البحث العلمي
معلومات مهمة حول طريقة التوثيق APA
البحث العلمي بشكل عام يتكون من مجموعة من العمليات الإجرائية. ومن بين هذه العمليات الإجرائية هناك عملية تأتي لحفظ حقوق الكتاب والباحثين الآخرين الذين تم اقتباس المعلومات من دراساتهم. وهذه العملية تسمى عملية توثيق المراجع. ولعملية توثيق المراجع في البحث العلمي أنواع أيضاً. ومن أهم أنواع عملية توثيق المراجع في البحث العلمي هي طريقة التوثيق APA. حيث يتم اعتماد طريقة التوثيق APA في العديد من الجامعات والمراكز البحثية. وبناءاً على هذا سنقوم بعملية إلمام مفصل بطريقة توثيق المراجع APA في مضمون البحث العلمي.
هذا هو المقصود بعملية توثيق المراجع APA:
امسك أحد الأبحاث وانظر في الصفحات الداخلية له. ستجد أن هذا البحث احتوى على حاشية سفلية شملت معلومات توثيق المراجع الواردة في كل صفحة من صفحات البحث العلمي. و كذلك قم بالنظر إلى آخر البحث فستجد أن ثمة قائمة كاملة تشمل عملية توثيق كافة المراجع الواردة في مجمل مضمون البحث العلمي.
كنا في السطور السابقة نتحدث عن عملية توثيق المراجع في البحث العلمي وفقاً لطريقة APA. فعملية توثيق المراجع داخل الصفحات. و كذلك عملية التوثيق في قائمة المراجع هي بحد ذاتها المقصود بعملية توثيق المراجع APA.
والآن يمكننا القول بأن التعريف الاصطلاحي لعملية توثيق المراجع في البحث بطريقة APA هي: عملية يتم فيها تدوين المعلومات التعريفية لكافة المراجع الموجودة في البحث من خلال شقين أساسيين لهذا التوثيق وهما التوثيق في الحواشي السفلية داخل صفحات البحث العلمي. و كذلك الشق الثاني من عملية التوثيق وهو توثيق المراجع في قائمة المراجع آخر البحث العلمي.
ولابد من معرفة أن طريقة APA للتوثيق هي الطريقة المبتكرة من جمعية علم النفس الأمريكية.
والناظر إلى التعريف الخاص بطريقة توثيق المراجع في البحث العلمي APA يلاحظ ما يلي:
- APA طريقة توثيق تأخذ بمجمل المراجع الموجودة في البحث العلمي.
- تجمع طريقة التوثيق APA بين عملية التوثيق الداخلي للمراجع وكذلك عملية التوثيق في قائمة المراجع.
- لا تستثني طريقة توثيق مراجع البحث APA أي مرجع سواء في عملية التوثيق الداخلي في صفحات البحث أو عملية التوثيق في قائمة المراجع.
يمكنك استخدام طريقة توثيق المراجع APA كما يلي:
تعتمد طريقة توثيق مراجع البحث APA على المعلومات الأساسية التعريفية بكل مرجع من المراجع البحثية، وهي:
- اسم المؤلف.
- عنوان الدراسة.
- سنة النشر.
- مكان النشر.
- رقم الصفحة التي تم الاقتباس منها.
وفي طريقة توثيق المراجع APA لابد من اتباع المعايير التالية:
- في التوثيق الداخلي للمراجع بطريقة APA داخل البحث ليس شرطاً أن تتم عملية توثيق المراجع في الحواشي السفلية للصفحات. بل يجوز في APA اتباع أسلوب التوثيق بين قوسين في نهاية المعلومة المقتبسة.
- تتم عملية توثيق المراجع APA من خلال البدء بكتابة اسم المؤلف ثم فاصلة ثم عنوان الدراسة ثم فاصلة ثم سنة النشر ثم فاصلة ثم مكان النشر ثم فاصلة. وأخيراً قوسين بداخلهما رقم الصفحة في المرجع الأساسي الذي قام الباحث بالاقتباس منه. وهذا هو الشكل العام لكافة التوثيقات بطريقة APA.
- وبالنسبة لعملية توثيق مراجع البحث بطريقة APA في الشق الثاني منها وهو القائمة. فتقوم طريقة APA بعملية تقسيم المصادر نفسها إلى مضامين قوالبها الأصلية (الكتب، الرسائل، المقالات، المجلات، المواقع الالكترونية، وغيرها) ومن ثم تتبع طريقة APA نفس أسلوب التوثيق الداخلي في ترتيب معلومات المرجع الواحد.
- في طريقة APA لابد أن تكون كافة المراجع الموثقة داخل صفحات البحث موجودة في قائمة المراجع. وذلك لأن طريقة APA لها شقين كما أسلفنا في التعريف.
