تتدرج مراحل التعليم بدءاً من رياض الأطفال حتى الوصول إلى مرحلة الدراسات العليا بما فيها من برامج تعليمية متقدمة، ولعل الأغلب يعرف أن الماجستير والدكتوراه من أشهر برامج الدراسات العليا وهذا أمر صائب، وفي هذا المقال نسلط الضوء أكثر على هذه المرحلة المتقدمة لنعرف برامجها ومتطلباتها وشروط وما إلى ذلك من محددات هامة.
برامج الدراسات العليا الأساسية:
هذه المرحلة يندرج تحت مسماها العديد من البرامج التي تعبر عن التقدم العلمي في تحصيل الدرجات الأكاديمية، وهذه البرامج هي:
الدبلوم العالي: هي مرحلة أشبه بالدورة العلمية المكثفة المعترف بها دولياً. لا تتجاوز عدد ساعاتها ال100 ساعة. ويقوم الباحث في نهايتها بتسليم بحث بسيط.
الماجستير: فيها نظام أكاديمي بمساقات لابد من دراساتها وتقديم الاختبارات فيها، وتركز على الجانب البحثي، كما أن الباحث ملزم بتسليم رسالة علمية متكاملة تخضع للتحكيم والمناقشة، وتكون مدة تقديم الماجستير من سنتين إلى خمسة سنوات على حسب التخصص، وفي أغلب التخصصات يكون مدتها 3 سنوات.
الدكتوراه: مرحلة دقيقة يتلقى فيها المتقدم معلومات كثيرة ومتقدمة، وتتميز بالدخول الواسع في قلب التخصص، وتكون مساقاتها قليلة نسبياً مقارنة بالبكالوريوس والماجستير، ولكنها مساقات صعبة وتتطلب جهد فكري بحثي واستطلاعي واسع، كما أن الطالب يسلم رسالة الدكتوراه ويتم تحكيمها ومناقشتها.
الاستاذية ( الهايلتشين ): وهي خاصة بالحاصلين على درجة الدكتوراه ويعملون في المجال الأكاديمي الجامعي، ولها قسمين الأستاذ المساعد والأستاذ المشارك، حيث سنرى الفرق بينهما في فقرة قادمة من هذا المقال.
متطلبات الدخول في مرحلة الدراسات العليا:
كما أي مرحلة من المراحل التعليمية التي يلزمها إكمال المراحل السابقة للدخول فيها، تماماً كما هو الحال في المرحلة الابتدائية التي تؤهل الطالب للدخول في الاعدادية، والاعدادية تؤهل الطالب للدخول في الثانوية...وهكذا، فإن الدراسات العليا يلزمها مرحلة سابقة و كذلك يلزمها عدة محاور أخرى منها:
مرحلة البكالوريوس وهي إتمام التخصص الجامعي وفق جدول ساعات لا يقل عن 120 ساعة. وهنا نركز أن برامج الدبلوم التي تكون عبارة عن 70 ساعة تقريباً. لا تؤهل حاملها للدخول في الدراسات العليا.
وليست شهادة البكالوريوس هي المطلوبة فقط. بل معدل البكالوريوس أيضاً، حيث أن كثير من الجامعات تطلب ألا يقل المعدل عن جيد. ولكن يظل هناك بعض الجامعات الأخرى لاسيما الجامعات الايطالية والأمريكية. أصبحت تتجه لجعل الدراسات العليا متطلبة لشهادة البكالوريوس فقط دون النظر في المعدل.
كما أن مرحلة الدراسات المتقدمة نفسها تعتبر مرحلة مقسمة إلى شهادات، على سبيل المثال لا يمكن الدخول في مرحلة الدكتوراه قبل الانتهاء من مرحلة الماجستير.
كما تتطلب بعض برامج الدراسات العليا أن تكون شهادة البكالوريوس متخصصة، على سبيل المثال ماجستير الصحة العامة يتطلب تخصص ذو علاقة بالطب، وهذه النقطة سيجري مناقشتها بشكل أوسع في إحدى الفقرات القادمة من هذا المقال.
شهادة اتقان اللغة الإنجليزية، وأشهرها شهادة الايلتس وشهادة التوفل، وغالباً ما يتم طلب شهادة الايلتس أكثر من شهادة التوفل كونها مهتمة باللغة الإنجليزية البريطانية أما التوفل فيهتم باللغة الإنجليزية الأمريكية، كما يتم طلب معدل مرتفع في هذه الشهادات بأن لا يقل عن 80% من مجموع الدرجات، و كذلك لابد أن تكون الشهادة حديثة لم يمر عليها أكثر من عامين.
بالنسبة للأبحاث المتعلقة بالدرجات العليا مثل الاستاذية. فلابد أن تكون أبحاثاً محكمة من جهة معترف بها.
الحصول على الشهادات العامة مثل شهادة حسن السير والسلوك. وبعض الدول الخليجية تطلب الحصول على شهادة ( اختبار القدرات ).
