الاقتباس في البحث العلمي يعد عنصراً أساسياً في الكتابة الأكاديمية والأوراق البحثية. فهو يخدم الأغراض المهمة المتمثلة في منح الفضل للمصادر الأصلية والسماح للقراء بتحديد تلك المصادر ودعم المعلومات والبيانات المقدمة في البحث. إن استخدام أسلوب الاقتباس الصحيح يضيف للبحث الكثير من المصداقية ويعزز التأثير العلمي لعملك. وفي هذه المقالة سوف نستعرض تعريف الاقتباس في البحث العلمي، أهمية الاقتباس في البحث العلمي وشروط وضوابط الاقتباس في البحث العلمي.
تعريف الاقتباس في البحث العلمي
يعرف الاقتباس بانه الاستعانة بالنصوص من المصادر التي يمكن أن يستفيد منها الباحث لتحقيق أغراض بحثه العلمي ويعتبر بمثابة استشهاد بأفكار الأخرين وآرائهم المتعلقة بموضوع بحثك. بحيث تحدد الاقتباسات بشكل موجز مصدر المعلومات المستعارة في نص البحث. ويجب وضع الاقتباس في بداية أو منتصف أو نهاية المعلومات المستعارة. وايضاً أن يكون محدد وواضح ومن أين أتت هذه المعلومات.
أهمية الاقتباس في البحث العلمي
إن الاستشهاد بالمصادر بدقة وباستخدام أسلوب متسق أمر بالغ الأهمية وذلك لتعزيز مصداقيتك كباحث. كما تؤدي الاقتباسات عدة وظائف أساسية عند كتابة الأبحاث العلمية وفيما يلي بعض هذه الوظائف:
إعطاء الفضل للمصادر الأصلية للأفكار والاقتباسات والبيانات والمواد الأخرى المستخدمة.
السماح للقارئ بتحديد المصادر الأصلية المشار إليها بسهولة.
دعم الادعاءات الواقعية الواردة في الورقة بمصادر خارجية موثوقة.
إثبات أن الكاتب أجرى بحثاً شاملاً.
منع الانتحال من خلال توضيح الأفكار التي تخص المؤلف وتلك التي تأتي من مصادر خارجية.
أنواع الاقتباس في البحث العلمي
الأساليب الثلاث الرئيسية للاقتباس المستخدمة في الكتابة الأكاديمية هي:
الاقتباس المباشر: يعتبر أحد أنواع الاقتباس في البحث العلمي، بحيث يقوم الباحث بالاقتباس عن طريق نقل الأفكار والمعلومات بشكلٍ عام لدعم موضوع ما تم ذكره خلال بحثه من المصادر الأصلية. وذلك دون تعديل عليه بإدخال حرف أو حذف كلمة، مع مراعاة الدقة في الاقتباس، علاوة على مراعاة ألا يزيد الباحث عن النسبة المصرح بها في عملية الاقتباس.
متى يستخدم الباحث الاقتباس المباشر؟ هناك عدة ظروف يلجأ إليها الباحث عند الاقتباس المباشر ألا وهي: عندما يشعر الباحث أن في إعادة الصياغة فقدان للمعنى والمضمون في النص المقتبس، وفي اقتباس الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة. بينما الضوابط التي يجب مراعاتها عند استخدام الاقتباس المباشر: التأكد من المصدر الأصلي للنص. علاوة على عدم الإفراط في استخدام الاقتباس حتى لا يلغي الباحث شخصيته وافكاره وآراءه بنفسه، ومراعاة التنسيق في اقتباس النصوص. وأخيراً على الباحث استخدام إشارة قوسي التنصيص ".." عندما يكون النص مقتبساً بطريقة حرفية أو بطريقة مباشرة.
الاقتباس غير المباشر: هو نوع اخر من أنواع الاقتباس ،فهو يختلف عن الاقتباس المباشر بأنه يتم من خلال إعادة التركيب والصياغة للنص المقتبس على أن تحمل الجملة نفس المعنى الذي يقصده المصدر الأصلي للنص. وتعرف هذه الطريقة (بالمخلص). يجب أن تتم مُحاكاة الجُمل على غرار البنية الأصلية في الكتاب أو المصدر الذي تم اشتقاق الكلمات منه، وبعد نهاية إعادة الصياغة يقوم الباحث بوضع رقم في أعلى نهاية الفكرة أو الجُملة، ويتم تضمين اسم المؤلف في الهوامش السُّفلية.
الاقتباس الجزئي: في هذا النمط يقوم الباحث به ليقدم جزء من النص المقتبس الأصلي ليوصل فكرة معينة من النص المقتبس يريد ان يعرضها في البحث الخاص به دون بقية الأفكار والمعلومات في النص الأصلي.
إعادة صياغة النصوص: بعض النصوص يصعب فهمها في الأبحاث العلمية، ولا يستطيع فهمها إلا من جانب أهل الاختصاص، وفي هذه الحالة يقوم الباحث بإعادة صياغة لهذه النصوص وتبسيطها بحيث يسهل فهمها على كافة القراء.
شروط وضوابط الاقتباس
هناك عدة شروط وضوابط من الواجب مراعاتها من قبل الباحث العلمي، وسوف نُوضِّحها كما يلي:
على الباحث مراعاة الدقة في الاقتباس، بمعنى أن يحرص على نقل المعلومات والأفكار بدون زيادة أو نقصان سواء بالمعنى أو التراكيب.
تحلي الباحث بالأمانة العلمية، وذلك بالإشارة الى مصدر الاقتباس الأصلي.
الموضوعية في الاقتباس تعني ألا يأخذ ما يتناسب مع أفكاره ويتجاهل ما يخالف وجهة نظره.
ينبغي على الباحث أن يقدم أسباب قيامه بالاقتباس من المصادر الأصلية عن طريق التعقيب على ما يتم نقله من تعريفات أو أفكار، وغير ذلك.
أن يكون الاقتباس ضمن الحدود المسموح بها قانونيا.
تجنب الاقتباس من مصادر غير موثوقة.
عدم الافراط في الاقتباس من الناحية الكمية والنوعية.
تعرف النسبة بأنها نسبة النصوص المقتبسة من المصادر الخارجية الى النص الكامل في البحث العلمي. ونسبة الاقتباس المسموح بها في الأوراق البحثية العلمية من 5-25 % حسب شروط الجامعة أو المؤسسة القائمة على البحث. ويمكن معرفة نسبة الاقتباس في البحث عن طريق قياس النصوص المقتبسة من النص الكلي للبحث ويتم ذلك من خلال حساب عدد الكلمات المقتبسة أو المنسوخة في البحث ويتم أيضا استخدام برامج مختصة في حساب النسبة للاقتباسات في الأبحاث العلمية ويذكر منها:
برنامج Turnitin: لاكتشاف النسخ واللصق في البحث العلمي ويعد من البرامج الأساسية لرصد الانتحال وكشف السرقة العلمية.
برنامج Viber: ويعتبر أحد التقنيات المستحدثة لفحص الانتحال.
تقدم مؤسسة البيان للخدمات الأكاديمية خدمات بحثية متكاملة، فلا تتردد في طلب أي من هذه الخدماتمن هنا