إن كتابة خطة بحثية متكاملة يشبه إلى حد كبير اقتراح مشروع صناعي. فهي مهمة تدعوك إلى كسب تأييد شخص ما وإقناعه بأن ما تخطط له هو فكرة عظيمة. وهذا يعني أن خطتك الدراسية يجب أن تكون مقنعة وجذابة ومخططة بشكل جيد. ففي هذه المقالة، سأوضح لك كيفية كتابة خطة بحثية علمية متكاملة من البداية.
هي مستند مكتوبة تنقل ما تقترحه للبحث، بتنسيق موجز. كما إنها المكان الذي تضع فيه كل تلك الأشياء التي تدور في رأسك على الورق، بطريقة منطقية ومقنعة.
الإقناع هي الكلمة الأساسية هنا، حيث أن خطة البحث الخاص بك تحتاج إلى إقناع المشرف بأن بحثك تم توضيحه. ويستحق القيام به، أي أنه فريد وقيم بما يكفي لتبرير الجهد المبذول، وقابل للتنفيذ ضمن نطاق البحث. من القيود التي ستواجهها، الحدود الزمنية، الميزانية، حدود المهارات، وما إلى ذلك. إذا لم يتناول مقترحك هذه المعايير الثلاثة، فلن تتم الموافقة على بحثك، بغض النظر عن مدى عمق فكرة البحث.
قبل أن تبدأ عملية الكتابة، عليك أن تسأل نفسك 4 أسئلة مهمة. فإذا لم تتمكن من الإجابة عليها بإيجاز وثقة، فأنت لست مستعداً، وتحتاج إلى العودة والتفكير بعمق أكبر في موضوع دراستك.
يجب أن تكون قادراً على الإجابة على الأسئلة الأربعة التالية قبل البدء في كتابة خطة بحثية متكاملة. ما هو سؤالي البحثي الرئيسي (الموضوع)؟ من يهتم ولماذا هذا مهم (التبرير)؟ ما هي البيانات التي أحتاجها للإجابة على هذا السؤال، وكيف سأقوم بتحليلها (تصميم البحث)؟ كيف سأتمكن من إدارة هذا البحث ضمن الجداول الزمنية المحددة (التخطيط)؟
إذا لم تتمكن من الإجابة على هذه الأسئلة بوضوح وإيجاز، فأنت لست مستعداً بعد لكتابة خطة البحث الخاص بك. وإذا استطعت، فهذا رائع لقد حان الوقت للبدء في كتابة خطتك البحثية. بعد ذلك، سنناقش ما يجب إدخاله في خطة البحث الخاص بك، وكيفية تنظيمه؟
يمكن أن تختلف المقترحات البحثية في الأسلوب بين المؤسسات التعليمية والتخصصات. ولكن هنا سنشاركك بنية سهلة الاستخدام مكونة من 5 أقسام يمكنك استخدامها. تتناول هذه الأقسام الخمسة بشكل مباشر الأسئلة الأساسية التي تحدثنا عنها سابقاً، مما يضمن تقديم اقتراح مقنع. فإذا كانت مؤسستك التعليمية توفر بالفعل نموذج مقترح، فمن المحتمل أن يكون هناك تداخل كبير مع هذا النموذج، لذلك ستظل تحصل على قيمة من مواصلة القراءة، بالنسبة لكل قسم سيتم مناقشته أدناه.
يجب أن يكون عنوان خطة البحث الخاص بك هو السؤال البحثي الرئيسي في أبسط أشكاله. وربما مع عنوان فرعي يوفر تفاصيل أساسية حول تفاصيل الدراسة.
على سبيل المثال: "الامتثال لتشريعات المساواة في القطاع الخيري: دراسة عن التعديلات المعقولة التي تم إجراؤها في ثلاثة دور رعاية في المملكة العربية السعودية. كما ترون، يقدم هذا العنوان إشارة واضحة إلى موضوع البحث، بعبارات عامة. فهو يرسم صورة عالية المستوى للقارئ لأول مرة، مما يمنحه فكرة عما يمكن توقعه. لذا احرص دائماً على الحصول على عنوان واضح وموجز. فلا تشعر بالحاجة إلى تسجيل كل تفاصيل بحثك في عنوانك، فمقترحك سوف يملأ الفجوات.
في هذا القسم من خطة البحث المتكاملة، ستتوسع في ما قمت بتوصيله في العنوان. وذلك من خلال توفير بضع فقرات تقدم المزيد من التفاصيل حول موضوع بحثك. والأهم من ذلك، أن التركيز هنا هو الموضوع، ما الذي ستبحث عنه ولماذا يستحق البحث؟ هذا ليس المكان المناسب لمناقشة المنهجية والتطبيق العملي وما إلى ذلك... ستفعل ذلك لاحقاً.