أهم ما يتم تنفيذه في مرحلة الدراسات العليا:
في البكالوريوس في أغلب التخصصات يكون لدى الطالب خطة دراسية عبارة عن مساقات بأعداد ساعات معينة، يدرس الطالب تلك المساقات ثم يقدم اختبارات نصفية ونهائية، وفي النهاية يسلم بحث التخرج، أما في الدراسات العليا فالمتطلبات تكون أوسع والأبحاث أدق وأشمل كما سيتضح في النقاط التالية:
المساقات التي يتم تدريسها في مرحلة الدراسات العليا لاسيما الدكتوراه تكون ذات طابع مترابط وعميق، فتجدها تركز على أقوى الأبحاث والمراجع، وتطلب من المتقدم الآراء الشخصية التي يكون بحاجة إلى البحث والاستطلاع ليصل إلى الرأي المقنع.
عدد الساعات في الماجستير يكون من 70 إلى 100 ساعة. باستثناء مساق الرسالة البحثية، وفي الدكتوراه يكون من 100 إلى 130 أيضاً باستثناء الرسالة.
أغلب تخصصات الدراسات العليا تركز على اللغة الإنجليزية. فتجد مساقات عديدة باللغة الإنجليزية.
في الواقع تكون الرسالة البحثية هي العماد الأساسي للماجستير والدكتوراه، ويبدأ تنفيذها أثناء دراسة المساقات بالمتابعة مع المشرف الخاص. إلى حين الانتهاء منها والمثول أمام لجنة التحكيم ومناقشة الرسالة.
أما مرحلة الاستاذية فتطلب نشر عدة أبحاث في مجلات علمية محكمة.
قضية التخصص في الدراسات العليا ؟
من أكثر الأسئلة التي تطرح هي هل يشترط أن يكون التخصص في الماجستير والدكتوراه هو نفس التخصص في البكالوريوس، على سبيل المثال حصل المتقدم على شهادة البكالوريوس في تخصص إدارة الأعمال فهل لابد وأن يتخصص في ذات المجال أم لا؟.
هذا السؤال نجيب عليه في قالب نقاشي تشمله هذه النقاط:
لابد أولاً من تصنيف شهادة البكالوريوس هل هي شهادة أدبية أم شهادة علمية.
نقرب التخصصات من بعضها البعض، ونرى التخصصات التي من الممكن التقائها فكرياً.
الآن، لا يشترط أن تكون دراسة الماجستير والدكتوراه في نفس التخصص الذي تم دراسته في البكالوريوس. ولكن بشرط ألا يكون تخصص الماجستير والدكتوراه ذو خاصية علمية.
المقصود بالخاصية العلمية هو الحاجة إلى قاعدة أساسية لبناء الطرح الفكري. لاسيما التخصصات العلمية المتقدمة.
وهنا لا يمكن للتخصصات الأدبية كالإعلام والتربية والإدارة أن يتخصصوا في ماجستير ودكتوراه لتخصص علمي كالطب، ولكن العكس صحيح، يمكن لحملة شهادات البكالوريوس العلمية مثل الصيدلة والكيمياء وغيرها أن يدرسوا ماجستير ودكتوراه في تخصصات أدبية.
ملاحظة هامة جداً:
أغلب الجامعات ترى أن تخصص الدكتوراه لابد وأن يكون في نفس تخصص الماجستير، ولكن ليس شرطاً أن يكون الماجستير والدكتوراه نفس تخصص البكالوريوس بناءاً على ما طرحناه في الفقرة السابقة.
ما هي مراحل الهايلتشين ؟
من مراحل الدراسات العليا المتقدمة هي مرحلة الهايلتشين والتي تعرف ب ( الأستاذية )، وفيها قسمين أساسيين هنا الأستاذية المساعدة والأستاذية المشاركة، وفي النقاط التالية سنوضح متطلبات هذه المرحلة مع الفرق بين الأستاذية والمشاركة:
ترتكز مرحلة الهايلتشين على سنوات التدريس في الجامعة وعلى تقديم الأبحاث.
بمعنى أنها خاصة بمن عمل كمدرس للطلبة في الجامعة.
تعتبر مرحلة الأستاذية المشاركة أعلى من مرحلة الأستاذية المساعدة.
تتطلب مرحلة الأستاذية المساعدة. أن يكون المتقدم قد أمضى 3 سنوات في التدريس للطلبة الجامعيين. ولابد وأن يقدم بحثين علميين باسم الجامعة.
أما مرحلة الأستاذية المشاركة. فتتطلب أن يمضي المتقدم 5 سنوات في التدريس للطلبة الجامعة وتقديم 4 أبحاث على الأقل.
الرتب العلمية العليا الخاصة بالأستاذية تفيد أصحابها في الحصول على رتب وظيفية. حيث تعتبر مرحلة الأستاذية المشاركة هي مرحلة البروفيسور.
لأي استفسار حول مرحلة الدراسات العليا ستجد فريق أكاديمي البيان للخدمات الأكاديمية على استعداد تام للإفادة، فلا تتردد في طرح استفسارك من هنا.
تعد الجامعة السعودية الإلكترونية التي تقع في مدينة الرياض أول جامعة إلكترونية تم إنشائها بتوجيهات من الملك عبدالله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين رحمه الله.
إن الحصول على درجة الدكتوراه هي تجربة مثيرة ومليئة بالتحديات، حيث أنها تتطلب التفرغ والانضباط والمثابرة لإكمال مرحلة الدكتوراه. ففي حين أن الرحلة يمكن أن تكون صعبة،
