يتم تحديد نسبة الاقتباس في البحث العلمي من قبل المؤسسة بحيث يوضع لها حدين الأول الحد الأدنى الذي يجب ألا تقل النسبة عنه، والثاني الحد الأعلى الذي ينبغي ألا تزيد نسبة الاقتباس في البحث العلمي عنه.
ويتم تحكيم هذه النسبة بالنظر في النسبة مقارنة بعدد كلمات البحث بشكل كلي، ولا تقل المؤسسات الجامعية وغيرها أن تكون النسبة أدنى أو أعلى من الحدود الموضوعة.
ببساطة تحدثنا عن المقصود بنسبة الاقتباس في البحث العلمي في المقدمة، حيث أنها مصطلح يعبر عن الحدين الأدنى والأعلى التي لابد أن تتراوح نسبة الاقتباسات في مجمل مضمون البحث ما بين هذين الحدين دون نقصان أو زيادة.
وتعريف الاقتباس ذاته هو عبارة عن المعلومات التي يأخذها الباحث من مضامين المصادر والمراجع على اختلاف قوالبها، ويلحقها بمضمون بحثه الحالي.
وسواء كان هذا الاقتباس كلمة أو جملة أو فقرة، فإنه يسمى اقتباساً، ويجب توثيقه في الصفحات الداخلية بكتابة بياناته التعريفية بالمصدر الذي تم الأخذ منه ومن مؤلف هذا المصدر ودار النشر وسنة الصدور.
في بداية هذه الفقرة لابد أن تعرف أن هذه النسبة غير محددة بشكل قطعي، وذلك لأنها تأتي وفقاً لسياسة المؤسسة، فلا يمكننا أن نقول أن النسبة كذا هي النسبة المسموح بها بشكل قاطع، حيث تحدد كل مؤسسة أو جامعة هذه النسبة وفقاً لرؤيتها.
ولكننا بالإمكان أن نضع نسبة الاقتباس في البحث العلمي الشائعة. والتي غالباً ما تعتمدها المؤسسات الجامعية وغيرها.
وهذه النسبة بمحوريها الأساسيين هي:
أولاً: الحد الأدنى: تعتمد أغلب المؤسسات نسبة ال10% كحد أدنى للاقتباسات. يجب ألا تقل الاقتباسات عنه.
ثانياً: الحد الأعلى: متوسط الحد الأعلى الذي تعتمده المؤسسات هو 20%، وبعض المؤسسات يعتمد نسبة 15%، وبعضها الآخر تصل فيه نسبة الحد الأعلى إلى 25% و30%، ولكن أكثر من 30% فهذا غير وارد إلا في حالات نادرة جداً.
والحد الآمن لنسبة الاقتباسات في البحث العلمي يكون بشكل منتصف بين الحدين الأدنى والأعلى، على سبيل المثال اعتمدت الجامعة الحد الأدنى ب10% والحد الأعلى ب25%، فإن الحد الآمن هو من 15 إلى 20 %، مع صحة كل نسبة تكون بين ال10 وال25%.
يمكن الكشف عن نسبة الاقتباس في البحث العلمي من خلال أشخاص مطلعين على المجالات العلمية المتخصصة، على سبيل المثال قارئ مطلع على المجال الأدبي القصصي.
أو أن يقوم المختص بتحديد الاقتباسات من خلال وجود التوثيقات ومن ثم يقوم بجمع كامل كلمات الاقتباسات في البحث ومن ثم يخرج نسبتها المئوية مقابل النسبة المئوية لباقي مضمون البحث.
على سبيل المثال كان البحث مكون من 20 ألف كلمة، فمن المنطقي أن تكون 5 آلاف كلمة عبارة عن معلومات مقتبسة، وعلى هذا النحو يتم قياس وتحديد النسبة.
ولكن ليس أي شخص يمكنه القيام بهذا الأمر، بل تحتاج إلى متخصصين يميزون صحة التوثيقات، وبأن الباحث قام بالفعل بتوثيق كل اقتباس ألحقه بمضمون البحث.
وهناك طريقة أخرى يتم اتباعها من قبل المؤسسات والجامعات هي طريقة المواقع الإلكترونية.
وتقوم فكرة المواقع الإلكترونية المتخصصة في الكشف عن نسبة الاقتباس بمقارنة النص الذي يوضع فيها بملايين المضامين الأخرى الموجودة على الانترنت، ومن ثم حصر التشابه وإخراج النسبة بشكل إلكتروني بتحديد مواطن التشابه في البحث مع المضامين المنشورة على الانترنت وتقييمها بالنسبة لعدد البحث كلها.
ولكن هذه الطريقة تقوم فقط بمجرد المقارنة حتى ولو كانت كلمة واحدة، وهذا يجعلها غير فعالة وغير دقيقة، على سبيل المثال إذا أعد أحد الباحثين بحثه عن (فايروس كورونا)، فإن كل كلمة فايروس كورونا سترد في البحث سيقوم التطبيق الإلكتروني بحديدها كاقتباس نظراً لتكرار الكلمة في مضامين أخرى.
ولهذا الطريقة الصحيحة التي تعتمدها المؤسسات والجامعات هي الاستعانة فقط بهذه التطبيقات الإلكترونية في تحديد نسبة الاقتباس، وليس الاعتماد الكامل لكل نتائجها، فيتم النظر في مواطن التحديد للتشابه ومن ثم تحديد ما إذا كان المحدد بالفعل اقتباس أم لا.
