من ركائز البحث الأساسية هي خطة البحث وبالتالي يكون الباحث المحترف على علم بطريقة إعداد خطة البحث العلمي بكامل حيثياتها، ويكون على قدرة واسعة من التحكم بنظم المعلومات التي تعطي قوة وجاذبية للبحث بأكمله، ولعل الباحثين الجدد وطلبة الجامعات بحاجة إلى قاعدة معلوماتية قوية تضع بين أيديهم خطة البحث بعناصرها وطريقة كتابتها، لهذا ارتأت مؤسسة البيان للخدمات الأكاديمية أن تقدم دورة مجانية تحت عنوان (كيفية إعداد خطة البحث العلمي)، حيث ستعقد الدورة بمحاورها الكاملة ضمن المعلومات الموضحة بالصورة أعلاه، وبعد أن تطلع على الصورة نضع بين يديك نبذة مبسطة مما ستستفيده من خلال الدورة....
ماذا تعني خطة البحث العلمي؟
سماع كلمة خطة يعني أن ثمة أمر يتم دراسته وتهيئته للتنفيذ، وهذا المعنى اللغوي ينطبق على خطة البحث بمفهومها العام. ويتم تعريف خطة البحث تعريفاً اصطلاحياً بأنها الخطوط العريضة التي سيسير عليها الباحث في إعداد بحثه، حيث تمثل أهم العناصر التي تعد ومضات لاكتشاف المعلومات التي يتطلبها البحث.
عناصر خطة البحث:
قبل الدخول في كيفية إعداد خطة البحث العلمي لابد أن نتعرف على عناصر مرتبة، ونضع أما كل عنصر تعريفه الخاص به كما سيتضح لك الآن:
العنوان الرئيسي: جملة تعبر عن كامل محتويات البحث بصورة مباشرة، وتعطي البحث سمته التي يتميز بها.
المشكلة: وهي الموضوع الرئيسي الذي يتحدث عنه البحث، حيث يتم اختيارها وفقاً لمحددات التخصص وشعور الباحث بوجود هذه المشكلة التي تتطل بالدراسة والحل.
التساؤلات: أسئلة يتم اثارتها حول المشكلة، بحيث تغطي نسبة كبيرة من الاستفهامات التي قد تدور في ذهن القارئ.
الفرضيات: وهي تخمينات تشتق من المشكلة ويتم دراستها بشكل مكثف في الإطار النظري، بهدف الوصول لنتيجتها سواء بإثبات تلك التخمينات أو نفيها.
الأهمية: هي الفوائد المرجوة من وراء إعداد هذا البحث، وترتبط بموضوع الدراسة وحلوله.
الأهداف: الأمور التي يهدف الباحث إلى تحقيقها من وراء إجراءه لهذه الدراسة.
مصطلحات الدراسة: هي مصطلحات كثيرة التكرار في متن البحث، ويعتمد عليها البحث بشكل أساسي.
الدراسات السابقة: مجموعة من الدراسات التي ترتبط بموضوع البحث، والتي اختارها الباحث واعتمد عليها بشكل كبير في اقتباس معلوماته.
المناهج العلمية: توصل المختصون إلى تحديد عدة مناهج تساهم في تسهيل مهمة الباحث في جمع وصياغة المعلومات البحثية.
العينة: هم أفراد يتم دراستهم بهدف جلب المعلومات منهم، ويكونوا ذو صلة قوية بموضوع البحث، على سبيل المثال كان البحث عن (أثر تقنية التعليم التشاركي على طلبة الصف الأول الابتدائي في مدارس الرياض)، فتكون العينة مختارة من طلبة الصف الأول لدراس الرياض.
أدوات الدراسة: وهي الوسائل التي يتم تسليطها على أفراد العينة بهدف جلب المعلومات منهم، على سبيل المثال الاستبيانات التي توزع ويجيب عليها أفراد العينة، أو الملاحظة وتسجيل المشاهدات، أو المقابلة الشخصية.
قائمة المراجع: هي قائمة تضم التوثيقات الخاصة بكافة الاقتباسات التي تم وضعها في البحث.
متطلبات تسبق إعداد خطة البحث العلمي:
يوجد أمور لابد من تهيئتها قبل الدخول في إعداد خطة البحث العلمي، ومن أهم هذه الأمور ما يلي:
أخذ الموافقة على مقترح البحث الذي من المفترض سبق وأن تم تقديمه.
الاقتراب الكثيف من المشكلة وفهمها فهماً وافياً
تحديد المراجع التي سيتم اقتباس المعلومات منها.
وضع الحدود الزمانية والمكانية التي يمكن من خلالها تقديم ما ورد في الخطة التي سيتم كتابتها.
