يقع الباحث في مهمة اختيار نوع واحد من أنواع عينة البحث العلمي ليتم تناولها في دراسته وتسليط الأدوات عليها لجمع المعلومات منها وعنها.
وكل نوع يكون له تصنيف وفقاً لعدة محددات أهمها العدد والخصائص وطريقة الاختيار، وقد صنف المختصون هذه الأنواع إلى أجزاء وأجزاء الأجزاء كما ستلاحظ في سياق هذا المقال.
لفظ عينة يشير إلى جزء محدد من جزء كبير، فقولنا (أخذ الطبيب عينة من دم المريض لفحصها)، تعني أن الطبيب أخذ جزء من دم المريض وليس كلها، ولكن في نفس الوقت هذا الجزء يكون معبر عن الكل، فعينة الدم بفحصها ستأتي نتائجها معممة على باقي أجزاء الجسم، وهذا المعنى هو المطلوب بالنسبة لتعريف عينة البحث.
حيث يتعرف عينة البحث بأنها جزء من المجتمع الكلي الذي يرتبط بمشكلة الدراسة، والذي قام الباحث بتحديده وفقاً لمتطلبات الدراسة التي بين يديه، وما تحتاجه هذه الدراسة من معلومات مباشرة مأخوذة من الأفراد المتفاعلين أو المتأثرين بمشكلة الدراسة.
ولاحظ أننا في سياق التعريف السابق أشرنا إلى أن العينة هي جزء يعبر عن الكل، و كذلك ركزنا على أن تكون العينة مرتبطة بشكل وثيق بالمشكلة التي يتناولها الباحث.
فالأمر أشبه بوجود وباء عالمي أصيب به آلاف الناس، ولكن يلزم لمعرفة هذا الوفاء فحص عدد محدد منهم.
وفي تعريف آخر يمكن القول العينة عبارة عن مجموعة الأفراد ذوي الخواص المحددة والمشتركة. الذين يتأثرون بمشكلة الدراسة. ويتم جلب المعلومات منهم باستخدام أدوات الدراسة. مثل الاستبيان والملاحظة والمقابلة الشخصية. للوصول إلى نتائج البحث وتعميمها على كل المجتمع الذي تم أخذ العينة منه.
معرفة أنواع عينة البحث يتطلب معرفة كيف يتم اختيار العينة وتحديدها لإدخالها في مضمون الدراسة. حيث تتم هذه العملية وفقاً لعدة خطوات مساعدة وهي:
تنقسم أنواع العينة بشكل أساسي إلى عينات احتمالية وعينات غير احتمالية. وتندرج تحت كل منهما العديد من الأنواع ، والمقصود بهذين النوعين هو:
أولاً: العينات الاحتمالية :
وتسمى العينات العشوائية وهي العينات التي يكون لكافة أفراد المجتمع الكلي. نفس الفرصة في الدخول ضمن العينة النهائية، وتتم من خلال قوانين احتمالية رياضية.
وتتميز بإمكانية تعميم الجزء على الكل بشكل صحيح، و كذلك يمكن من خلال العينات الاحتمالية قياس الفروقات بين أفراد المجتمع الكلي، وذلك من خلال مصطلح (الخطأ العيني)، الذي يحدد توقعات النتائج ومقارنة النتائج بالأساسيات الصحيحة للتأكد من صحة التطبيق.
ثانياً: العينات غير الاحتمالية :
تستخدم العينات غير الاحتمالية في حالة كان من الصعب على الباحث التحديد الدقيق لأفراد المجتمع الكلي، فبهذا لا يكون هناك مجتمع كلي ليأخذ منه عينة بحث.
فيتجه الباحث لاستخدام طرق أخرى نوضحها في إحدى الفقرات القادمة من مقالنا هذا.
في هذه الفقرة نضع الأنواع الأساسية التي يتم وفقاً لها اختيار عينة البحث، حيث يأتي تقسيم هذه الأنواع على حسب طريقة اختيارها من قبل الباحث التي تنبني على الاحتمال، والشرح التالي يوضح أكثر هذه الأنواع ويعلل تصنيفها وفقاً لطريقة اختيارها:
وهي طريقة سهلة التنفيذ، و كذلك تعتبر نتائجها الأكثر دقة ومصداقية، لأنها تعتمد على الاختيار دون سابق تحديد، فهي عبارة عن عملية اختيار عشوائي من بين المجتمع الكلي لأفراد العينة.
ونرى هنا أن نسميها اسم تقريبي وهو (عينة القرعة). حيث تستخدم القرعة العشوائية في تحديد العينة، من خلال السحب العشوائي.
على سبيل المثال كان المجتمع الكلي مكون من 15 جامعة، فيتم وضع كافة أسماء الجامعات ال15 في صندوق ومن ثم دوران الصندوق واخراج 5 ورقات عشوائية، وهذه ال5 ورقات تكون هي الجامعات التي سيتم دراستها.
ونلاحظ هنا أن الباحث لم يقوم بأي تدخل شخصي في تحديد العينة.
