من الجيد أن التقدم العلمي أوصلنا لوجود وسائط لنشر الأبحاث عليها وتقديمها لجمهور القراء والباحثين ومن أهم هذه الوسائط هي مجلات علمية محكمة بهيكلية فنية تحقق أهداف الدراسات العلمية وتساعد في تبادل المعارف و كذلك نشر الثقافة والعلوم المختلفة، بل إن أهمية هذه المجلات أصبح ينظر إليها بأنها لزومية لتحقيق العديد من الدرجات العلمية مثل درجة الأستاذية المساعدة التي يلزم فيها نشر ما لا يقل عن 4 أبحاث محكمة. وفي هذا المقال نتعرف عن قرب على طبيعة هذه المجلات لنصل لعرض مجموعة مجلات علمية محكمة ذات احترافية وكفاءة عالية... .
أنواع المجلات العلمية المحكمة:
تعرف المجلات العلمية بأنها وسائط يتم من خلالها نشر الأبحاث وفقاً لآليات متعددة. وضوابط يضعها القائمون على المجلة بالأخذ بالاعتبار ارشادات المختصين، ولهذه المجلات عدة أنواعها:
أولاً: التصنيف حسب دورية الصدور: يقصد بدورية الصدور هي الأوقات التي يتم فيها إصدار المجلة والفترة الزمنية بين كل عدد من أعداد المجلة، ويوجد ثلاث تصنيفات مهمة في هذا السياق وهي: المجلات الشهرية، المجلات الربع حولية، المجلات النصف حولية، المجلات الحولية، والشهرية تصدر كل شهر مرة واحدة، والنصف حولية تصدر كل 6 شهور، والربع حولية تصدر كل 3 شهور، والحولية تصدر مرة واحدة في السنة، وأغلب المجلات تتبع النظام الربع أو النصف حولي.
ثانياً: التصنيف حسب الاختصاص: المجال الذي تكتب فيه المجلة، فنجد هناك مجلات متخصصة في مجال واحد فقط، على سبيل المثال المجلات الطبية والمجلات التربوية، إلى جانب ذلك يوجد مجلات عامة تنشر كافة العلوم، ومن التصنيفات الهامة في هذا السياق هي المجلات المحدودة التي تنشر في تخصصات مختلفة ولكن ترتبط فيما بينها، على سبيل المثال المجلات التي تنشر المواضيع التربوية والاجتماعية.
ثالثاً: التصنيف حسب طريقة التقديم: يتم عرض المجلة إما بطريقة ورقية فتكون بذلك مجلة مطبوعة، وإما تعرض بطريقة الكترونية عبر موقعها الالكتروني الخاص، والمجلة الورقية من مزاياها أنها يمكن أرشفتها على رفوف المكتبة ويمكن توزيعها باليد، ومن مزايا المجلات الالكترونية انتشارها الواسع وإمكانية وصولها إلى كافة أنحاء العالم و كذلك تكلفتها القليلة.
رابعاً: التصنيف حسب اللغة: حسب اللغة الأساسية التي تكتب فيها المجلة. فهناك مجلات عربية ومجلات إنجليزية وغيره، وهنا نتحدث عن اللغة الأساسية لا عن النسخ المترجمة. و كذلك من الأفضل أن تكون المجلة مترجمة ليتسع انتشارها.
خامساً: التصنيف حسب النطاق: يقصد بالنطاق هو المنطقة الجغرافية، ونجد هناك مجلات علمية محكمة محلية في دولة واحدة، ومجلات علمية محكمة إقليمية تنتشر بين عدة دول متجاورة، ويوجد مجلات دولية تنتشر في دول عديدة حول العالم.
كيف تختار المجلة المحكمة؟
الاختيار الصحيح للمجلة العلمية المحكمة له دوره في تحقيق أهداف النشر العلمي. حيث تكتسب عملية النشر قوتها من قوة المجلة التي تنتشر فيها. و كذلك لهذا لابد من اختيار المجلة العلمية المحكمة وفقاً لهذه الشروط:
أن تكون المجلة ذات انتشار واسع ومتعارف عليها بين جمهور القراء والباحثين.
التوافق بين سياسة المجلة وبين المادة التي يرغب الباحث في نشرها، على سبيل المثال بعض المجلات ترفض النشر في المواضيع المبنية على الاقتباسات التاريخية والاعتماد على التأصيل العلمية.
اختار المجلة التي يكون موعد صدورها موافق لأهدافك، على سبيل المثال كنت بحاجة لنشر البحث في فترة محددة قبل انتهاء العام الدراسي لتحقق درجة علمية معينة، فلابد أن تنظر في مواعيد الصدور لتختار المجلة التي تقع ضمن الحد الزمني الذي ترغب فيه.
الجمهور المخاطب الخاص بالمجلة أمر هام لابد من إدراكه قبل اختيار المجلة.
اجراءات الاتفاق وعقد النشر وحقوق الملكية وما إلى ذلك من أمور لابد أن تكون المجلة سهلة التعامل.
