البحث العلمي

قد يبدو الاعتراف الصحيح بالمصادر وكأنه لا يحتاج إلى تفكير، كما ينبغي أن يكون صحيح من خلال توثيق المراجع. ومع ذلك، هناك العديد من الحالات التي لا يتم فيها التحقق من الإسناد والتوثيق غير الصحيح.

فقد تكون كلمات السير لإسحاق نيوتن الشهيرة في رسالته في عام 675 إلى روبرت هوك. “إذا كنت قد رأيت المزيد، بالوقوف على أكتاف العمالقة” بمثابة تذكير قوي بأنه حتى أشهر العلماء اعتمدوا على أسلافهم. لكنها في الحقيقة غير كافية لأن نيوتن لم يذكر أسماء هؤلاء العمالقة صراحة. ومع ذلك، وبغض النظر عن النية، فقد أصبح البيان يمثل أهمية منح الائتمان عندما يكون الائتمان مستحقاً.

ولكن بصرف النظر عن هذه الأسباب الواضحة، ربما توجد حجج أخرى أقل اعتباراً للعلماء ليكونوا دقيقين بشأن الاستشهاد بالمصادر بشكل صحيح والقيلم بتويث المراجع. فبعض هذه الأسباب لصالح المجتمع البحثي بأكمله، في حين أن البعض الآخر أكثر شخصية. لذا تناقش هذه المقالة بعض تلك الحجج الأقل وضوحاً لقيام الباحثين بتوثيق المراجع.

يعتبر توثيق المراجع بمثابة أداة للتحقق من الحقائق:

الدقة مهمة للغاية في أي كتابة، خاصة عندما نكتب عن العلم. حيث إن عملية البحث عن مرجع للتحقق هي بمثابة فحص دقة. على سبيل المثال للتحقق من نظرية معينة استخدمتها في دراستك، ولضمان دقة النظرية الذي أعيدت صياغتها، أو للاستشهاد بدراسة أخرى تتعلق بدراستك.

ممارسة الاقتباس وتوثيق المراجع يجعلك باحثاً أفضل:

تتضمن بعض السمات المميزة للبحث الجيد الانتباه إلى التفاصيل والقدرة على تمييز الأنماط وإقامة الروابط. فيمكن أن تساعد ممارسات الاقتباس الجيدة في كليهما. حيث يستلزم الإسناد الصحيح للمصادر وتوثيق المراجع العديد من التفاصيل. مثل أرقام الصفحات الصحيحة، وتهجئة أسماء المؤلفين، وبالطبع دقة الحقائق التي تقدمها في بحثك أو في أي عمل آخر.

أن تصبح مهتماً بالتفاصيل في جانب واحد يغرس تلقائياً عادات جيدة في جميع المجالات في بحثك. وبالنسبة للقدرة على تحديد الاتجاهات والأنماط، فإن إعداد ببليوغرافيا جيدة يدربك على هذه المهمة وهو أمر حاسم في التحليل العلمي؛ بسبب الكم الهائل من المعلومات التي تتكثف في مساحة قصيرة.

كلنا نطمح إلى تلك الدراسة الأنيقة التي يكون فيها النظرية مقنعة مثل المحتوى وعادات الإسناد الجيدة التي تبني أساساً قوياً لتحقيق هذا الهدف. حيث إن الاستشهاد بمصادر محددة للحقائق المختلفة التي نقدمها يزيل السمات المميزة للكسل الفكري والتفكير الغامض والكتابة غير المستقرة مثل التعميمات والادعاءات الكاذبة الصريحة. على سبيل المثال/ عندما تكون العبارات “الجميع يعرف” أو “يقولون” فالمصادر المحددة تجعلك تتجنب هذه العبارات. إذاً الاستشهاد الجيد يمكنك من حذف عبارة “يُقال” من ورقتك الأكاديمية إلى الأبد.

عندما تستشهد بالمصادر بشكل صحيح، فإنك لا تترك أي سؤال في أذهان القراء بشأن وجهة نظرك. علاوة على ذلك، من خلال الاستشهاد يمكنك بسهولة استخدام اللغة النشطة وتجنب رفع العلم الأحمر المخيف للسلبية لمحرري المجلات والمراجعين.

ولخدمات تحديد الاقتباسات وتوثيقها يمكنك الحصول على أتم النتائج المطلوبة من خدمات البيان فتفضل بطلبها من هنا .

تظهر ببليوغرافيا جيدة معرفتك العلمية:

الببليوغرافيا هي ببساطة تجميع للمصادر المختلفة التي قرأتها واستشهدت بها في دراستك، وأطروحتك، وكتابك، وما إلى ذلك. وبالتالي، فإن الببليوغرافيا الشاملة هي بطبيعة الحال سمة مميزة لعالم مقروء على نطاق واسع ومستنير.

ستعمل ممارسات الاستشهاد الدقيق وتوثيق المراجع على بناء مصداقيتك كباحث:

هذه النقطة هي نتيجة طبيعية بسيطة للنقطة السابقة، في الواقع يتمثل الدور الأعمق والأكثر أهمية الذي تلعبه الببليوغرافيا الجيدة للباحثين في ترسيخ مصداقية الباحث بين أقرانه في مجالهم. فكلما وثقت أبحاثك وحججك بشكل أفضل، زادت مصداقيتك مع زملائك العلميين.

توثيق المراجع يتيح التحقق بشكل أفضل من عملك:

يتم فحص أي جزء من الكتابة الأكاديمية عدة مرات قبل أن يتم طباعته في النهاية أو على موقع ويب. سواء كان المرء مراجعاً نظيراً أو محرراً أو مساعداً تحريرياً وظيفته ببساطة تتبع المصادر في قائمة المراجع والتأكد من دقة الاستشهادات، تصبح الحياة أسهل ببساطة عندما يكون هناك عمل أقل انشغالاً. لذلك، من المرجح أن يتم تمرير دراستك خلال هذه الجولات المتعددة من التحرير بأقل قدر من النقد وردود الفعل الإيجابية إذا كنت قد تحملت بالفعل عناء إسناد معلوماتك بشكل صحيح والاستشهاد بجميع مصادرك.

بالإضافة إلى الأهمية السابقة تكمن أهمية توثيق المراجع في البحث العلمي في النقاط التالية: يعد توثيق المراجع هو الركيزة الوحيدةالتي يعتمد عليها الباحثون في التحري والبحث عن الحقائق. بالإضافة إلى أن التوثيق هو ذاكرة الأمة المنيرة اليقطة الحصينة التي لا يدركها النسيان. علاوة على أن توثيق المراجع يعتبر حلقة وصل متينة تصل بين حاضر الأمة وماضيها. وهكذا يساعد على معرفة التطور الذي حصل في المجتمع في كافة مفاصل حركته في ذلك الزمن الماضي. كما ويعد التوثيق هو المستند الصحيح المحكم المؤكد الذي يؤخد به على وجه الصحة والدقة والواقع في الحقيقة كما كانت وكما هي. وأخير يعد توثيق المراجع شاهد على نضال وجهاد الأفراد والجماعات والحكومات والمنظمات والدول التي تعاقبت منذ فجر التاريخ.