العلم بالمحددات الأساسية وطريقة تعيينها، وذلك بمعرفة مقاصد عناصر خطة البحث كما بينا في الفقرة السابقة.
الخطوات الكاملة لإعداد خطة البحث العلمي :
قبل البدء بقراءة محتويات هذه الفقرة، ارجع واقرأ الفقرة الثانية من هذا المقال ففيها وضعنا عناصر خطة البحث مرتبة كما ينبغي أن تكون، والآن نتعرف على كيفية كتابة كل عنصر من تلك العناصر:
العنوان: يكتب العنوان على شكل جملة واحدة لا تتعدى ال15 كلمة ولا تقل عن 3 كلمات، وتكت بصيغة عادية أو على شكل سؤال، وننصحك هنا ألا تضع العنوان إلا بعد الانتهاء الكامل من البحث.
المشكلة: يتم ذكر المشكلة بشكل مباشر، ومن ثم تكتب فقرة عنها، تكون هذه الفقرة متضمنة لسبب اختيار المشكلة وكيف سيتم تناولها في البحث.
التساؤلات: بالنظر إلى الجوانب الرئيسية المتعلقة بالمشكلة، وبما تتوقع أن يدور في ذهن القارئ من أسئلة، تكتب مجموعة أسئلة بشكل مباشر على أن يتم الإجابة الكاملة عنها في الإطار النظري.
الفرضيات: تشتق أيضاً من المشكلة وتكتب على شكل عبارات خبرية تحتمل الاثبات أو النفي، وتكون متعلقة بالمتغيرات التابعة والمتغيرات المستقلة.
الأهمية والأهداف: تكتب كل منها في فقرة منفصلة، وتأخذ شكل العبارات المتسلسلة تسلسل نقطي.
مصطلحات الدراسة: تكتب من 3 إلى 10 مصطلحات. ويتم كتابة كل مصطلح مع تعريفاته الاصطلاحية الكاملة، مع ضرورة توثيق كل تعريف.
الدراسات السابقة: ترتب الدراسات حسب أهميتها أو أبجدياً أو حسب المنهج التي تتبعه كل دراسة، ويتم كتابة عنوان الدراسة مع فقرة صغيرة لا تتجاوز ال150 كلمة ايضاح لسبب اختيار الدراسة وكيف ترتبط بالدراسة الحالية.
المناهج البحثية: يتم ذكر كل منهج وكيف سيتم تفعيله واستخدامه في البحث.
أدوات الدراسة: تكتب الأداة مع شرح علاقتها بالعينة وكيف سيتم استخدامها.
توثيق المراجع: تتم عبر قائمة توضع في نهاية البحث. سنتحدث عنها بالتفصيل في الفقرة القادمة.
كيفية توثيق المراجع:
تعتبر عملية توثيق المراجع في القائمة آخر خطوات إعداد خطة البحث العلمي، وهي من الخطوات اللاحقة للإطار النظري، بمعنى أن التوثيق يتم بعد الانتهاء من الإطار النظري، ويتم ذلك وفقاً لما يلي:
لابد من توثيق الاقتباسات في الصفحات الداخلية للبحث.
كل توثيق تم وضعه في الصفحات الداخلية، لابد من وضعه في قائمة المراجع.
إذا تكرر نفس المرجع في الصفحات الداخلية، فإنه يتم ذكره مرة واحدة فقط في القائمة.
يتم ترتيب المراجع في القائمة وفقاً لعدة أساليب من أهمها ( الترتيب الأبجدي، الترتيب حسب نوع القالب، الترتيب حسب المناهج المستخدمة، الترتيب حسب الأهمية).
المعلومات الأساسية التي لابد أن يشملها كل توثيق هي (عنوان المرجع، اسم المؤلف، تاريخ الصدور، دار النشر).
يوجد بعض الخصوصيات لعملية التوثيق، على سبيل المثال في توثيق مراجع الانترنت لابد من وضع الرابط الإلكتروني.
في الدورة التي سيتم عقدها، يتم التطرق بشكل أوسع لعملية توثيق المراجع، فاحرص على التسجيل في الدورة.
أهمية خطة البحث:
ينبثق عن إعداد خطة البحث العلمي العديد من الفوائد التي من أهمها:
تضع بين يدي القارئ أهم الإجراءات التي تم السير عليها في تنفيذ البحث.
تفسر أسباب الوصول إلى نتائج البحث، و كذلك كيفية سير العملية من بداية طرح المشكلة حتى كتابة النتائج.
تبين الدراسات السابقة والمراجع التي تم الاعتماد عليها.