من العمليات التي ينبني عليها معلومات حصرية هي عملية التحليل الإحصائي في البحث، وهي عملية خاصة تتطلب مهارات خاصة، ولا يمكن لأي باحث تنفيذها ما لم يعرف مدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها.
كما تعتبر عملية التحليل الإحصائي في البحث من أكثر العمليات التي تستغرق وقت في تنفيذها، وذلك لأنها تتعامل مع كم كبير من المعلومات.
كلمة تحليل وكلمة إحصاء تشيران إلى جمع المعلومات ومن ثم تجزأتها واستخراج نتائجها، وهذا المفهوم يمكن اعتماده في الفهم الأولي لعملية التحليل الإحصائي في البحث.
ويأتي تعريفها الاصطلاحي بأنها عملية تقوم على تفريغ البيانات في جداول متخصصة ومن ثم إدخالها في قواعد حسابية لدوال إحصائية تعبر كل دالة منها على صفة تخص موضوع البحث وعينته.
وتتكون هذه العملية من ثلاث محددات أساسية وهي:
أولاً: المدخلات: وهي البيانات التي يتم تجميعها من أفراد العينة باستخدام أدوات الدراسة، ومن ثم يتم تفريغها في الجداول تمهيداً للدخول في العمليات.
ثانياً: العمليات: وهي فك الشيفرات وحل المعادلات التي يشملها التحليل الإحصائي، حيث أن هذه العملية تحتوي على دوال إحصائية كل دالة منها لها قاعدة حسابية خاصة.
ثالثاً: المخرجات: وهي نتائج حل الدوال الإحصائية، ويتم محورتها على قسمين هما مقاييس النزعة المركزية ومقاييس التشتت، كما يمكن تمثيل هذه المخرجات بيانياً عن طريق الرسم.
قبل أن تباشر التحليل الإحصائي، لابد من تجهيز العديد من الأمور في إطار التمهيد للدخول في التحليل الإحصائي، وهذه الأمور نوجزها فيما يلي:
تبدأ عملية التحليل الإحصائي في البحث بتفريغ البيانات ضمن الجداول المخصصة لها، وتكون فكرة التفريغ قائمة على نقل البيانات من أدوات الدراسة وتحديد المتغيرات التابعة والمستقلة ومن ثم تضمين البيانات، والنقاط التالية توضح هذه العملية:
بهذا تكون البيانات قد تم تجهيزها لإدخالها في عملية التحليل الإحصائي. التي يتم تنفيذ دوالها على حسب البيانات المطلوبة من التقاء كل عمود مع صف في خانة من خانات الجدول.
التحليل الإحصائي في البحث يبرز في حل المعادلات الحسابية التي تعبر عن الدوال الإحصائية. والدوال الإحصائية عديدة يلزم الباحث تحديد ما يريده بالضبط ليقوم بحل معادلته وتضمينه في البحث.
كما ننصحك بعدم الدخول في حل الدوال الإحصائية إلا بتأكدك من صحة كل البيانات الموجودة في جدول التفريغ. فأي خطأ فيها يعني خلل في نتيجة الدوال الإحصائية.
وأهم الدوال الإحصائية التي يتم حل معادلاتها والحصول عليها في التحليل الإحصائي للبحث هي:
أولاً: مقاييس النزعة المركزية: وهي مجموعة القيم المتمحورة حول مركز القيم الأساسي المعبر عن الاحتمالات. وتشمل العديد من الدول الإحصائية أهمها:
ثانياً/ مقاييس التشتت: وهي المقاييس التي تبرز قدر ابعتاد القيم عن قيمة المركز الأساسية، ويبرز مدى بعد وقرب الاحتمالات من المركز، وتشمل العديد من الدوال من أهمها:
كان ذلك عرض سريع لأهم دوال عملية التحليل الإحصائي في البحث، والفقرات القادمة ستحمل تفصيل لهذه المواد وكيفية الحصول عليها.
نعرض تعريف كل من الوسط والوسيط والمنوال، مع بيان القاعدة الحسابية الخاصة بكل دالة من هذه الدوال، وكيفية حلها:
أولاً: الوسط الحسابي:
هو القيمة التي تفصل بين القيمة الكبرى والقيمة الصغرى في تسلسل القيم الموجودة بين يدي الباحث، وللوسط الحسابي قاعدتين تأتيان حسب العدد الزوجي والفرد، نوضحها فيما يلي:
6،8،11،17،9،3، 4 ، فإن عدد هذه القيم هو (7) وذلك حسب عدك لها يدوياً، بالتالي يمكن تقسيم السبعة بجعل ثلاثة قيم عن اليمين وثلاثة قيم عن اليسار، وبهذا تستنج أن الوسط الحسابي هو الرقم الذي فصل بين القيم وهو الرقم (9) في مثالنا هذا.
3 ، 2 ، 7، 5، 9، 6 فأمامك الآن مجموع أرقام عددها (6). فننظر إلى قيمتين اللتين يتوسطان هذه المجموعة فنجد أنهما (7 و5) فبالتالي تكون القاعدة 7+5÷2= 12÷2= 6 .
ببساطة هو مجموع القيم التي أمامك مقسومة على عددها، على سبيل المثال أمامك الأرقام التالية (9، 8، 5، 7، 6، 4، 3)، فمجموع قيمها يكون ( 9+8+5+7+6+4+3) ويساوي (42)، وعدد هذه القيم هو (7) فيكون المتوسط (42÷7) ويساوي (6).
ثالثاً: المنوال:
وهو القيمة التي تكررت أكثر من القيم الأخرى، وهذا يتم استخراجه بدون حل قاعدة حسابية. وتحتمل البيانات الإحصائية ثلاثة مناويل وهي:
بعد أن فصلنا أهم الدوال الخاصة بمقاييس النزعة المركزية وهي الوسط والوسيط والمنوال، نأتي الآن لنتعرف عن قرب على أهم الدوال الخاصة بمقاييس التشتت وهي (المدى والانحراف المعياري والتباين):
أولاً: المدى: باختصار هو ( أكبر قيمة _ أصغر قيمة )، على سبيل المثال كانت الأرقام ( 9، 15، 20، 70، 10)، فأكبر قيمة هي ( 70 ) وأصغر قيمة هي ( 9 ) إذاً المدى هو (70 _ 9 ) ويساوي (61).
ثانياً: الانحراف المعياري: قاعدته الحسابية صعبة بعض الشيء مقارنة بالقواعد الأخرى. وهو قاعدة تقيسي مدى التباعد والتقارب للقيم عن المتوسط الحسابي.
وقبل أن تدخل في دالة الانحراف المعياري لابد أن توجد دالة (المتوسط الحسابي).
والقاعدة الحسابية للانحراف المعياري هي (( مجموع (القيمة – المتوسط الحسابي)² / عدد القيم) )√ .
حيث يتم فيها جمع القيم وتنقيصها من المتوسط الحسابي ثم تربيعها وتقسيمها على عدد القيم المربعة.
وفي حالة لم يرد الباحث الحصول على الانحراف المعياري لكل القيم بل عدد منها. فإنه يقوم بجمع القيم التي يريد ادخالها في الانحراف المعياري فقط، ويدخلها في المعادلة.
ثالثاً: التباين: سهل في قاعدته، ولكنه صعب لأنه ينبني بشكل كامل على الانحراف المعياري. حيث أن قاعدته هي (تربيع الانحراف المعياري).
أصبحت أغلب رسائل الماجستير اليوم تشترط فيها الجامعات وجود تحليل إحصائي، حيث لوجود عدة فوائد منها:
أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.