يمكن القول في التعريف الاصطلاحي لتحكيم البحث العلمي بأنها: عملية فحص وإشراف على البحث العلمي والمضمون المعرفي المدرج فيه، وذلك من قِبل مختصين ومحكمين مخولين للقيام بهذه العملية.
وفي تعريف اصطلاحي لعملية تحكيم البحث العلمي: هي عملية الحكم على مضمون البحث العلمي. تحكيم الأبحاث العلمية وبيان حسنه من سيئه وجوانب القوة والضعف فيه، وذلك للحصول على بحث علمي متكامل الأوصاف.
وتعريف ثالث لعملية تحكيم مضمون البحث العلمي بأنها: عملية مقارنة لمضمون البحث العلمي مع المعايير الصحيحة لكتابة البحث العلمي و كافة العمليات التي تمت في البحث العلمي، وإعطاء الملاحظات على هذا المضمون تمهيداً لإصدار درجة أكاديمية أو اصدار قبول أو رفض للمضمون المُقدم.
معايير عملية تحكيم الأبحاث العلمية :
تحكم عملية التحكيم نفسها العديد من الضوابط والمعايير، وذلك بإعتبار أن عملية تحكيم البحث العلمي هي (الضوء الأخضر) لاعتماد البحث العلمي و كذلك تسليمه، ومن أهم هذه معايير عملية التحكيم ما يلي:
أولاً: بالنسبة للباحث أولاً، فإن عليه عند اعداد المضمون أن يقوم بخطوة استباقية وهي: قراءة دليل الجامعة، وذلك لأن عملية تحكيم مضمون البحث العلمي تكون وفقاً لدليل الجامعة.
ثانياً: بالنسبة للمحكم للمضمون، فإن عليه أن يقوم بعملية تحكيم مضمون البحث العلمي وفقاً لما يلي:
أن تتم عملية تحكيم مضمون البحث العلمي بموضوعية ومصداقية تامة.
يجب الخروج من إطار (النقد) إلى إطار (التحكيم) وذلك لأن النقد يكون هدفها توضيح الأخطاء في الغالب، أما التحكيم مضمون البحث العلمي فتهتم ببيان الأخطاء إلى جانب الاشادة بمواطن القوة والابداع في المضمون المُحَكَم.
إذا كان هناك أكثر من محكم لمضمون البحث العلمي، فإنه ينبغي أن يتم عقد اجتماع فيما بينهم وتوزيع أدوار عملية التحكيم، فمثلاً (منهم من يُعطى عملية تحكيم الغلاف، وآخر عملية تحكيم خطة البحث، وثالث عملية تحكيم الإطار النظري، وهكذا).
يجب أن يكون المحكم لمضمون البحث العلمي ملماً بموضوع البحث العلمي ومصطلحاته.
من الذي يقوم بعملية تحكيم البحث العلمي ؟
في الواقع، فإن القائم بعملية تحكيم المضمون البحثي غالباً ما يكون أكثر من شخص محكم، عبارة عن لجنة متخصصة، والسؤال عن (من الذي يقوم بعملية التحكيم؟) يعتبر مهم، لأن القائم بعملية التحكيم للبحث هو الذي سيعطي الرأي النهائي لمصير هذا المضمون المُقدم، وللإلمام أكثر بالإجابة عن هذا السؤال نضع الطرح التالي:
المحكم لمضمون الدراسة هو شخص أكاديمي صاحب درجة أكاديمية عالية غالباً ما تكون (دكتوراه).
في عملية تحكيم مضامين الرسائل الجامعية غالباً ما يكون. هناك ثلاثة محكمين من داخل الجامعة ومحكم رابع من خارج الجامعة.
يتم اختيار المحكم لتحكيم مضمون الدراسة من قبل هيئة الشؤون الأكاديمية وعمادة الدراسات العليا في الجامعة.
المحكم غالباً ما يكون هو المشرف على المضمون، بحيث يكون تحكيم الأبحاث العلمية المحكم على تواصل مباشر مع الباحث المعد لمضمون الدراسة، وهذا يجعل عملية التحكيم أكثر كفاءة.
صفات المحكم الناجح:
المحكم الذي يأخذ يقوم بالتحكيم يجب أن يتحلى. بالعديد من الصفات التي تؤهله للقيام بهذا التحكيم، و تحكيم الأبحاث العلمية من أهم هذه الصفات:
يقوم المحكم لمضمون الدراسة بكتابة رأيه الشخصي في هذا التحكيم.
المحكم الناجح يقوم بقراءة كامل مضمون الدراسة بما في ذلك المضمون الذي لا يندرج تحت مهمة، وذلك لأن المضمون المُحَكَم قد يؤثر فيه مضمون آخر موجود في الدراسة.
يكون المحكم مخلصاً صادقاً موضوعياً أميناً.
من الصفات الشخصية التي يتحلى بها المحكم لمضمون الدراسة هي قوة التحمل والصبر.
يكون المحكم ناصحاً لا ناقداً نقداً سلبياً.
يستخدم المحكم الناجح أسلوباً لطيفاً يوصل مقصده بلا فظاظة.
يكون المحكم الناجح على معرفة بصفات معدّ مضمون الدراسة لكي يكتب التوجيهات المناسبة له.
نصائح في التحكيم الصحيح للدراسة:
نُقدم لك بعض النصائح التي تفيدك في التبصر أكثر. حول الاجراءات السليمة لتحكيم الدراسة الخاصة بك،وإليك النقاط التالية:
قم باختيار المحكمين بما يتوافق مع طبيعة انسجامك معهم، وهنا لابد من الاهتمام بالصفات الشخصية للمحكم إلى جانب علمه ومعرفته، لأن التحكيم هو (تحديد مصير الدراسة).
التحكيم يخضع لمعايير الجامعة قبل أي شيء آخر، ولذلك يجب أن تتأكد من موافقة الدراسة الخاصة بك مع معايير الجامعة لتجنب التعليقات والنقاط الحمراء على دراستك.
هناك مراجع تجدها في الخطة الدراسية لمتطلبات الجامعة مثل (مناهج البحث العلمي) وهذه المراجع تؤهلك لاكتساب خبرة واسعة عن ماهية التحكيم و نقاط التحكيم وآلية التحكيم، و كذلك كيف يتم رصد العلامة الأكاديمية من خلال التحكيم.
التحكيم يتبع أيضاً لتوجيهات المشرف. فبتنفيذك لإرشادات المشرف أولاً بأول ستحصل على نتيجة تحكيم ايجابية.
التحكيم يجعل لدى الباحث حوافز داخلية لإتمام الدراسة على أكمل وجه من الاتقان، ولذلك ننصحك باستغلال هذا الحافز في تطوير قدراتك الدراسية.
ما فائدة عملية التحكيم للأبحاث العلمي؟
لعملية التحكيم عدة فوائد جعلتها ذات أهمية كبيرة، ومن هذه الفوائد:
التحكيم يقوم بالتعليق الكامل على الدراسة.
تضمن عملية التحكيم وجود مواد معرفية أصلية وذات قيمة معرفية واسعة.
يتم من خلالها الحكم على مدى اتمام الدراسة وفقاً للخطوات العلمية المنهجية.
يساعد التحكيم في ضبط جهود الطلاب و كذلك دفعهم لإخراج أفضل ما لديهم.
يكون التحكيم كحجة وبرهان على الاستحقاق الأكاديمي الذي حصل عليه الباحث.