نركز على المنهج الوصفي في البحث حيث ننظر في تعريفه وطريقة استخدامه ومميزاته وعيوبه... .
الوصف في باللغة يعني التعريف بما تم مشاهدته وجعل المشاهدات تبدو كمادة مصورة أمام السامع أو القارئ.
والتعريف الاصطلاحي للمنهج الوصفي في البحث هو طريقة صياغة المعلومات وفقاً للمشاهدات كما هي على أرض الواقع دون التغيير أو الانقاص أو الزيادة، وتكون المتغيرات في هذا المنهج قريبة لجانب العلوم الانسانية لهذا يكثر استخدامه في الدراسات الخاصة بالتربية وعلم الاجتماع وعلم النفس، كما يهتم هذا المنهج بالكشف عن الماهية ولا يتطرق للكيف.
ويوصف هذا المنهج بأنه مناسب للتمهيد في الدخول لمناهج أخرى كالمنهج التحليلي والاستقرائي وغيرها، حيث يعتبر منهاج يوفر المعلومات الخام ويقدمها جاهزة لتقوم عليها عمليات بحثية أخرى، كما يتصف المنهج الوصفي في البحث بإجابته على أسئلة ( ما هو ؟ ماذا يعني ؟ كيف كان ؟ ) .
يتم استخدام المنهج الوصفي في البحث وفقاً لعدة خطوات تكون مرتبطة بشكل وثيق بعناصر خطة البحث. حيث تحدد تلك العناصر المنهج المستخدم. وكما تلاحظ أن المناهج تأتي ضمن خطة البحث ضمن العناصر الأخيرة للخطة. وخطوات استخدام المنهج الوصفي هي:
يعكس المنهج الوصفي في البحث العلمي العديد من الفوائد، أولها عرضه للمعلومات كما هي في الواقع مما يعطي معلومات صريحة وصادقة، و كذلك يضع هذا المنهاج القارئ في خضم الظاهرة المدروسة فيصبح لدى القارئ تصور قوي عن المشكلة وحيثياتها، كما يعمل المنهاج الوصفي على تقديم المعلومات لعمليات أخرى عديدة مثل التحليل والنقاش والمقارنات، كما يعتبر المنهاج الوصفي سهل الاستخدام إذ لا يتطلب إلا النقل المباشر للمعلومات، ومن فوائد المنهاج الوصفي أنه يقوم على أساس ربط العينة بالظاهرة المدروسة ووصف الآثار والمسببات، ويعتبر من المناهج التي توصل الباحث لنتائج دقيقة.
ينقسم المنهج الوصفي إلى عدة أنواع يكون لكل نوع منها وظيفة وطريقة محددة في الأداء. ويتم تحديد هذه الأنواع حسب نوع الدراسة التي يتم فيها استخدام المنهاج الوصفي. وهذه الأنواع هي:
يتميز المنهج الوصفي في البحث بأنه صادق وقوي في النتائج، كما يساعد على تحقيق التفاعل بين الباحث وأفراد العينة، فلكي يقوم الباحث بالوصف الصحيح لابد أن ينخرط مع أفراد العينة ويسجل ما يشاهده ويقوم بوصفه، كما لابد من ملاحظة آثار الظاهرة على أفراد العينة وفهم كامل الارتباطات من الأسباب والمسببات، كما يعطي هذا المنهج الباحث فرصة تطوير الآداء من حيث توفير المعلومات الخام وكيفية توظيفها في الشرح والتحليل، والتتبع المنطقي للوصول إلى النتائج والحلول المنطقية، ومن مميزاته أنه مناسب لمختلف البيانات سواء كانت بيانات نوعية أو بيانات رقمية، ولهذا يستخدم كثيراً في الدراسات التي تجمع بين محدد علوم إنسانية ومحدد آخر علمي مثل علاقة سلوكيات العنف بالأنظمة الصحية في منطقة جغرافية محددة.
يؤخذ على المنهج الوصفي في البحث العلمي بأن وصف الظواهر يلزمه التركيز القوي والاستعداد الدائم لتسجيل أي ملحوظة أو مشاهدة، كما ينقصه تقديم الشرح الوافي حول المشكلة فكل ما يفعله هذا المنهاج هو الوصف للصورة فقط مما يجعل الأمر يبدو كرؤوس أقلام فقط، كما أن من عيوبه احتمال عدم مصداقية الباحث في النقل وتحيزه لوجهات نظر معينة، و بالتالي الحصول على وصف خاطئ غير مطابق لما هو موجود على الواقع.
كل ما يقوم به المنهج الوصفي هو وضع المعلومات ما هي في المشاهدات على أرض الواقع وصياغتها وفقاً لمتطلبات البحث، ولكن إلى هنا تكون المعلومات بحاجة لشرح وتفسير وهنا يظهر دور مساندة المناهج الأخرى للمنهاج الوصفي، ومن أكثرها المنهاج التحليلي الذي يقوم بتقديم الشروحات حول ما تم وصفه.
ومن شدة التقارب بين هذين المنهجين في أن كل منهما يكمل الآخر أصبح لدينا منهج مزدوج وهو المنهج التحليلي الوصفي، فالتحليل لا يمكن أن يتم دون وجود المعلومات الخام التي يوفرها المنهج الوصفي، و كذلك المعلومات التي يوفرها المنهاج الوصفي تكون بحاجة لمن يحللها ويشرحها.
يكثر استخدام المنهج الوصفي في البحث خلال اجراء الدراسات الخاصة بالعلوم الانسانية، وذلك لأن مجال العلوم الانسانية فيه الكثير من حالات دراسة السلوكيات وردات الفعل، ومن أهم المجالات التي يستخدم فيها المنهاج الوصفي ما يلي:
المنهج الوصفي في البحث العلمي عبارة عن عملية نقل للمشاهدات والسلوكيات وردات الفعل والعلاقة بين المتغيرات كما هي على أرض الواقع.
يمكنك طلب الخدمات البحثية المتنوعة من فريق مؤسسة البيان من هنا .
فيديو توضيحي
أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.