وأنت تنظر في الكتب على رفوف المكتبة ستجد أن الكتب قد تم فهرستها وفق صنفا فهرسة معتمدين، هما الفهرسة الوصفية والموضوعية في البحث، ولكل صنف من صنفا الفهرسة خصوصيته وطريقة استخدام مختلف عن الصنف الآخر، ويعتبر صنفا الفهرسة من أكثر الأمور التي تهم الباحثين نظراً لأن الباحث بحاجة دائمة إلى الوصول إلى الكتاب أو البحث على رف المكتبة بسرعة وبسهولة، ولهذا لابد أن يتعرف الباحث على صنفا الفهرسة وهذا ما سنقوم به في الفقرات القادمة… .
صنفا الفهرسة هما طريقتين يتم من خلالهما العمل على فهرسة الكتب داخل المكتبات، وصنفا الفهرسة يعبران عن ترتيب المضامين داخل المكتبات وفقاً لمعلومات تعريفية، وهنا لابد أن تتعرف على التعريف الاصطلاحي لكل صنف من صنفا الفهرسة على حدة، و كذلك لابد أن تتعرف على الأمور المتعلقة بكل صنف ن صنفا الفهرسة، ونبدأ أولاً بالتعرف على الصنف الأول وهو الفهرسة الوصفية ومن ثم ننتقل لنتعرف على الصنف الثاني وهو الفهرسة الموضوعية.
أولاً: الفهرسة الوصفية: وهي عملية فهرسة يتم خلالها وصف المادة العلمية من الناحية المادية. مثل طريقة الأداء ومكان البحث ومصادر جمع المعلومات وأدوات الدراسة والمنهج العلمي المستخدم. وما إلى ذلك من أمور مادية فقط لا تشمل التطرق للأمور الخاصة بموضوع المادة العلمية. ومن خلال الفهرسة الوصفية يتم تمييز المادة العلمية عن باقي المواد الأخرى.
ثانياً: الفهرسة الموضوعية: وهو الصنف الثاني من صنفا الفهرسة. ويهتم هذا الصنف بالحديث عن المحتوى الموضوعي والفكري الذي تحتويه الدراسة. ويهتم كثيراً بتناول الموضوع الذي يتناوله الكاتب في المادة العلمية. فيتم من خلاله وضع عبارات تعرف بمضمون البحث بشكل عام. ويتم أيضاً وضع رؤوس أقلام عن الموضوعات التي تحتويها الدراسة وترتيبها وفقاً للحروف الأبجدية. وفيما يلي من نقاط نضع بعض النقاط الهامة الخاصة بالتعريف بصنفا الفهرسة:
صحيح أن طريقة استخدام صنفا الفهرسة مختلفة، ولكن صنفا الفهرسة ملتقيان في الأهمية، إذ أنهما يقومان بالعديد من الوظائف الهامة التي تأتي على صعيد المادة العلمية أولاً ثم على صعيد كتاب هذه المواد والقارئين لها وكذلك على صعيد المكتبة، ولهذا يعتبر صنفا الفهرسة من الأمور التي يجب على الباحث والقارئ أن يعرفوا أهميتها، وهذه الأهمية لصنفا الفهرسة نورد أهم نقاطها فيما يلي:
تضم الفهرسة الوصفية العديد من الأمور التي تهدف لتحقيقها. وهذه الأهداف تأتي متوافقة مع الأمور المادية التي تشملها الفهرسة الوصفية. ولكل هدف من أهداف الفهرسة الوصفية زاوية محددة يسعى لتحقيقها. وهذه الزاوية تمثل معلومات كاملة عن طريقة تنفيذ الدراسة من البداية للنهاية. في النقاط التالية سنقوم بحصر أهم الأهداف التي تسعى الفهرسة الوصفية لتحقيقها:
أولاً: تهدف الفهرسة الوصفية للتعريف بمصادر جمع المعلومات داخل الدراسة. إذ تعتبر مصدر جمع المعلومات من أهم الأمور التي يسعى القارئ لمعرفتها حول ما سيقرأه.
ثانياً: المناهج العلمية التي استخدمها الكاتب في المادية العلمية. تقوم الفهرسة الوصفية بالتعريف بها بشكل كامل. وتهدف إلى وضعها أمام القارئ ليتعرف القارئ على السبيل الذي سار عليه الكاتب في جمع وصياغة المعلومات.
ثالثاً: الحديث عن مصادر جمع المعلومات وعن المناهج العلمية يلزمه الحديث عن أدوات الدراسة. وفي الفهرس الوصفية سيجد القارئ معلومات مركزة حول أدوات الدراسة المستخدمة وكيف قام الكاتب بتوظيفها.
رابعاً: تهدف الفهرسة الوصفية إلى التعريف بالحدود الزمانية والمكانية للدراسة. إذ أن هذه الحدود تزيد من ادراكات القارئ لطبيعة إجراء الدراسة.
خامساً: تأتي أهداف الفهرسة الوصفية متوافقة مع أهداف الفهرسة بشكل عام. من حيث تنظيم الكتب على الرفوف وسهولة وصول القارئ لما يريده من مضامين.
سادساً: الفهرسة الوصفية تهدف بشكل أساسي إلى معرفة طبيعة التقارب والاختلاف بين المضامين التي تحتويها المكتبة، وذلك ببيان التنويع في طرق اعداد الدراسات التي تحتويها المكتبة.