مراحل النشر على مجلة محكمة:
لرؤية البحث منشور على مجلة علمية محكمة لابد من اتباع مجموعة مراحل. فالنشر يترتب عليه سمعة المجلة نفسها وسمعة الباحث في الوسط الفكري والعلمي. ولهذا تعتبر المراحل ضرورية للتحقق من جودة المادة المراد نشرها، وهذه المراحل هي:
المرحلة الأولى هي مرحلة المراسلة والتي يكون الباحث قد اختار المجلة العلمية المحكمة وفقاً للضوابط التي ذكرناها في الفقرة السابقة، وبعد ذكر يقوم بالتواصل مع هذه المجلة عبر البريد الالكتروني الرئيسي، ومن جديد أصبحت مجلات علمية محكمة تسمح بالتواصل عبر الواتساب، وفي هذه المراسلة يقوم الباحث بالتعريف الكامل عن نفسه بذكر اسمه الرباعي وارفاق صورة بطاقة الهوية أو جواز السفر، ويتحدث عن مهاراته العلمية، وبعدها يكتب نبذة بسيطة عن البحث الذي يريد نشره ويقوم بإرفاق البحث بصيغتي Dose و Pdf ، ولابد هنا أن ترد المجلة أنها استلمت المادة المراسلة.
بعد المراسلة تأتي مرحلة التحكيم والرد، حيث تقوم المجلة بعرض البحث على لجنة مختصة تقوم بمراجعة البحث وتقييمه ونقده، وأهم ما تركز عليه هذه اللجنة هو القيمة العلمية وصحة المعلومات ومدى أهمية الموضوع الذي يتناوله الباحث ومدى توافق المادة مع سياسة المجلة العامة والتحريرية، وبعد إتمام التحكيم تقوم المجلة بالرد على الباحث بقبول النشر أو طلب تعديلات أو الرفض.
المرحلة الأخيرة هي عقد الاتفاق، حيث لابد من توقيع اقرار من المجلة واقرار من الباحث يكون اقرار المجلة بلزومية النشر وحفظ الملكية الفكرية، ويكون اقرار الباحث بتحمل المسؤولية القانونية عن المادة المنشورة وبعض المجلات تطلب في اقرار الباحث التعهد لها بحقوق ملكية النشر، ويتم دفع الرسوم إن طلبت المجلة ذلك وبعد يتم الاتفاق على موعد النشر، ومن الأفضل أن تقوم المجلة بإرسال النسخة الالكترونية أو الورقية للباحث عند النشر.
مجموعة مجلات علمية محكمة بارزة:
في هذه الفقرة نعرض مجموعة مجلات علمية محكمة ذات كفاءة عالية. في النشر وتوصيل المادة المنشورة لأكبر عدد من الجمهور المستهدف، ومن أهم هذه المجلات:
مجلة EIMJ: تعتبر مجلة حديثة أنشئت عام 2017م. ورغم حداثة اصدارها إلا أنها تصدرت لفترات تزيد عن السنتين في محركات البحث العلمية. حيث أنها مجلة متنوعة في مجالها وتصدر كل شهر، وفيها قاعدة علمية ضخمة.
مجلة جامعة الملك عبدالله ابن سعود: من المجلات الهامة للباحثين العرب بالأخص، كونها تستقطب الباحثين العرب وتشجعهم وتقدم لهم فرصة قوية في النشر الدولي، حيث لها نسخة مترجمة للإنجليزية.
ومجلة MECSJ: تقع ضمن مجموعة مجلات علمية محكمة شاملة. حيث تنشر في المواضيع الأدبية والعلمية على حد سواء. وصدرت نسختها باللغة العربية عام 2017م، وتعتبر مجلة ذات طابع نقاشي تحليلي.
ومجلة SMITHSONIAN: تنافس ضمن مجلات علمية محكمة بعدد زوارها الذي يفوق 35 مليون كل عام. وتديرها مؤسسة سميشونيان الأمريكية، وتصدر كل شهر. وتشتهر بضخامة النشر عليها ونشرها لمواضيع حديثة. مثل مواضيع الفضاء وإمكانية العيش على كواكب أخرى غير الكرة الأرضية.
مجلة NATURE: معامل تأثير هذه المجلة على قاعدة بيانات سكوبس هو 43 هو معامل قوي يجعلها من أهم مجموعة مجلات علمية محكمة حول العالم. وتعتبر مجلة ذات باع طويل في النشر حيث بدأت النشر عام 1869م. و كذلك تشتهر بالنشر في مجال الفيزياء.
الخاتمة:
نختم بالحديث عن معامل التأثير وقاعدة سكوبس. حيث تعتبر قاعدة سكوبس موضع الكتروني ضخم. يصنف المجلات حسب الجودة ويضع معلومات عديدة حول مجلات علمية محكمة. ومن أهم طرق التصنيف في سكوبس هو معامل التأثير والذي يعني نسبة المعلومات المقتبسة من المجلة. في فترة زمنية محددة مقارنة مع كمية المعلومات التي تنشرها تلك المجلة في تلك الفترة الزمنية.
يمكنك الاستفسار عن نشر الأبحاث علة مجلات علمية محكمة وذلك من مختصي النشر في مؤسسة البيان من هنا.