دوافع استخدام طريقة توثيق مراجع البحث APA:
أكثر من 90% من الجامعات العالمية تقوم باعتماد طريقة APA في عملية توثيق المراجع في الأبحاث التي يقدمها الطلاب. وهذا ينبثق من دوافع وضرورة وأهمية تمتلكها طريقة APA. ويمكن توضيح هذه الدوافع والأهمية لطريقة APA في النقاط التالية:
- عملية التوثيق في داخل صفحات البحث تعطي القارئ فرصة التركيز ومعرفة مصدر المعلومات مباشرة. و كذلك عملية التوثيق في قائمة المراجع آخر البحث تعمل على حصر وتوضيح كافة المراجع بشكل منظم، وطريقة APA تعمل على الدمج بين هاتين الطريقتين لتجمع الفائدة لهما في طريقة واحدة مباشرة.
- تؤكد طريقة APA على مصداقية وجهد الباحث في استخدامه المراجع التي قام بتوثيقها. وذلك لأن وجود التوثيق الداخلي يمكن من خلاله الرجوع بسهولة إلى المرجع المدون والتأكد من صحة المعلومة المقتبسة.
- تعطي طريقة APA المهارة للباحثين المبتدئين على ممارسة عملية التوثيق، وذلك لأن الباحث سيجد نفسه في طريقة APA يوثق المرجع الواحد مرتين.
- أسلوب تفسير المفسر، هذا الوصف يمكن اطلاقه على طريقة APA لتوثيق مراجع البحث، حيث تعمل طريقة APA على ايضاح المراجع و كذلك بيان أين تم استخدام هذه المراجع.
يمكنك تقسيم قائمة المصادر آخر البحث بهذه الطرق:
في طريقة APA وغيرها من طرق التوثيق تتم عملية تقسيم قائمة المصادر ذاتها إلى أجزاء وفقرات، وبالنسبة لطريقة APA فتعتمد أسلوب تقسيم واحد وهو قالب المضمون، وهناك أيضاً طرق أخرى يمكن فيها تقسيم قائمة المصادر، نوضح هذه الطرق كما يلي:
- طريقة تقسيم قائمة المصادر في البحث حسب قالب المضمون: وهي كما أسلفنا الطريقة المعتمدة بالنسبة ل APA، حيث يتم البدء بعملية كتابة المصادر التي يكون قالبها الأصلي الكتب ومن ثم عملية كتابة الرسائل الجامعية ومن ثم عملية كتابة الأبحاث العلمية وبعد ذلك المقالات والتقارير المنشورة في المجلات وأخيراً كتابة المواقع الإلكترونية.
- من بين طرق تقسيم قائمة المصادر في البحث هي التقسيم حسب مجال المادة: على سبيل المثال يبدأ الباحث بكتابة المصادر الدينية ومن ثم المصادر التاريخية وبعد ذلك المصادر الرسمية والوثائق…. وهكذا.
- تقسيم قائمة المصادر في البحث حسب الترجمة: البعض يقسم قائمة المصادر إلى قسمين فقط الأول يكون المصادر العربية والثاني يكون المصادر الأجنبية أو المترجمة.
- طريقة التقسيم وفقاً للمناهج العلمي: وهذه الطريقة تعتمد على النظر في المنهج العلمي الذي اعتمدت عليه المصادر، فتتم عملية كتابة كل منهج على حدة، على سبيل المثال يبدأ الباحث بعملية كتابة المصادر ذات المنهج التاريخي وبعدها ذات المنهج التحليلي… وهكذا.
- وفقاً للتسلسل الأبجدي: ولكن هذه الطريقة لا يتم استخدامها بكثرة، وذلك لكونها مشتتة لذهن القارئ، و كذلك لوجود صعوبة فيها حيث تتطلب الأبجدة باعتبار الحرف الأول والثاني والثالث.
اتبع هذه القواعد في عملية التوثيق:
عملية التوثيق بشكل عام سواء ب APA و غيرها من الطرق تنحكم بضوابط وقواعد لابد أن تراعيها كاملة، وذلك لأن عملية توثيق المصادر في البحث يتم تحكيمها من قبل محكم مختص، وأهم هذه القواعد هي:
- المصداقية أولاً حيث يتم الحكم على البحث بالانتحال ورفض قبوله في حال ثبوت عدم مصداقية عملية التوثيق.
- التوثيق لابد أن يكون مكتمل المعلومات، وذلك بكتابة اسم المؤلف وعنوان المرجع وسنة الصدور ومكان الصدور.
- التوثيق الداخلي لابد أن يتم تأكيده في قائمة المصادر، وليس شرطاً أن تكون كل المصادر الموجودة في القائمة موجودة في صفحات البحث الداخلية، ولكن لابد أن يتواجد معظمها، ولعل السبب في هذا يعود إلى وجود مصادر تم اقتباس الفكرة منها لا المضمون.