ولكن لابد هنا من شرط مهم وهو أن تكون كافة العناصر الداخلة في الاختيار لها نفس الخصائص والصفات.
الطبقية تعني التفاوت وعدم التناسق. وبمعنى آخر وجود طبقات كل طبقة لها صفات تختلف عن الطبقات الأخرى. فهنا يتم تقسيم كامل مجتمع الدراسة إلى طبقات. واختيار عدد محدد وحجم مناسب من كل طبقة وفقاً لمتطلبات الدراسة.
على سبيل المثال كان المجتمع الكلي يتكون من الطبقات التالية (طلاب يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في التبادل المعرفي، طلاب ليس لديهم وسائل تواصل اجتماعي، طلاب يمتلكون وسائل تواصل اجتماعي ولكن لا يجيدون استخدامها)، ومثلاً يقوم الباحث باختيار 50 شخص من الطبقة الأولى و50 من الثانية و30 من الثالثة.
العناقيد هنا تمثل مجموعة من أفراد المجتمع ذات خصائص يمكن الاستغناء بها عن العناقيد الأخرى. فهي تختلف عن الطبقية في أن كل العناقيد متشابهة في الخصائص.
على سبيل المثال دراسة أثر الألعاب الإلكترونية على طلاب الابتدائية، ونجد هنا المرحلة الابتدائية مكونة من عناقيد (الصف الأول، الثاني، إلى الصف السادس)، فيمكن اختيار عنقود واحد منهم ليعبر عن باقي العناقيد.
تعتبر العينة المنتظمة هي الأكثر استخداماً من قبل الباحثين، وتقوم فكرتها على اختيار طريقة منتظمة للوصول لأفراد العينة من المجتمع الكلي للدراسة.
على سبيل المثال كان المجتمع الكلي مكون من 1000 طالب، فيتبع الباحث منهج اختيار الطالب الذي يأتي بعد العد التسلسلي للرقم 20، فيكون الفرد الأول هو من يحمل رقم 20، والثاني من يحمل رقم 40 والثالث من يحمل رقم 60، وهكذا إلى الانتهاء من تجميع كامل أفراد العينة التي سيتم دراستها.
تنقسم العينات غير الاحتمالية إلى ثلاثة أنواع، وكلها مبنية على غير قواعد احتمالية، يتضح ذلك فيما يلي:
أولاً: عينة الصدفة:
يكون تحديد الباحث لأفراد العينة من خلال الصدفة وغير تخطيط مسبق، على سبيل المثال يدرس الباحث ظاهرة الازدحام المروري فيذهب إلى أحد الشوارع المزدحمة ويبدأ بإجراء مقابلات مع أفراد قابلهم بالصدفة أو توزيع استبيانات عليهم.
ولكن هذا النوع لا يمكن تعميمه على المجتمع الكلي. حيث تعتبر الصدفة طريقة غير ممثلة للمجتمع الكي. على سبيل المثال قد يكون الأفراد في ذلك الشارع المزدحم هم من الأشخاص الذين يدخلونه لأول مرة.
ثانياً: العينة الحصصية:
تشبه إلى حد كبير العينة الطبقية الاحتمالية، حيث يقسم فيها الباحث المجتمع الكلي إلى حصص. ولكن تختلف العينة الحصصية عن العينة الطبقية. في أن الحصصية يقوم الباحث باختيار الأفراد بشكل شخصي وحر دون وجود شروط.
أما الطبقية فالاختيار يكون فيها وفقاً لخصائص كل طبقة وبشكل عشوائي غير محدد من قبل الباحث.
وتعتبر العينة الحصصية من أنواع عينة البحث التي توصل للأفراد في أسرع وقت. و كذلك تتميز بالتنويع في أفراد العينة مما ينتج عنه معلومات أكثر حيوية.
ثالثاً: العينة القصدية:
وتسمى أيضاً بالعينة الغرضية، حيث يقوم فيها الباحث بتحديد الغرض الذي تريده الدراسة. ومن ثم يقوم باختيار العينة بشكل حر دون أي قيود أو شروط، بل يعتمد على رؤيته فيما تحتاجه الدراسة.
على سبيل المثال كان الباحث يدرس ظاهرة المساكن العشوائية. فيقوم باختيار أي عائلة يراها مناسبة لتحقيق الغرض من الدراسة.
قد يسأل سائل (لماذا نتعلم أنواع عينة البحث العلمي؟). والاجابة تكمن في الفوائد التي تعكسها هذه الأنواع والتي ينبني عليها فوائد مؤثرة كما يلي:
لا يتم اختيار أنواع عينة البحث العلمي بشكل عشوائي. بل لابد من ضوابط في هذا الاختيار تنبني على أسس علمية ومنطقية، وأهم هذه الضوابط:
لتتعرف على خدماتنا والتي من ضمنها تحديد عينة البحث من حيث الخصائص والنوع والحجم تفضل بزياراتنا
أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.