في هذه المقالة سوف نلقي نظرة على أهم الأخطاء والمشكلات الشائعة التي نراها تظهر عند كتابة خطة البحث العلمي الأكاديمي حتى تتمكن تجنبها وصياغة خطتك بثقة وزيادة فرص الموافقة عليها دون تعديل.
إن كتابة خطة البحث العلمي الأكاديمي لا يختلف كثيراً عن كتابة مقال أو أي مهمة أكاديمية أخرى. ولكن الفرق الوحيد هو أنه سيتعين عليك في الغالب التحدث عن الأشياء التي تخطط للقيام بها. فالهدف النهائي لخطة البحث هو إقناع القارئ بأن بحثك المستقبلي سيكون مثيراً للاهتمام وذو صلة ومختصاً.
تعد كتابة الخطط البحثية المجردة جزءاً مهماً من الدراسات العليا. لذا هدفت هذه المقالة إلى التعرف على الأخطاء الشائعة والتحديات التي يواجهها طلاب الدراسات العليا في كتابة خطة البحث العلمي الأكاديمي.
إحدى المشكلات الأكثر شيوعاً التي نراها في خطط البحث العلمي هي أن موضوع البحث واسع للغاية. بمعنى آخر، لم يتم إحاطة محور البحث بإحكام كافٍ. أو لم يتم تعريفه بشكل واضح بما فيه الكفاية، مما يؤدي إلى مقترح ذو اتجاه غير واضح أو يحاول تناول الكثير.
على سبيل المثال، يعتبر الموضوع البحثي الذي يهدف إلى "تحقيق الثقة في مكان العمل" واسعاً جداً. فهذا الموضوع ليس له تركيز محدد ويترك العديد من الأسئلة دون إجابة. على سبيل المثال، ما أنواع الثقة؟ بين من؟ ضمن أي مكان في العمل؟ ضمن أي مجال؟
كقاعدة عامة، يجب أن تستهدف التركيز الضيق إلى حد ما عند صياغة موضوع البحث الخاص بك. حيث سيسمح لك القيام بذلك بالتعمق والتحقيق في الموضوع بعمق. فالجودة تتفوق على الكمية أو بالأحرى العمق يتفوق على الاتساع. خاصة عندما يتعلق الأمر بتحديد موضوع البحث الخاص بك وتحسينه.
والمشكلة ذات الصلة هي أنه في كثير من الأحيان، يكون لدى الطلاب موضوع أكثر دقة في أذهانهم. لكنهم لا يعبرون عنه بشكل جيد في خططهم الدراسية. وهذا يؤدي غالباً إلى رفض الخطة لأنه يُنظر إلى الموضوع على أنه واسع جداً. بمعنى آخر، من المهم التأكد ليس فقط من أن لديك تركيزاً واضحاً وحاداً على بحثك. ولكن أيضاً من التواصل بشكل جيد في مقترح دراستك؛ لذا تأكد من تناول من وماذا ومتى؟ بحيث يكون موضوعك محدداً جيداً.
هناك قضية أخرى مشتركة نراها مع الخطط البحثية الأضعف وهي عدم التوافق بين أهداف البحث وغاياته، وكذلك مع أسئلة البحث. وفي بعض الأحيان تكون الثلاثة جميعها غير متوافقة، وفي بعض الأحيان يكون هناك واحد فقط غير مناسب. مهما كانت الحالة، فهي مشكلة يمكن أن تؤدي إلى رفض الخطة. حيث تحتاج هذه العناصر الثلاثة إلى الارتباط ببعضها البعض بشكل وثيق.
إحدى المشكلات ذات الصلة التي نراها هي أن الطلاب لا يفهمون حقاً الفرق بين أهداف البحث وأسئلة البحث. أي الأسئلة المحددة التي ستجيب عنها خلال دراستك. لذا، عندما تقوم بإعداد خطتك، تأكد من أنك تفهم بوضوح كيفية اختلاف هذه العناصر. وتأكد من توافقها جميعاً بشكل وثيق مع بعضها البعض.
يجب أن يكون موضوع البحث الجيد، بمعنى آخر، مجموعة جيدة من أهداف البحث وأسئلة البحث مبرراً جيداً لإقناع جامعتك بالموافقة على بحثك. حيث يعد التبرير الضعيف لموضوع البحث سبباً شائعاً لرفض الخطط البحثية.