- التنسيق مهم في عملية التوثيق سواء في التوثيق الداخلي للبحث أو في القائمة، وفي هذا التنسيق يتم ابراز اسم المؤلف وعنوان الدراسة بشكل لافت.
- لابد من وضع رقم يشير إلى مكان الاقتباس في متن البحث و كذلك نفس الرقم يكون للمصدر الذي تم الاقتباس منه، وهذه القاعدة خاصة بالتوثيق الداخلي.
طرق التوثيق في المصادر المختلفة:
تتعدد مصادر المعلومات التي يتم الاقتباس منها. ولكل مصدر من هذه المصادر معلومات خاصة لابد من توثيقها، نوضح هذا المقصد في الطرح التالي:
أولاً: عملية توثيق الكتب: حيث تتطلب كتابة اسم المؤلف ثم اسم الكتاب ثم دار النشر ثم سنة الصدور.
مثال/ محمد محمود، طرق التوثيق APA، مصر، 2007.
ثانياً: توثيق الرسائل الجامعية: تتم عملية كتابة اسم الباحث. ثم بيان طبيعة الرسالة هل هي ماجستير أو دكتوراه أو غيرها عنوان الرسالة ثم الجامعة وسنة الصدور.
مثال/ عصام محمود، رسالة ماجستير بعنوان (تقنيات التعليم عن بعد)، جامعة القاهرة، 2010م.
ثالثاً: التوثيق للمجلات والدوريات: إما مقال أو تقرير أو حتى بحث. ويتم كتابة اسم الكاتب ثم بيان طبيعة المادة ثم اسم المجلة ثم عنوان المادة ورقم العدد وتاريخ صدوره ومكان صدوره.
مثال/ علي محمد، مقال منشور على مجلة الوطن بعنوان (الحالة الاقتصادية في الشرق الأوسط)، العدد 370 شهر فبراير 2019.
رابعاً: كيفية توثيق المواقع الإلكترونية: يلزم فيها كتابة اسم الكاتب. ومن ثم قالب المادة ومن ثم اسم الموقع أو المدونة وبعدها الرابط الإلكتروني.
مثال/ محمد علي، تقرير منشور على موقع المواطن على الرابط التالي ………… .
هل تكون طريقة توثيق المراجع APA مناسبة لكافة المضامين؟
الأبحاث، الكتب، الرسائل، المقالات، التقارير. وغيرها من قوالب المضامين المعرفية، هل تعتبر طريقة توثيق المراجع APA مناسبة لها جميعاً؟.
الإجابة لا، فهذه الطريقة يرجح المختصون أن مناسبة للمضامين التفصيلية التي يكون فيها طرح معلومات بشكل واسع مثل الأبحاث والكتاب والرسائل الجامعية، أما بالنسبة للمقالات والتقارير وباقي المضامين الفرعية فإن طريقة APA غير مناسبة لها، إذا يتم في مثل تلك المضامين اتباع طريقة التوثيق في القائمة فقط.
ويذهب الكثير من المختصين إلى أن توثيق المضامين الصغيرة كالمقالات يكون بوضع رقم مرجع نهاية الاقتباس، ولكن لا يتم التوثيق في نفس الصفحة، بل يتم وضع نفس الرقم في قائمة المراجع آخر المقال وكتابة التوثيق الكامل لهذا الاقتباس.
فالعامل الأساسي الذي يفسر هذه الاجابة هي عدد صفحات المضمون نفسه، وهناك فرق كبير بين المضامين في عدد الصفحات، على سبيل المثال يصل عدد صفحات البحث إلى أكثر من 30 صفحة في المعتاد، أما المقالات فأغلبها لا يتجاوز ال 5 صفحات فقط.
في الختام:
وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي طفنا فيه حول جوانب هامة لطريقة توثيق المراجع APA. ونود التنويه إلى ملاحظات هامة وهي:
- أغلب الجامعات تعتمد طريقة APA ولكن ليست كل الجامعات. ولهذا اعرف سياسة الجامعة في الأبحاث قبل أن تبدأ التنفيذ.
- النقطة الأساسية التي تعتمد عليها هذه الطريقة هي التوثيق الداخلي والتوثيق في المراجع كما أسلفنا. والنقطة الضابطة لهذا الأمر، هو أن يكون كل توثيق تم وضعه في التوثيق الداخلي مكتوب في القائمة النهائية.
- عندما يتكرر نفس المرجع في التوثيق الداخلي يكتب التوثيق الكامل لأول مرة فقط، ثم إذا كان التكرر متتالي دون فاصل فيكتب ( أنظر: المرجع السابق)، أما إذا كان هناك تكرار ولكن بشكل غير متتالي فيكتب (أنظر: اسم المؤلف، مرجع سابق).
اقرأ المزيد حول إعداد البحوث العلمية بكامل خطواتها عبر مدونة البيان العلمية من هنا