تتنوع الكتابة وفقاً لنوع القالب والهدف، فلو أمسكنا رواية وقرأناها لوجدنا فيها أسلوب الكتابة يعتمد على الجماليات اللغوية، و كذلك لو أمسكنا مادة تقريرية لأحد المؤسسات سنجد أنها ذات صيغة مباشرة ومختصرة لتضمين مجموعة معلومات، أما مفهوم الكتابة الأكاديمية فمرتبط بشكل مباشر بإعداد الأبحاث والرسائل العلمية، ولا غنى لدى العلم عن معرفة مفهوم الكتابة الأكاديمية، ولهذا استخلصت مؤسسة البيان للخدمات الأكاديمية مجموعة من النقاط المتعلقة بمفهوم وأهمية الكتابة الأكاديمية والتي ستشملها الفقرات القادمة من هذا المقال... .
ما المقصود بالكتابة الأكاديمية:
أوضحنا في مقدمة هذا المقال أن الكتابة الأكاديمية مرتبطة بالأبحاث والرسائل. فكلمة الأكاديمية يقصد بها الضابط التعليمي المؤسسي مثل ( المدرسة، الجامعة، المراكز العلمية، الخ).
ويمكن أن نضع تعريف اصطلاحي كامل للكتابة الأكاديمية. بأنها عملية مهارية يتم فيها ترتيب مجموعة من المعلومات في بنية البحث وذلك بإتمام محاور البحث وترتيبها وعرض الأفكار بطريقة مترابطة ومتسلسلة، وتوثيق المعلومات المقتبسة. واجراءات أخرى توصل لمخرجات البحث النهائي. وتدعم تحقيق الأهداف الأساسي من إعداد هذا البحث.
أهمية الكتابة الأكاديمية:
ترتبط أهمية الكتابة الأكاديمية بأهمية المادة العلمية التي يقدمها الطالب لنيل درجة علمية معينة، كما أن للكتابة الأكاديمية صبغة تضفيها على الطابع العام للمادة العلمية، وهذا ما سنعرضه في النقاط التالية:
تحافظ على الترابط والتنظيم لكافة عناصر المادة العلمية من بدايتها إلى نهايتها، على سبيل المثال لو أمسكت رسالة ماجستير ستجد الترابط والتسلسل في العناصر بدءاً من الخطة وانتقالاً للإطار النظري والنتائج وغيرها.
تعطي المادة العلمية قوة في الطرح، وتضبط آلية عرض المعلومات بشكل منطقي.
تعتمد الكتابة الأكاديمية على المبادئ والأسس التي لو اتبعها الكاتب سيضمن إلى حد كبير قلة الأخطاء في المادة العلمية.
تمنع الباحث من التشتت والخروج عن السياق. فهو مضبوطة بالمقترح والخطة التي يوافق عليها المشرفون.
لها دور كبير في حفظ الأمانة العلمية. بدءاً من إرساء مفاهيم حقوق الملكية و كذلك التأكيد على التوثيق الصحيح للمراجع دفعاً لتهمة الانتحال.
البناء فيها يجعل القارئ يندمج مع المادة العلمية مما يزيد من فهم القارئ للأفكار المطروحة.
التبسيط والتسلسل في طرح المعلومات يجعل الاستفادة أكبر لدى القارئ.
تقوم على الدلائل والبراهين والأطروحات العلمية. مثل التحليل الإحصائي مما يزيد من فرصة إقناع القارئ بما تم عرضه من معلومات.
طابعها الخاص يميزها عن غيرها من القوالب الأخرى، مما يجعلها خاصة بالباحثين الأكاديميين الذين يشرف عليهم أهل الاختصاص مثل أساتذة الجامعات.
ضوابط لابد منها في الكتابة الأكاديمية:
تنضبط هذه الكتابة بمجموعة أسس لابد للباحث الالتزام بها. لكي يقبل منه المادة العلمية التي قام بإعدادها. وأهم هذه الضوابط ما يلي:
الالتزام بالتسلسل في العناصر، فأول ما يبدأ به هو تسليم مقترح البحث للمشرف، ومن ثم أخذ الموافقة وتقديم الخطة وبعدها الدخول في باقي العمليات.
المشرف عامل مهم في الكتابة الأكاديمية. إذ أن الطابع الأكاديمي يؤكده المشرف بالمتابعة الدورية الإشرافية.
الهيكلية الكاملة لترتيب المضمون لابد من الالتزام بها وفقاً لسياسة الجهة الأكاديمية المشرفة على المادة العلمية، على سبيل المثال بعض الجامعات تضع خطة البحث أول البحث قبل المقدمة، والبعض يقوم بوضعها بعد المقدمة.
الدراسات السابقة والمراجع تنحكم بسياسة المؤسسة، على سبيل المثال بعض الجامعات ترفض الاستدلال باقتباسات مأخوذة من مراجع قديمة أثرية، و كذلك بخصوص نسبة الاقتباس التي تحددها كل جامعة وفقاً لرؤيتها.
عدد الصفحات وآلية التنسيق أمر لابد منه في الكتابة الأكاديمية.
السقوف الزمنية يجب الالتزام بها كاملة.
تعتمد هذه الكتابة على القواعد الكاملة سواء كانت قواعد خاصة باللغة أو المعلومات وما إلى ذلك من أمور.
ملاحظة أخيرة:
الفرق بين الكتابة الأكاديمية والكتابة العلمية العادية بأن الأولى تشرف عليها جهة أكاديمية مثل المدرسة أو الجامعة، وتأخذ طابع الرسمية أكثر من الكتابة العلمية العادية.