يجب عليك تغطية ما يلي في المقدمة:
والأهم من ذلك، يجب أن تهدف إلى استخدام جمل قصيرة ولغة واضحة؛ ولا تكثر بالمصطلحات الواسعة والمختصرات واللغة المعقدة. وافترض أن القارئ شخص عادي وليس متخصصاً في مجال الموضوع. حتى لو كان كذلك تذكر أن أفضل الكتابة هي الكتابة التي يمكن فهمها بسهولة. لاحظ أن بعض الجامعات قد ترغب في بعض الأجزاء الإضافية في قسم المقدمة الخاص بك. على سبيل المثال، الأهداف، المخطط الهيكلي، وما إلى ذلك؛ لذا تحقق من دليلك لمعرفة ما إذا كانت هناك أي تفاصيل أخرى يتوقعونها في اقتراحك.
بعد ذلك، ستحتاج إلى تحديد نطاق بحثك، وهو ما يُعرف أيضاً باسم التحديدات. بمعنى آخر، عليك أن توضح ما الذي ستغطيه، والأهم من ذلك، ما لن تغطيه في بحثك. ببساطة، يتعلق الأمر بسياج موضوع البحث الخاص بك بحيث يكون لديك تركيز حاد للغاية.
في كثير من الأحيان، يشعر الطلاب بالحاجة إلى التوسع ومحاولة معالجة أكبر عدد ممكن من القضايا، من أجل إنتاج بحث شامل. ورغم أن هذا أمر مثير للإعجاب، إلا أنه خطأ. فمن خلال تحسين نطاقك بإحكام، ستمكن نفسك من التعمق في بحثك، وهو ما تحتاجه للحصول على علامات جيدة. فإذا كان نطاقك واسعاً جداً، فمن المرجح أن ينتهي بك الأمر إلى بحث سطحي، لذلك لا تخف من تضييق نطاق الأمور.
في هذا القسم من مقترح البحث الخاص بك، تحتاج إلى تقديم مناقشة مختصرة نسبياً للأدبيات الموجودة. وبطبيعة الحال، لن يكون هذا شاملاً مثل فصل مراجعة الأدبيات في دراستك الفعلية، ولكنه سيضع الأساس لذلك. ففي الواقع، إذا بذلت جهداً في هذه المرحلة، فسوف تجعل حياتك أسهل كثيراً عندما يحين وقت كتابة فصل مراجعة الأدبيات الفعلي.
هناك بعض الأشياء التي تحتاج إلى تحقيقها في هذا القسم. أولاً أظهر أنك قد انتهيت من قراءتك وأنك على دراية بالحالة الحالية للبحث في مجال موضوعك. وكذلك أظهر أن هناك فجوة واضحة في بحثك المحدد، أي أظهر أن موضوعك فريد بما فيه الكفاية وسيضيف قيمة إلى البحث الحالي. وثالثاً أظهر كيف شكلت الأبحاث الحالية تفكيرك فيما يتعلق بتصميم البحث. على سبيل المثال، يمكنك استخدام مقاييس أو استبيانات من الدراسات السابقة.
عندما تكتب مراجعة الأدبيات الخاصة بك، ضع هذه الأهداف الثلاثة أمام ذهنك. خاصة الهدف الثاني (الكشف عن الفجوة في الأدبيات)، بحيث يكون لمراجعتك الأدبية غرض واتجاه واضحين. وكل ما تكتبه يجب أن يساهم في تحقيق واحد أو أكثر من هذه الأهداف بطريقة ما. وإذا لم يحدث ذلك، عليك أن تسأل نفسك ما إذا كانت هناك حاجة إليه حقاً.
الآن بعد أن أوضحت بوضوح موضوع البحث المقصود في المقدمة والبحث الحالي الذي سيعتمد عليه في قسم مراجعة الأدبيات. فقد حان الوقت لتصبح عملياً وتشرح بالضبط كيف ستنفذ خطة بحثية متكاملة؟ وبعبارة أخرى، منهجية البحث الخاصة بك. في هذا القسم، ستحتاج إلى الإجابة على سؤالين مهمين:
كيف ستصمم بحثك؟ على سبيل المثال، ما هي منهجية البحث التي ستعتمدها؟ وماذا ستكون عينتك، وكيف ستجمع البيانات، وما إلى ذلك.
لماذا اخترت هذا التصميم؟ أي لماذا يناسب هذا النهج أهدافك البحثية وغاياتك وأسئلتك المحددة؟ بمعنى آخر، لا يقتصر الأمر على شرح ما ستفعله فحسب، بل يتعلق أيضاً بشرح السبب. ففي الواقع، يعد التبرير هو الجزء الأكثر أهمية، لأن هذا التبرير هو كيفية إظهار فهم جيد لتصميم البحث.
تقدم مؤسسة البيان للخدمات الأكاديمية خدمات بحثية متكاملة، فلا تتردد في طلب أي من هذه الخدمات من هنا.
فيديو توضيحي:
أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.