إذاً، كيف تبرر بحثك؟ لكي يكون موضوع البحث مبرراً بشكل جيد، تحتاج إلى إظهار الأصالة والأهمية. حيث تعني الأصالة أن بحثك المقترح جديد، أو على الأقل جديد في سياقه. في حين أن مدى هذه الحداثة سيختلف اعتماداً على مؤسستك وبرنامجك ومستوى دراستك. إن بحثك سيحتاج دائماً إلى مستوى معين من الأصالة. بمعنى آخر، لا يمكنك البحث عن شيء تم البحث عنه من قبل إلى حد كبير. ببساطة، يجب أن يخرج بحثك من فجوة في الأدبيات الموجودة. للقيام بذلك، تحتاج إلى معرفة ما هو مفقود من مجموعة المعرفة الحالية، من خلال إجراء بحث خاص بك لملء هذه الفجوة.
الأهمية هي العامل الثاني، فقط لأن الموضوع فريد من نوعه لا يعني أنه مهم. كما يجب أن تكون قادراً على شرح فوائد إجراء البحث المقترح، من سيستفيد؟ كيف سيستفيدون؟ وكيف يمكن استخدام المعرفة المطورة حديثاً في العالم، سواء في الأوساط الأكاديمية أو العملية؟ لذلك، عندما تكتب خطة بحثك، تأكد من توضيح أصالة وأهمية بحثك المقترح، وإلا فإنك تخاطر بتقديم خطة غير مقنعة.
كما ذكرت في النقطة السابقة، يجب أن ينبثق موضوع بحثك من البحث الحالي. بمعنى آخر، يحتاج بحثك إلى سد فجوة واضحة في الأدبيات، شيء لم يتم بحثه بشكل كافٍ، أو يفتقر إلى البحث في سياق محدد. لإقناع جامعتك بأن موضوعك سوف يسد فجوة في البحث، يجب أن يكون لمقترحك أساس نظري قوي. بمعنى آخر، عليك أن تثبت أنك قمت بالقراءة اللازمة وأنك على دراية بالبحث الحالي. للقيام بذلك، تحتاج إلى تقديم ملخص متكامل للبحث الحالي وتسليط الضوء بشكل واضح للغاية على الفجوة النظرية الموجودة.
تتضمن بعض العلامات الشائعة للأساس النظري الضعيف ما يلي:
في حين أنه من غير المتوقع بشكل عام أن تقوم بمراجعة شاملة للأدبيات في مرحلة الخطة. إلا أنك لا تزال بحاجة إلى تبرير موضوعك من خلال إظهار الحاجة إلى دراستك. لذا، تأكد من تخصيص الوقت الكافي لتطوير فهم سليم للحالة الحالية للمعرفة في مساحتك. وتأكد من توصيل هذا الفهم في دراستك من خلال بناء مبرر موضوعك على قاعدة صلبة من الأدبيات الموثوقة.
بمجرد تقديم حجة قوية فيما يتعلق بقيمة بحثك (أي أنك قمت بتبريره). فإن الأمر التالي الذي يحتاج مقترح البحث الخاص بك إلى معالجته هو كيف؟ وبعبارة أخرى، تصميم ومنهجية البحث المقصود.
إحدى المشكلات الشائعة التي نلاحظها هي أن الطلاب لا يقدمون تفاصيل كافية في هذا القسم. فغالباً ما يرجع ذلك إلى أنهم لا يعرفون بالضبط ما سيفعلونه ويخططون. ولكن في بعض الأحيان يكون الأمر مجرد حالة من سوء التعبير. وبعبارة أخرى، لديهم تصميم واضح تم وضعه في أذهانهم، لكنهم لم يضعوا خطتهم على الورق. مهما كان السبب، فإن خطة البحث العلمي الأكاديمي الذي يفتقر إلى التفاصيل المتعلقة بتصميم البحث يتعرض لخطر كبير بالرفض. وذلك لأن الجامعات تريد أن ترى أن لديك خطة عملية محددة بوضوح لتحقيق أهدافك وغاياتك البحثية والإجابة على أسئلتك البحثية.
كحد أدنى، يجب عليك تقديم التفاصيل المتعلقة بما يلي:
فلسفة البحث: مجموعة المعتقدات التي يرتكز عليها بحثك.
نهج البحث: الطريقة الأوسع التي ستستخدمها (الاستقرائي والاستنتاجي والنوعي والكمي).
استراتيجية البحث: كيف ستجري البحث (على سبيل المثال، البحث التجريبي، العملي، دراسة الحالة، وما إلى ذلك).
الأفق الزمني: المدة الزمنية التي ستجمع فيها بياناتك وتجري فيها بحثك.
التقنيات والإجراءات: طرق جمع البيانات المقصودة، وتقنيات تحليل البيانات، واستراتيجيات أخذ العينات، وما إلى ذلك.
تقدم مؤسسة البيان للخدمات الأكاديمية خدمات بحثية متكاملة، فلا تتردد في طلب أي من هذه الخدمات من هنا .
فيديو توضيحي:
أضف بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد.