img

كيف تحول البحث إلى كتاب؟

img

البحث العلمي

كيف تحول البحث إلى كتاب؟

أهم قالبين من القوالب العلمية هي البحث والكتاب ومن خلال قواعد وضعها المختصون أصبح بالإمكان تحويل البحث إلى كتاب ويأتي سؤال كيف تحول البحث إلى كتاب؟، والاجابة تتطلب تسلسل تدريجي للمعلومات للوصول إلى الخطوات الكاملة لكيف تحول البحث إلى كتاب؟.

ما هو البحث وما هو الكتاب؟

كلا المصطلحين يشيران إلى قالب يحتوي المعلومات ويقوم بعرضها وفقاً لمنهجية محددة، ولكن تعريف كل منهما يختلف عن الآخر.

البحث: عبارة عن قالب منظم تبدأ عناصره الأساسية بالخطة وتنتهي بقائمة النتائج، ويتم إعداده وفقاً لآلية تتابع العناصر والعمليات.

فالبحث يوجد به نظام تكويني لعناصر لابد أن تكون فيه بالترتيب من البداية إلى النهاية.

أما الكتاب: فهو قالب يعرض المعلومات بصيغة يتحكم فيها الكاتب، وعناصره قاصرة على تسلسل بسيط غير معقد.

تعرف على عناصر البحث وعناصر الكتاب وميز بينهما:

تحدثت التعريفات السابقة أن البحث والكتاب لهما عناصر مختلفة، ولربما استنبطت أن البحث ذو عناصر أكثر وأصعب من الكتاب، ونتعرف على هذه العناصر فيما يلي:

أولاً: عناصر البحث:

  1. صفحة الغلاف
  2. خطة البحث
  3. المقدمة
  4. الإطار النظري
  5. قائمة النتائج
  6. قائمة المراجع
  7. الفهرس

ثانياً: عناصر الكتاب:

  1. صفحة الغلاف
  2. المقدمة
  3. الطرح والإطار النظري
  4. الملخص
  5. قائمة المراجع
  6. الفهرس

لاحظ أن الاختلاف الجوهري بين عناصر كل من البحث والكتاب برز في عدم وجود خطة أو ما يسمى (اجراءات الدراسة) في الكتاب، في حين تعتبر جزء أساسي في الأبحاث.

نقاط تشاركية بين البحث والكتاب

ضمن التمهيد للإجابة على كيف تحول البحث إلى كتاب؟ نتعرف على النقاط التي يشترك بها البحث مع الكتاب:

  1. يشتركان في عناصر عديدة مع اختلاف في طبيعة المعلومات الموجودة داخلها ومنها صفحة الغلاف والإطار النظري.
  2. تتنوع العمليات البحثية في كلا القالبين من نقاش ووصف وسرد وغير ذلك.
  3. كلاهما ملزم بأخلاقيات العمل المعرفي، ومن أهمها توثيق المراجع وتجنب الانتحال.
  4. يلتقي البحث مع الكتاب في تقسيمة الإطار النظري إلى عناوين رئيسية وأخرى فرعية.
  5. يوجد فيهما طريقتي التوثيق الداخلية في نفس صفحة الاقتباس والتوثيق في قائمة المراجع.

أوجه الاختلاف بين البحث والكتاب:

يوجد عدة نقاط تبرز الاختلاف بين قالب البحث وقالب الكتاب، ومن الضروري معرفة هذه الاختلافات لأنها ستساعدك في معرفة كيف تحول البحث إلى كتاب؟:

  1. بداية من الاختلاف في طبيعة معلومات العناصر، ومنها صفحة الغلاف، ففي البحث يكتب اسم الباحث واسم المشرف، وفي الكتاب يكتب اسم الكاتب والعنوان فقط.
  2. أوضحنا نقطة اختلاف العناصر بينهما، راجع الفقرات السابقة.
  3. تكون مساحة ابداء الرأي والصياغة الحرة متروكة للشخص أكثر في الكتاب، في حين تتقيد بعض الشيء في الأبحاث.
  4. لا تستخدم الكتب أدوات الدراسة أو العينة أو حتى المناهج العلمية كشيء أساسي فيها.
  5. ليس شرطاً أن توضع قائمة النتائج في الكتب.
  6. لا حد أقصى لعدد صفحات الكتب، في حين قد تحدد صفحات الأبحاث مثلما هو معمول به في الأبحاث الأكاديمية.

ولا تزال قائمة الاختلافات قاصرة حيث لم نتحدث فيها عن الاختلاف في طبيعة كتابة العناصر، ولكن الفقرات القادمة ستتناول هذا الأمر لنضع التصور الكامل حول كيف تحول البحث إلى كتاب؟.

ما الهدف من تحويل البحث إلى كتاب؟

يكمن الهدف الأساسي في تحويل البحث إلى كتاب في زيادة عدد القوالب التي يمكن تقديم المضمون المعرفي للقارئ من خلالها.

و كذلك من الأهداف أن يقتصر الباحث جهده ويقدم ما أنجزه كبحث وككتاب في آن واحد.

ونجد أن من الأهداف ما يتعلق بالتدريب، حيث يعتبر البحث وسيلة موصلة للكتاب، فكثير من الطلاب يعدون أبحاثهم في الجامعة، ولكن من النادر أن يكون لأحدهم كتاب.

فوائد من تحويل البحث إلى كتاب:

تعود العديد من الفوائد على محاور متعددة من عملية تحويل البحث إلى كتاب، وهذه الفوائد تنبثق من أن المادة نفسها تأخذ قالبين، ومن أهم الفوائد:

  1. زيادة عدد القراء للمضمون المعرفي الذي تم إعداده.
  2. انتشار المادة بشكل أوسع، حيث يمكن تصنيفها في المكتبات كبحث وككتاب.
  3. الكتاب نفسه يعتبر مرحلة متقدمة يصلها الشخص، و بالتالي الاجابة عن كيف تحول البحث إلى كتاب؟ تنطوي داخلها فوائد معنوية لمعد البحث.
  4. يمكن أن يصل الكتاب إلى بقع جغرافية أكبر من الأبحاث.
  5. كثير من الباحثين يميلون للاقتباس من الكتب أكثر من الأبحاث.
  6. التأكيد على أهمية مشكلة البحث التي يتناولها الباحث.
  7. التمرن على كيفية صياغة قالب الكتاب.
  8. تنمية القدرات المعرفية للباحث بمعرفة كيفية تحويل البحث إلى كتاب.
  9. فوائد معنوية مثل انتشار اسم الباحث، وزيادة الفرص لتحقيق الذات أمامه

وفي عبارة أخيرة لهذه الفقرة نتحدث عن المؤتمرات العلمية التي تستقطب الباحثين والكتاب لتميز مضامينهم، ومن أهم ما يعين على الوصول لأصحاب القرار في هذه المؤتمرات هي تقديم الأبحاث ككتب منشورة على شبكة الانترنت.

سرد سريع لخطوات تحويل الأبحاث إلى كتب

نضع الخطوات التي تجيب عن كيف تحول البحث إلى كتاب؟ بشكل سريع وبعد ذلك نبدأ بتفصيلها:

  1. أتم إعداد البحث وتأكد من صحة كامل معلوماته.
  2. يلزمك أخذ موافقة من الجهة المشرفة على البحث مثل الجامعة.
  3. تبدأ بحذف العناصر الغير ضرورية في الكتاب مثل الخطة والتحليل الإحصائي.
  4. تبدأ بتنظيم العناصر وفق تطويعها للكتاب فتبدأ بصفحة الغلاف ومن ثم المقدمة وبعدها الفصول وأخيراً الملخص والمراجع والفهرس.

النقطة الأخيرة هي جوهر الاجابة على سؤال كيف تحول البحث إلى كتاب؟ والتي سنركز عليها في الفقرات التالية.

صفحة الغلاف هكذا تكتب عند تحويل الأبحاث إلى كتب

من أهم الاختلافات بين الأبحاث والكتب هي صفحة الغلاف في محتوى كل منهما، ويتم تطويعها في تحويل الأبحاث إلى كتب وفقاً للآتي:

أولاً: صفحة الغلاف تكون في البحث شاملة على العناصر بالترتيب التالي:

_ شعار الجامعة أو المركز البحثي

_ عنوان البحث

_ عنوان البحث باللغة الإنجليزية

_ توصيف سبب الإعداد مثل ( دراسة علمية لنيل درجة البكالوريوس في تخصص القانون)

_ اسم الباحث

_ أسماء المشرفين

_ التاريخ

ثانياً: في الكتاب تكون صفحة الغلاف بعناصرها مرتبطة بأربعة عناصر فقط وهي:

_ العنوان

_ اسم الكاتب

_ دار النشر

_ التاريخ

لاحظ أننا حذفنا بعض المعلومات التي كانت موجودة في صفحة غلاف البحث عند التحويل لكتاب.

وأما الشكل الذي يميز صفحة غلاف الكتب عن الأبحاث فتختصرها هذه النقاط:

  1. تكون عدد عناصر صفحة غلاف الكتب أقل من تلك الموجودة في الأبحاث.
  2. في الأبحاث تكون صفحة الغلاف مكتظة وجامدة ومجرد معلومات تعريفية فقط، أما في الكتب فتكون شاملة على الألوان والصور والتصميم الجرافيكي الجذاب.
  3. لا يسمح في صفحة غلاف الأبحاث باستخدام خطوط جمالية كالخط المائل أو خط الرسم العثماني، ولكن في الكتب ينصح بشدة باستخدام الخطوط الجمالية.

كيف تكتب المقدمة عند تحويل الأبحاث إلى كتب؟

من العناصر التي يتم إجراء تعديلات عليها في عملية تحويل الأبحاث إلى كتب هي المقدمة، حيث تختلف في طبيعة المعلومات وطريقة العرض، وذلك يتضح فيما يلي:

  1. المقدمة في الأبحاث تكون مجمل معلوماتها معرفة بالمشكلة وبمضمون البحث.
  2. أما في الكتب فيتم التعريف بالمضمون ولكن الأهم أن يتم جذب القارئ لاستكمال القراءة.
  3. فنجد أن مقدمة الأبحاث جامدة، ولكن مقدمة الكتب فيها تنويع في أساليب الطرح.
  4. على سبيل المثال قد نجد في مقدمة بحث عبارة (ومن خلال مشاهدتنا لهذه الظاهرة شعرنا بأهمية تناولها في بحثنا هذا)، ونفس العبارة يتم التعبير عنها في الكتاب بكتابة (فاستوقفنا ما شاهدناه وأثر في نفوسنا واقتبسناه لنذيبه في طيات صفحات هذا الكتاب ليسبح القارئ بين ثنايا أمواجه ويتعرف على شعابه وجزره وشواطئه).
  5. اقرأ النقطة السابقة مرة أخرى، ففيها جوهر الاختلاف بين مقدمة الأبحاث والكتب.
  6. يظل هناك شيء أخير متعلق بعدد الكلمات حيث أن عددها مقيد في الأبحاث بما لا يزيد عن 300 كلمة، أما في الكتب فالمجال متروك، ولكن من الأفضل ألا تزيد عن صفحتين.

وفي نقطة مهمة نلفت النظر أن مقدمة الأبحاث تنبني على اجراءات الدراسة، أما مقدمة الكتب فتنبني على ذوق الكاتب وفكره.

الإطار النظري العامل المشترك الأساسي بين الأبحاث والكتب

إذا كانت صفحة الغلاف والمقدمة قد شملتا العديد من التغييرات في تحويل البحث إلى كتاب، فإن الإطار النظري يوهمنا لوهلة أن كلا القالبين هما نفس الشيء لأن الاختلاف يكمن في المعاني لا في الشكل.

فستجد في الإطار النظري للأبحاث أنه مقسم لفصول لها عناوين رئيسية وفرعية، ونفس الشيء ستجده في الكتب أيضاً.

ولكن التحويل هنا يكمن في طريقة صياغة المعلومات، ففي الأبحاث تكون الصياغة مباشرة وزخمة بالمعلومات.

أما الكتب ففيها مجال للتذوق اللغوي والصياغة وفق ما يراه الكاتب، ويكثر فيه تحوير الكلام من قبل الكاتب، على سبيل المثال كتابة ( ولن تعرف ما نقصده في هذه الفصل الدراسي قبل أن تقرأ ما هو في انتظارك في الفصل الرابع من هذا الكتاب فكلا الفصلين مكمل للآخر).

كما أن الالتزام في المناهج العلمية (التحليلي، الوصفي، التفسيري، التاريخي، وغيره) يكون طاغياً على الإطار النظري في الأبحاث، أما في الكتاب فما يطغى هو المناقشة وعرض الآراء والتحليل المشوق.

وهناك بعض العمليات التي يتم تناولها بشكل مستغرق في الأبحاث، في حين تختصرها الكتب بشدة، وتتطرق لنتائجها فقط، مثل عملية التحليل الإحصائي.

كما أنك ستجد أن الإطار النظري في كلاهما اشتمل على التوثيق الداخلي للاقتباسات، فكل اقتباس يتم توثيقه في نفس الصفحة التي ورد فيها.

انتبه لهذه الأمور في تحويلك البحث إلى كتاب

لا تستعجل في اعتماد الكتاب المحول من بحث، فلابد أن تتنبه لوجود عدة معايير أساسية لضبط هذه العملية، وأهمها:

  1. خذ الموافقة أولاً من الجهة المشرفة على البحث، لاسيما إن كان بحثاً أكاديمياً، فالجامعات تقيد هذا الاستخدام إلا بموافقتها.
  2. يفصل ألا تشير في الكتاب بأنه محول من بحث، فالقارئ عندما اختار قالب الكتاب اختراه لأنه يرتاح له، حيث يشعر البعض بتعقيد في قالب الأبحاث.
  3. لا يعني تحويل البحث إلى كتاب أنه ليس بإمكانك التعديل على مضمون البحث ونقله كما هو، بل يفضل اجراء التعديلات التي تراها مناسبة.
  4. بالنسبة لقائمة النتائج نجد بعض الكتب تضعها، وهذا لا بأس به، ولكن في الكتب تعتبر قائمة النتائج عنصراً فرعياً، في حين تكون عنصراً أساسياً في الأبحاث.

 

مقالات متعلقة

إشترك فى القائمة البريدية

أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.