عندما يفكر معظم الناس في الأخلاق، فإنهم يفكرون في قواعد للتمييز بين الصواب والخطأ. مثل القاعدة الذهبية (افعل بالآخرين كما تحب أن يفعلوا لك)، وهي مدونة لقواعد السلوك المهني. فهذه هي الطريقة الأكثر شيوعاً لتعريف الأخلاق: قواعد السلوك التي تميز بين السلوك المقبول وغير المقبول.
يتعلم معظم الناس المعايير الأخلاقية في المنزل أو في المدرسة أو في المسجد أو في أماكن اجتماعية أخرى. على الرغم من أن معظم الناس يكتسبون إحساسهم بالصواب والخطأ أثناء الطفولة. إلا أن التطور الأخلاقي يحدث طوال الحياة ويمر البشر بمراحل مختلفة من النمو أثناء نضجهم. فالمعايير الأخلاقية منتشرة في كل مكان لدرجة أن المرء قد يميل إلى اعتبارها مجرد منطق. من ناحية أخرى، لا تنحصر الأخلاق على جانب محدد، فيها تخدم أيضاً أهداف البحث.
هناك العديد من الأسباب التي تجعل من المهم الالتزام بالمعايير الأخلاقية في البحث. أولاً تعزز المعايير أهداف البحث مثل المعرفة والحقيقة وتجنب الخطأ. على سبيل المثال، تحريم التلفيق أو تزوير أو تحريف بيانات البحث يعزز الحقيقة ويقلل من الخطأ.
ثانياً نظراً لأن البحث غالباً ما ينطوي على قدر كبير من التعاون والتنسيق بين العديد من الأشخاص المختلفين في مختلف التخصصات والمؤسسات. فإن المعايير الأخلاقية تعزز القيم الأساسية للعمل التعاوني، مثل الثقة والمساءلة والاحترام المتبادل والإنصاف. على سبيل المثال، العديد من المعايير الأخلاقية في البحث مثل المبادئ التوجيهية للتأليف. وسياسات حقوق النشر وبراءات الاختراع، وسياسات مشاركة البيانات، وقواعد السرية في مراجعة الأقران. مصممة لحماية مصالح الملكية الفكرية مع تشجيع التعاون، فيرغب معظم الباحثين في الحصول على رصيد لمساهماتهم ولا يريدون سرقة أفكارهم أو الكشف عنها قبل الأوان.
ثالثاً تساعد العديد من المعايير الأخلاقية في ضمان إمكانية مساءلة الباحثين أمام الجمهور. على سبيل المثال، السياسات بشأن سوء السلوك البحثي، وتضارب المصالح، وحماية الموضوعات البشرية. واستخدامها ضرورية للتأكد من أن الباحثين الذين يتم تمويلهم من المال العام يمكن أن يخضعوا للمساءلة أمام الجمهور. رابعاً تساعد المعايير الأخلاقية في البحث أيضاً في بناء الدعم العام للبحث. فمن المرجح أن يمول الناس مشروعاً بحثياً إذا كان بإمكانهم الوثوق بجودة البحث ونزاهته.
أخيراً، تعزز العديد من معايير البحث مجموعة متنوعة من القيم الأخلاقية والاجتماعية المهمة الأخرى. مثل المسؤولية الاجتماعية وحقوق الإنسان والامتثال للقانون والصحة والسلامة العامة. حيث يمكن أن تلحق الثغرات الأخلاقية في البحث ضرراً كبيراً بالمواضيع البشرية والطلاب. على سبيل المثال ، قد يضر الباحث الذي لا يلتزم باللوائح والمبادئ التوجيهية المتعلقة بالإشعاع أو السلامة البيولوجية قد يعرض صحته وسلامته للخطر.