بعد أن تعرفنا على أهداف الفهرسة الوصفية، نأتي لنتعرف على أهدف الصنف الثاني من صنفا الفهرسة وهو الفهرسة الموضوعية، ففي الفهرسة الموضوعية كما سبق وتحدثنا أنها تهتم بتقديم معلومات تعريفية عن الموضوعات التي تتناولها الدراسة، ولهذا سنجد أن معظم أهدافها ترتبط بشكل أساسي بموضوع الدراسة، وفيما يلي نقوم بتقديم أهم أهداف الفهرسة الموضوعية:
الفهرسة غير مقتصرة على صنفا الفهرسة الوصفية والموضوعية في البحث، بل إن هناك أصناف أخرى للفهرسة يمكن تنفيذها داخل المكتبة، ولكن في هذا المقال تناولنا صنفا الفهرسة الوصفي والموضوعي نظراً لأهميتها ولعدم معرفة الكثير بهما، ولكن إلى جانب صنفا الفهرسة هذين هناك أصناف أخرى متعارف عليها وسهلة التمييز، وهذه الأصناف الأخرى نضعها في الطرح التالي:
أولاً: الفهرسة الأبجدية وفقاً لعنوان المادة: في هذا الصنف من أصناف الفهرسة يتم النظر في الحروف الأولى المكونة لعنوان المادة وذلك بعد تصنيف إلى أي مجال تنتمي هذه الدراسة، ثم يتم ترتيبها على الرف وفقاً للحروف الأبجدية، وهذا نوع من أنواع الفهرسة هو الأكثر استخداماً، ولكن المكتبات الحديثة تتجه بشكل جدي نحو استخدام صنفا الفهرسة الوصفي والموضوعي نظراً لأنهما يقدمان تعريف أكثر عن المادة الموجودة على الرف.
ثانياً: الفهرسة الأبجدية وفقاً لاسم المؤلف: يتم النظر في اسم المؤلف الأول للمادة ومن ثم يتم الترتيب للمواد على الرفوف وفقاً للتسلسل الأبجدي، وذلك طبعاً بعد أن يتم تصنيف المادة إلى المجال الذي تنتمي إليه، ولكن هذا النوع من أنواع الفهرسة يعتبر الأقل استخداماً مقارنة بالنوع السابق.
ثالثاً: الفهرسة القاموسية: وهي نوع كثير الاستخدام في الفهارس، إذ يعتمد على البطاقة التوثيقية الخاصة بالمادة. فيتم كتابة عنوان المادة واسم مؤلفها على البطاقة وإعطاء رقم خاص بهذه البطاقة. ومن ثم تسجيل كافة هذه المعلومات في سجل لدى أمين المكتبة، وتعتبر هذه الطريقة تقليدية ومستخدمة منذ القدم. وصحيح أنها تسهل الوصول إلى المواد المطلوبة بسرعة ولكنها تفقد القارئ متعة البحث عن المعلومات الداخلية في المضامين. واختيار المضمون وفقاً للمعلومات التعريفية، وهذا بخلاف ما يعكسه صنفا الفهرسة الوصفية والموضوعية.
لابد أن يتم العمل بصنفا الفهرسة الوصفية والموضوعية في البحث وفقاً للعديد من الشروط والمعايير الخاصة، وهذه الشروط والمعايير تمثل الضوابط الأساسية لآلية التنفيذ لهذين الصنفين، فهنا لابد من القيام بذكر المعلومات الصحيحة حول المادة سواء المعلومات المادية في الفهرسة الوصفية أو المعلومات الموضوعية في الفهرسة الموضوعية، و كذلك لابد من الالتزام الكامل بنظام المجال الكامل، ونقصد بالمجال الكامل أن إذ تم استخدام الفهرسة الوصفية في مجال البيئة على سبيل المثال فلابد من إتمام فهرسة كافة المضامين في مجال البيئة بالفهرسة الوصفية لا الذهاب لصنف آخر من أصناف الفهرسة، و كذلك لابد أن يتم تقديم معلومات كافية حول طريقة آداء الدراسة في الفهرسة الوصفية ومعلومات كاملة عن موضوع الدراسة في الفهرسة الموضوعية.
ومن الشروط أن يلتزم المصنف باستخدام كلمات سهلة الفهم لا تتطلب التحليل العميق. فالقارئ يكون على عجالة من أمره ويريد الحصول على المواد التي تناسبه ليقرئها. و كذلك لابد أن يتم الجمع بين كافة المواد على الرف الواحد بما يناسب القارئ. على سبيل المثال لا يعقل أن يختار المصنف الفهرسة الوصفية. ويبدأ بوضع المادة الأولى التي تستخدم المنهج التاريخي ومن ثم يضع ورائها المنهج التحليلي ومن ثم يعود ليضع المنهج التاريخي. فالصحيح أن يتم وضع كافة الدراسات المتشابهة في طريقة الأداء بشكل ملاصق ومن ثم الانتقال لمواد أخرى… وهكذا، و كذلك لابد من الانتباه لمعيار تميز كل دراسة عن الأخرى. فلا يتم وصف المواد في المكتبة باستخدام نفس الكلمات ونفس النمط.
أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.