وفي الفقرات التالية سنعرض مجموعة من أهم التطبيقات الإلكترونية. التي يمكن استخدامها في الكشف عن نسبة الاقتباس.
أكثر المواقع شهرة المستخدمة في الكشف عن نسبة الاقتباسات، وتعتمده العديد من المؤسسات والجامعات، وهو سهل الاستخدام.
وأكثر ما يميز هذا الموقع أنه يدعم أكثر من 200 لغة. وأكثر ثلاث لغات تتواجد لها مضامين في هذا الموقع هي الإنجليزية والعربية والفرنسية.
ولكن خدماته المجانية مقتصرة على فحص 1000 كلمة فقط في اليوم الواحد. وإذا أردت فحص أكثر من ال1000 كلمة فلابد من دفع رسوم اشتراك.
يمكنك الإطلاع على هذا الموقع من الرابط التالي www.grammarly.com .
سهل الاستخدام ويقدم خدماته بشكل مجاني ولكن بشرط أن يتم استخدامه مرة واحدة في اليوم من جهاز المستخدم.
ويقوم هذا الموقع بتحديد أماكن الاقتباسات بتعليمها باللون الأصفر وبيان المضامين المتشابهة مع الاقتباس الذي تم تحديده.
كما يظهر الموقع نسبة الاقتباس في أعلى خانة الفحص بشكل مباشر، ويقدم تقرير حول نتائج الفحص.
تعتبر نتائج هذا الموقع صحيحة إلى حد كبير. لأنها تعتمد على أسلوب تحديد الكلمات المتشابهة لأكثر من 4 كلمات متتالية. ولهذا لا نجد فيها تحديد كلمات رئيسية في البحث. يتم تكرارها في المجالات المعرفية.
ويضع الموقع عدد كلمات للفحص المجاني وهو 2500 كلمة في الشهر الواحد. وأكثر من ذلك يكون على المستخدم دفع رسوم.
كما أن الموقع يقدم خصومات للمؤسسات والجامعات أو للمستخدمين الذي يقومون باستخدامه بشكل متكرر.
عند اقتباسك لأي معلومة من أي مضمون سواء كتاب أو بحث أو رسالة أو تقرير أو غيرها، لابد من الالتزام بالعديد من الضوابط التي تضمن إلى حد كبير صحة الاقتباس و كذلك ما يتبع الاقتباس، ونوضح ذلك في النقاط التالية:
هذا السؤال يجيبنا عن أهمية معرفة نسبة الاقتباس في البحث العلمي. حيث تعرض هذه النسبة العديد من وجوه الأهمية المفيدة في ضبط حيثيات البحث. والتي نوضحها فيما يلي:
تطرح هذه القضية بين المختصين. والأغلب يرى أنه لا شرط في أن تتركز أغلب الاقتباسات في جزء معين من البحث أو أن يتم توزيعها.
ولكن الأصح أن توزيع الاقتباسات في مضمون البحث بشكل عام هو الأفضل والأكثر فاعلية، بحيث يعطي ذلك ديناميكية للطرح المعلوماتي.
و كذلك إذا نظرنا إلى مسألة التوثيق. فلا يعقل أن تكون عدة صفحات متتالية شاملة على كم كبير من التوثيقات للمعلومات المقتبسة. في حين يظل جزء كبير من البحث دون أي توثيق لأي اقتباس.
ومن هنا نثبت أن من وجوه الاحترافية في إعداد البحوث. هو توزيع الاقتباسات بشكل متوازن ومنتظم وعدم تكديسها في أجزاء معينة من البحث.
حتى أن ذلك يعطي راحة للقارئ وتقبل أكثر للمعلومات الموجودة. هذا ناهيك عن التنسيق والتنظيم.
فارق بسيط ومباشر يحدد ما إذا كان ما قام به الباحث هو اقتباس أم سرقة علمية. وهذا الفارق هو وجود التوثيق الصحيح لأي اقتباس.
فلو لم يضع الباحث توثيقاً كاملاً وصحيحاً للمعلومات المقتبسة. فإن ذلك يضعه في تهمة السرقة العلمية.
فالتوثيق هو عملية كتابة المعلومات التعريفية بعنوان المصدر ومؤلفه ودار النشر وسنة الصدور. وكأن الباحث يقول للقارئ (لست أنا من كتب هذه المعلومة بل اقتبستها من الكاتب الفلاني. في مضمونه الذي بعنوان كذا والمنشور بواسطة كذا في سنة كذا).
ولهذا وجب على الباحث توثيق أي اقتباس يقوم بتنفيذه سواء كان هذا الاقتباس قليل أو كبير.
وفي ختام هذا المقال ننوه مرة أخرى أن نسبة الاقتباس تختلف من مؤسسة إلى أخرى وفقاً لسياستها التحريرية، ولكن ما عرضناه كان اجتهاد من خلال المشاهدات، وهي النسب التي غالباً ما يتم اعتمادها، ولهذا لابد للباحث أن يسأل ويعرف كامل السياسة التحريرية للمؤسسة أو الجامعة التي سيسلمها البحث قبل القيام بإعداده.
لقراءة المزيد حول الوظائف البحثية المتنوعة، قم بزيارة مدونة البيان للخدمات الأكاديمية من هنا
أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.