فيما يلي ملخص تقريبي وعام لبعض المبادئ الأخلاقية التي تتناولها القوانين المختلفة:
الانصاف والموضوعية: لتجنب التحيز في التصميم التجريبي، وتحليل البيانات، وتفسير البيانات، ومراجعة الأقران. وقرارات الموظفين، وكتابة المنح، وشهادة الخبراء، وغيرها من جوانب البحث… حيث تكون الموضوعية متوقعة أو مطلوبة، فتجنب أو قلل من التحيز أو خداع الذات.
النقد الهادف: مشاركة البيانات والنتائج والأفكار والأدوات والموارد، فكن منفتحاً على النقد والأفكار الجديدة.
احترام الملكية الفكرية: تكريم براءات الاختراع وحقوق التأليف والنشر وغيرها من أشكال الملكية الفكرية. فلا تستخدم البيانات أو الأساليب أو النتائج غير المنشورة دون إذن. وإعطاء الاعتراف المناسب أو الائتمان لجميع المساهمات في البحث، فلا تنتحل ابداً.
سرية المعلومة: حماية الاتصالات السرية، مثل الأوراق أو المنح المقدمة للنشر، وسجلات الموظفين، والأسرار التجارية أو العسكرية، وسجلات المرضى.
استفادة المستهدفين من البحث: تساعد في تثقيف وتوجيه وإرشاد الطلاب، وتعزيز رفاهيتهم والسماح لهم باتخاذ قراراتهم بأنفسهم.
الأمانة: يسعى الباحثين للأمانة في جميع الاتصالات العلمية، بصدق تقرير البيانات والنتائج والأساليب والإجراءات، وحالة النشر. فلا تلفق أو تزور أو تحرف البيانات، ولا تخدع الزملاء أو رعاة البحث أو الجمهور.
النزاهة: حافظ على وعودك واتفاقاتك؛ التصرف بصدق لاتساق الفكر والعمل.
الحذر: تجنب الأخطاء والإهمال، وافحص بعناية ونقد عملك وعمل زملائك. فاحتفظ بسجلات جيدة لأنشطة البحث، مثل جمع البيانات وتصميم البحث والمراسلات مع الوكالات أو المجلات.
الشفافية: افصح عن الأساليب والمواد والافتراضات والتحليلات والمعلومات الأخرى اللازمة لتقييم بحثك.
المسئولية: تحمل المسؤولية عن دورك في البحث وكن مستعداً لتقديم تقرير (أي شرح أو مبرر) لما فعلته في مشروع بحثي ولماذا؟ فانشر من أجل تعزيز البحث والمنح الدراسية، وليس لتعزيز حياتك المهنية فقط.
الكفاءة: الحفاظ على كفاءتك المهنية وخبراتك وتحسينها من خلال التعليم والتعلم مدى الحياة؛ اتخاذ خطوات لتعزيز الكفاءة في العلوم ككل.
الشرعية: معرفة والالتزام بالقوانين والسياسات المؤسسية والحكومية ذات الصلة.
على الرغم من أن المدونات والسياسات والمبادئ مهمة جداً ومفيدة، مثل أي مجموعة من القواعد، إلا أنها لا تغطي كل المواقف، وغالباً ما تتعارض وتتطلب تفسيراً كبيراً. لذلك من المهم للباحثين تعلم كيفية تفسير وتقييم وتطبيق قواعد البحث المختلفة؟ وكيفية اتخاذ القرارات والتصرف بشكل أخلاقي في المواقف المختلفة؟ الغالبية العظمى من القرارات تنطوي على التطبيق المباشر للقواعد الأخلاقية.
قد يكون للجامعة أو وكالة التمويل سياسات خاصة بإدارة البيانات تنطبق على هذه الحالة. فقد تنطبق أيضاً القواعد الأخلاقية الأوسع، مثل الانفتاح واحترام الائتمان والملكية الفكرية. على هذه الحالة، قد تكون القوانين المتعلقة بالملكية الفكرية ذات صلة.
يمكنك طلب خدمات خاصة بالبحث العلمي من فريق البيان من هنا .
مرفق فيديو حول أخلاقيات البحث العلمي
أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.